قال عماد قدّوري:
نأمل أن تشير هذه المقالة إلى بداية تداول المزيد من المقالات الموجزة حول موضوع يؤثّر على المدوّنين العراقيّين. اخترت أن أكتب اليوم عن الحظر على شركة الحرس الشخصي بلاكووتر في العراق كون الأخيرة قد أقدمت على قتل ثمان مدنيّين عراقيّين خلال توصيل دبلوماسيّين أمريكيّين لشوارع بغداد.
حرّروا العراق يزوّدنا بخلفية معلوماتية أساسيّة للجدل حول شركات الحرس الشخصي في العراق. نشر عماد ترجمة لرواية شاهد, كما نشر القانون الذي يعطي تلك الشركات ترخيصاُ للقتل, وأوفدنا بروابط حديثة وبروابط لمقالاته حول سلوك شركات الحرس الشخصي. ماذا عن رأيه بها؟ يقول: “مجرمي انتهازيّي الحرب”.
كنز بغداد كان أقلّ دبلوماسيّة باختياره لكلماته: “لا تستطيع تخيّل كم كنت سعيداً لقراءة أنّ المجرمين الأمريكيين المرتزقة ببلاكووتر سيطردون من البلاد”, يضيف مبنيّاً على تجربة مباشرة:
لا يسعني حين مشاهدة أفعال المجرمين المرتزقة لبلاك وتر سوى أن أستشيط غضباً واشمئزازاً لعدم احترام إنسانيّة المدنيين عندما يعبرونهم. يبدون كالوحوش عندما يتسابقون في شوارع بغداد حتى في أهدئ الأماكن ليدبّوا الخوف في قلوب ساكنيها عندما يروا أسلحة ال إس يو في والرشاشات ويسمعون طلقاتها التي تطير بالهواء بلا خوف ولا هوادة.
كنز بغداد يرى شركات كبلاكووتر كجزء من مشكلة مواجهة الاحتلال الأمريكي في العراق:
البعض يربط بين هؤلاء المجرمين وبين الجيش الأمريكي أو حتى بالحكومة الأمريكية نفسها. إلى هذه الدرجة وصل الوجدان العراقي ضدّ الجيش الأمريكي. بالطبع, أنا أستطيع الفصل بين هذا وذاك, لكن العامّة العراقيين يروا أنّ هؤلاء هم كغيرهم من الأمريكيين الذين أتوا: “للقتل, سرقة النفط,ثمّ الرحيل”.
رائد يرى مؤشرات أنّ الحكومة الأمريكية ستحاول العثور على طريقة تُبقي بلكووتر متواجدة في العراق خلافاُ للأوامر الواضحة الصادرة عن الحكومة العراقيّة. ينادي رائد بمراسلة الحكومة الأمريكية والجهات الإعلاميّة المعنيّة ببلاكووتر. يقول:
المرتزقة الذين يقتلون المدنين بدون حس للمسؤولية يقبضون بلايين من دولارات الضرائب. حان الوقت من أجل طرد جميع المتعاقدين المرتزقة خارج العراق ولنبدأ ببلاكووتر.
زابي يذكرنا ببيان مهمّة بلاكووتر, أقتبس:
أن ندعم السياسات الأمنيّة الداخليّة والخارجيّة التي تحمي من هم بلا حماية, ونأمّن صوتاُ حرّاُ للجميع مع التفاني لإعطاء حلول أخلاقيّة, فاعلة ومؤثّرة, والتي ستؤثّر إيجابيّاً على من سيقع بوقت عصيب.
يذكّرنا بحادثة أحد رجال الباكووتر حيث كان ثملاُ وقام بإطلاق النّار على رجل أمن عراقيّ بدون سبب واضح, رُحّل المجرم المرتزق إلى الولايات دونما أيّ عقاب. يختم:
قد أضرّت شركة البلاك ووتر العراق أكثر بكثير ممّا تحلم به القاعدة أن تسبّبه أيّ شركة أمريكيّة. أحسنت صنعاً بلاكووتر!! استمرّي برؤياكي, تقومين بعمل رائع!
حسب قراءتي للأخبار, هناك فسحة ضئيلة لشرح لماذا اختارت الحكومة العراقيّة أن تتصرّف الآن وبشكل حاسم, بالوقت الذي لا تنبس ببنت شفّة إزاء أحداث كهذه. كنت قد كتبت عدّة مرّات في السابق عن مدونين قد خسروا أو على وشك أن يخسروا أقاربهم نتيجة حوادث مثيلة بسبب الجنود الأمريكيين.
كما يُري هذا الفيديو من حيّ في بغداد الغضب العام في أنحاء بغداد بسبب قتل الجنود الأمريكيين للمدنيين العراقيين قد وصل ذروته عبر مظاهراتهم العارمة دون أن يصدر عن الحكومة العراقيّة أي همسة احتجاج.
[display_podcast]
تفسير محتمل من قبل صحيفة الغد:
قد كشفت الصفقة بين الشركة ذات الصلة ببوش “هانت فور أويل” والحكومة الكردية المحليّة أزمة كبيرة بين حكومة المالكي والولايات المتحدة, تبعاُ لمصادر وثيقة…
ممّا يعني أنّ الولايات المتحدة قد قرّرت أن تتجاوز الحكومة المركزية العراقية, متجاهلة الدستور لا بل منتهكة حرمة حقول نفط متنازع عليها خارج المنطقة الكرديّة. من أجل ذلك, وجدت الحكومة العراقية نفسها مضطرة إلى التعبير عن سخطها بطريقة غير معهودة ورمزية. يظهر ذلك جليّاً من خلال ردّها الشفوي على مجزرة البلاكووتر في بغداد, بالتناقض مع السكون الحكومي الاعتيادي على التفجيرات والهجوم اليومي الذي يطال أهدافاُ مدنيّة.
كما قال غرينسبان, في النهاية, النفط هو المبتغى الوحيد.