بعد 90 مقالة للأصوات العالمية أصبحنا نعرف التماسات سلام عادل: إن لم تقرأي أيّة مقالة هذا الأسبوع فاقرأي هذه. بدأ سلام كمدّون في شهر أيار 2005, وككاتب ذو مهمّة في الأصوات العالمية بداية سنة 2006. رغم سكنه في لندن, المملكة المتّحدة, يقول سلام أن كونه عضواُ في الأصوات العالميّة قد منحه فرصة إعادة لمّ شمله مع جيل من العراقيين كان قد فقده.
هاهي مقابلة سريعة أجريناها مع سلام:
*منذ متى وأنت تدوّن للأصوات العالميّة ولماذا؟
أكثر ممّا أهتمّ لأن أتذكّر…أعتذر, لا أستطيع مقاومة الإجابة…في كانون الثاني عام 2006 وبالنسبة للماذا…الجواب بسيط. نحن ننجز دورنا لنغير العالم. ما نقوم به هنا هو السياسية بمعناها الحقيقيّ. السياسة لا تعني الأحزاب وصنع خطابات أو تحصيل أصوات في الانتخابات. بل أن تغيّر كيف يرى الناس العالم من حولها علّ وعسى أن تصبح كلّ هذه الحروب صفحات من الماضي فحسب.
* ماذا منحت للأصوات العالمية وماذا منحتك بالمقابل؟
90 مقالة وأكثر من 400 ساعة من حياتي (لا تحسبي أنني أعدّها). ما منحتني الأصوات العالمية هو شبكة من الأصدقاء وفرصة من أجل أن أغيّر شيئا ما في هذا العالم. كما وقد منحتني مصدراُ كي آخذ انطباعاُ على العالم في أيّ وقت اختاره. بما أنني قد عشت طويلاُ خارج بلادي, أعطتني الأصوات العالمية فرصة لإعادة إحياء علاقتي مع جيل من العراقيين كنت قد كبرت منفصلاُ عنه وقد كبر هو بدوره منفصلاُ عن العالم.
* أرجو أن تلخّص تجربتك بتغطيتك للمدونين العراقيين في هذه الأوقات العصيبة. ما هو الاختلاف في أن تقرأ المدونات العراقية عن قراءتك للتقارير في الإعلام السائد؟
من المبهج أن أقوم بتغطية المدونات العراقية. لا يستطيع المرء أن ينصف غزارة تلك التجربة في الحديث عن المدوّنات العراقية وأصعب ما في الأمر هو أن تختاري ما يجب إقصاءه من المقالة. أفضل ما في الأمر هو أنني جزء من مجتمع المدونين العراقيين ومجتمع المدونين بشكل عام. مهما اختلفنا في الرأي فأنا متأكد من أنني سأحصل على تعليق لطيف, كما أنني متأكد على أن المدوّن سيكون صديقا ويخرج عن دربه في حين حاجتي إليه. عندما توفى مدوّن الفيديوعلي شافايا, Alive in Baghdad عمد مدونون كثيرون كروبرت سكوبل, من كافة أنحاء العالم, إلى التعبير عن أساهم وتضامنهم مع عائلة الفقيد للمساعدة بتكاليف جنازته. من الصعب جداُ أن أكتب عن الموت في الوقت الذي أصبحت على معرفة وطيدة بالمدونين العراقيين ناهيك عن أصدقائي المفضلين, غير أننا جميعا قد أصبحنا أكثر قوة بفضل مشاركتنا لهذه التجارب.
لن أقول أن المدونات هي أفضل أم أسوأ حالا من وسائل الإعلام السائدة, لكنها بالطبع بدائل أساسية. في كثير من الأحيان وبسبب كون وسيلة الإعلام مؤسسة غريبة عن ما يحصل في الداخل, تفتقد إلى ما هو جوهري وأساسي في الخبر. إن من يملئ هذه الثغرات هي المدونات التي تسلط الضوء على ما يحدث بحيث لا يمكنك أن تجديها في مكان آخر. في مقالتي القادمة سأقوم بالكتابة عن مقابلة أجراها مدوّن عراقيّ مع أشخاص يدّعون أنهم أعضاء في المقاومة العراقية. فرص أحاديث كهذه لا تجديها في وسائل الإعلام التقليدية.
*أتسمع أصوات الصحفيين المدنيين العراقيين؟ وكيف؟
أجل, الإجابة الواضحة هي أن للأصوات العالمية دور كبير لماذا يسمعون هؤلاء. وشيئا فشيئا تدرك وسائل الإعلام أن المدونين لديهم أشياء مناسبة للحديث عنها. قد طلبت مني محطة البي بي سي لوصف ردود المدونين العراقيين على الأوضاع الحاليّة. كما أنّ موقع أخبار البي بي سي لديه عمود مخصص لتلخيص تدوينات العراقيين. ما كان ليحدث أي من هذا لولا الأصوات العالمية.
* ما هي آمالك نحو المدونين العراقيين:
أتمنى أن ينموا أكثر فأكثر. أريد المزيد من الناس أن تبادر بالكتابة خصوصا أولئك من لم يفكروا بتشكيل مدونة.
* ما هي آمالك للأصوات العالمية؟
قد تخطّت الأصوات العالمية أمنياتي لها-لذا كل ما أتمناه هو أن تظلّ تتخطى ما أتمناه لها.