مصر: قصة سونيلا

لم يكن يعلم الطالب الأمريكي سونيلا ما الذي كان يتجه إليه عندما رأى طالبين من جامعته واقفين في إحدى ساحات القاهرة وقرر أن يمشي باتجاهما, ويوجه الكاميرا باتجاههم. من اللاشيء يغير عليهم رجال الأمن, يأخذونهم من الساحة إلى السيارة وتهديد السجن.
المدون المصري أحمد, يخبرنا قصة سونيلا, الطالب ذو الـ22 عاماً من نيويورك, الذي كان في مصر لدراسة الشعر العربي في الجامعة الأمريكية في القاهرة.

يقول أحمد:

سونيلا شاب أمريكي من أصل هندي،يحمل ذراعه وشما واضحا يحمل كلمتي “لتعيش الانتفاضة”.. ذهب صبيحة يوم الاضراب للجامعة الامريكية لمتابعة محاضراته ،وبينما هو في طريقه للجامعة عبر ميدان التحرير وجد زميلتيه سارة عبد الرازق وسارة اسماعيل تقفان وسط الميدان وتزدردان خبزا رديئا من الذي تنتجه مخابز الحكومة المصرية،ثم تلقيانه علي الارض كنوع من الاحتجاج،توجه سونيلا بكاميرته الديجيتال نحو زميلتيه ليتقط صورة فوتوغرافية،فانقضت عليه قوات الأمن واقتادته نحو ميكروباص علي ناصية شارع طلعت حرب.

في الثانية عشر والنصف ظهرا تحركت السيارة الميكروباص وتجولت بهم حواليَ القاهرة مارا بشارع صلاح سالم والدراسة،وحين احتج سونيلا موضحا :”أنا أمريكي”..رد عليه الضابط “اخرس”!

حاول سونيلا الاتصال بالسفارة الامريكية ومديرة برنامج المنحة التي يدرس بموجبها في مركز دراسات اللغة العربية في الجامعة الامريكية،توالت الاتصالات وأبلغه موظف بالسفارة :”أرجوك ابتعد عن التحرير الاوضاع غير مستقرة بالمرة”.
يقول سونيلا:”جن جنون الضابط حين علم برغبتي في الاتصال بسفارة بلادي وقال لي سألقيك من علي الكوبري إذا فعلت هذا”.
يضيف سونيلا : اشتبك معي أحد الضباط بينما يستجوبني ويطالبني بذكر بياناتي،وعمد الي استفزازي أكثر من مرة،قال الضابط :لم تشارك في مثل هذه الأعمال..إنت مالك؟ فقلت له :حكومتكم سيئة وتظلم الناس..فرد الضابط حانقا :لا تقل هذا الكلام..الحكومة جيدة..فنظر له سونيلا وقال :لا تنتسي أنك من الشعب ولست من الحكومة!
فصمت الضابط،يقول سونيلا:”سكت الضابط العنيف ولم يرد علي بينما لمحت علي الشرطي الذي أخذ بياناتي أمارات التعاطف..لكن علي أية حال تم حرماني من كاميرتي الديجيتال التي التقطت بها الصور”.
هدد أحد الضباط المشرفين علي عملية الاختطاف سونيلا بالقاءه في الصحراء،بينما وعد إحدي النساء بتوصيلها الي منزلها،يقول سونيلا :”ما يحد ث يشي أن الحكومة مضطربة ومرتبكة جدا وتحاول عبر هوس أمني بغيض السيطرة علي مقاليد الامور بأي ثمن”.

يتابع أحمد بالقول:

كان سونيلا مرهقا وجائعا للغاية حين التقيناه لكنه كان مقتنعا بما يفعل بصورة تثير الدهشة،علق سونيلا :”لقد شاركت في تظاهرات في الولايات المتحدة،لكن الذي حدث هنا في القاهرة هو اختطاف رخيص علي طريقة العصابات ولايمت بصلة لجهاز شرطة يفترض أنه يحمي الناس”.
تركوا سونيلا في حوالي الثانية ظهرا وحين حاول أخذ أرقام السيارة الميكروباص التي اختطفته،لكن الضباط نزلوا وهددوه وتوعدوه،قال لهم سونيلا :”إذا أردتم القاء القبض علينا فاقبضوا..لكن لا تخطفونا علي طريقة العصابات”

الصورة من: محمد علي الدين.

3 تعليقات

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.