- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

البحرين: هوس بالدراما التركية

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, البحرين, تركيا, أفكار, النساء والنوع, فنون وثقافة

نور، المسلسل التركي الطويل، اكتسح العالم العربي، مع تقارير [1] تتحدث عن حالات صراع وطلاق حدثت بسبب هوس الكثير من النساء بالنجم التركي Kıvanç Tatlıtuğ [2]، الذي يمثل دور مهند، هنا يتناول بعض المدونين البحريينين شعبية المسلسل في العالم العربي.

مالاث بدأت مشهدها [3]:

الساعة الآن تشير إلى العاشرة 10:00 مساءً..

” بل بدأت نور، ويش فيش تمشين علعدال؟ يالله بسرعة”

“إحنا لازم نرجع البيت أحين لا تفوتنا الحلقة” … يالله اشخطي السيارة …اشخطي..!

عبارة أسمعها كل ليلة تقريبا من أختي التي تستعجلني في الرجوع للمنزل قبيل العاشرة مساء لأجل أن تشهد كل حلقة من مسلسل نور. لدرجة أنني تخيلت نفسي محلقة بطائرة (هوليكبتر) و كأنما أأخذ بها جولة على البيوت البحرينية المقتلعة الأسقف كما بدت في حلم اليقظة ، لأجل أن أرصد كم المشاهدة البحرينية لمسلسل نور.

مؤكد أن الجميع يحتشد أمام شاشات التلفزة مشاهدا نور بهوس و متابعا كل تفاصيلها إن كان الأب نفسه ، الأم و الأبناء و حتى الجدات يا جماعة” والله حتى الجدات!” متابعين بشغف مهند الذي يدللها بفيض من الرومانسية الشحيحة بعالمنا العربي.

يعبر علي الملا أيضاً عن دهشته لشعبية نور [4]:

بكل صراحة، لا أتذكر أنني تابعت حلقة كاملة لمسلسل نور ولا سنوات الضياع، إلا أن ما شدني أكثر هو تواتر الأخبار الغريبة التي تتحفنا بها الصحافة العربية لمواقف يومية وإبداعات مجتمعاتنا العربية المتحضرة في الانحدار، وآخرها تلك الزوجة التي طلقها شريك حياتها لأنها أبدت (رغبتها العارمة في أن – تنام – مع مهند ولو ليلة في حياتها ولا بأس أن تموت بعدها) ولن يهمها ما سيكون نتيجة إعلانها عما يجول في داخلها من شعور!!

فهنيئا لها ..

ثم تتحدث مالاث عن أسباب تقبل هذه الدراما:

ياجماعة.. ماذا فعلت بنا نور.. أنا نفسي إنتقدت المسلسل بداية و ظننت إنه سخيف و لا يستحق المشاهدة، و لكن بعد حلقة و إثنتين متتاليتين وجدت نفسي ممن يشاهدن مسلسل نور.

وفعلا أسعى لشراء أو تحضير العشاء قبل العاشرة مساء حتى نستمتع بمشاهدة نور ريثما نتناول وجبة العشاء. بدأت أتسائل فعلا عن الحمى التي ألحقها بنا هذا المسلسل، هل هو هروب من الملل و الحياة الرتيبة؟ أم هو مخرج من سيناريوهات الدرامة العربية التي تحاكينا بلغة المخدرات و(الصياح و النياح و الكفوف و الطراقات و البكوس)؟

أم أن نور و مهند ثنائي جميل يجذب الناظرين و يجعل القلوب تهوي خيالا بهما؟ أم لأن الطبيعة التركية و مناظرها الخلابة، طريقة التصوير، التقنيات المستعملة فيه و الألوان التي تريح الأعين هي أحد الأسباب التي تفسر هذا الولع بالمسلسل؟ و لا ننسى سحر عيناه و شهامته التي لاجدال فيها، ربما تكون هي الأخرى أسباب مهمة، قد يكون مهند جميل حقا لكنه برأيي لا يمتلك معايير الوسامة و الرجولة والجاذبية العربية بمجتمعنا الشرقي و التي تنص على أن الرجل العربي لا يمك أن يك وسيما إن كان ناصع البياض ذو وجه “حليبي” إن صح التعبير، شديد النعومة و الصفاء، و لكن من سألتهن عن سبب إعجابهن بمهند قلن لي: نحن نفتقر للشعر الأشقر و العيون الزرقاء بعالمنا، فهو على الأغلب ما يولد لدى نساؤنا الهوس بمهند التركي! حتى إنني سمعت بأذني إقرار من رجال أن مهند وسيم، آه ه ه تخيلوا!!

لكن اهتمامها بالموضوع يتضاءل:

يا جماعة والله أشعر بأن الموضوع قد أعطي أكبر بكبير من حجمه، و بدأت أتململ من السالفة، أحنا مساكين نعيش حالة من التشرذم و الضياع، متخبطين بحياتنا ،ينهشنا غلاء الأسعار و السياسات العربية و المحلية المتفذلكة، و أحوالنا العربية الباعثة على الشفقة فنهرب كلنا نحو نور ،و كأنها درب الخلاص الذي سينتشلنا من عرصة الهم الذي يفيق و إيانا كل صباح.. نتعلق بنور و بمهند ، بشجاراتهم و بحبهم ، بلبسهم، بقصات شعرهم، بطبيعتهم، بتفاصيلهم الغبية على مدى ساعة من الزمن كل ليلة ، كل ليلة هروبا من همومنا و مشاكلنا التي لا تنفك تتضخم و تتفتح عنها أبوابا كبيرة.

في نهاية نشرتها، تتساءل مالاث:

و ماذا بعد نور…………… يا عرب؟