جنوب شرق آسيا: أثر الأزمة المالية

ما هي آراء بعض المدونين في جنوب شرق آسيا حول الأزمة المالية العالمية؟ أول تصريح لمسؤول رسمي كان: رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، الذي ذكر بالمعايير المزدوجة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية في حل المشاكل الاقتصادية:

“لا يمكننا أن ننسى كيف دمرت صناديق الاحتياط في الولايات المتحدة عام 1997-98 اقتصاديات البلدان الفقيرة عن طريق التلاعب بأرصدتها الوطنية. فالحكومات (الأسيوية) : تقول بأنها لا تسعى إلى إنقاذ أي شركة أو مؤسسة بنكية تعيش أزمة عميقة. في الوقت الذي أكد فيه الأميركيون على أن هذه الشركات أو المصارف غير فعالة وبالتالي ينبغي إفلاسها. وبيعها بأرخص الأثمان للمستثمرين الأمريكيين. ومع ذلك، فإننا نرى حاليا أن الحكومة الأمريكية ترصد 700 مليار دولار لإنقاذ  المصارف ، وشركات الرهن العقاري وشركات التأمين.”

يفسر المدون اس كى ثيو كيف أن تباطؤ النشاط الاقتصادي يؤدي إلى تفاقم المشاكل الداخلية في ماليزيا:

“اقتصادنا راكد تماما. وذلك بسبب الاضطرابات السياسية الداخلية ثم  بسبب الاضطرابات الحاصلة  في الأسواق المالية في الولايات المتحدة وكلها مجتمعة تشكل كارثة حقيقة. فالتوجه نحو المناداة بتغيير فوضوي في الحكومة، التي هي الأولى من نوعها في تاريخ ماليزيا ، يجعل المستثمرين في قلق شديد.

“من المثير للاهتمام أن ماليزيا هي البلد الوحيد من بين البلدان الأعضاء العشرة في رابطة أمم جنوب شرق آسيا ، الذين يعانون من التدفق السلبي للعملة، على الرغم من أن هذه المنطقة قد سجلت أكثر من أي وقت مضى مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر، وهذا  يعني أن كثيرا من المستثمرين الماليزيين يفضلون الاستثمار في الخارج خوفا من عدم الاستقرار السياسي أو التوجهات الاقتصادية المظلمة بسبب ما ذكرناه في العامل السابق”

المدون كوبلوكين يعلق في مدونته Cakap Tak Serupa Bikin قائلا: بأن الأسوأ لم يأت بعد:

“لا أعتقد أن إنقاد الشركات الجشعة المتوحشة سيكون له دور في حل المشكلة. ولذلك فإني أوافق الشعب الأمريكي، على أن الخطة لا ينبغي أن تكون استعجالية، بقدرما ينبغي أن تكون مراعية للحد الأقصى من التأثير في حياة معظم الناس. “

“وعلى الرغم من أن سميابون المؤسسات في ماليزيا ” على أحسن مايرام “. فإنه يبدو أن هناك قليلا من أنباء إن لم تكن منعدمة حول تأثير تباطؤ النشاط الاقتصادي في العالم. وكما ذكرت فإن ماليزيا يجب أن تتوفر على أبطال أقوياء لقيادة الاقتصاد الذي نؤدي ضريبته. فربما بذلك نستطيع أن نرسل مستشارين عظماء في الاقتصاد إلى الولايات المتحدة لمساعدتهم على حل مشاكلهم ، وهذا بدوره سوف يساعد على حل مشاكلنا”

مشكلة الإسكان في الولايات المتحدة أصبحت تمثل كابوسا عالميا. فعلى سبيل المثال، هناك قطاع العقارات في كمبوديا الذي يتوقع له أن يتراجع. وكذلك الأمر بالنسبة لفيتنام فإن الفنادق تأثرت هي الأخرى. وقد حاول باحث كمبودي, في الولايات المتحدة، اسمه تشانرينثيا بان, أن يستعرض الدروس المستفادة من الكساد الكبير، ثم أشار إلى أن الرفاهية في المستقبل: “زيادة الهجرة ستساهم في زيادة الطلب على المساكن مما سيساهم في زيادة أسعارها”.

مدونة The Daily Brunei Resources أطلقت نداء لنمط أبسط من العيش:

“اليوم كما نشاهد الاقتصاد العالمي في حالة صعود وهبوط مثل الأرجوحة ، ولذلك فلا أستطيع تقديم أي دعم  ولكن عليك أن تدرك بأن الكل كان راضيا بهذا الوضع ، لذلك لا ينبغي أن نصل هذه الحدود، التي يوجه فيها العالم بتوجه النفقات.

“إننا ننسى في بعض الأحيان الأشياء البسيطة في الحياة. فلنكن شاكرين على ما لدينا وأضمن لكم أننا سوف لا نواجه أية مشاكل مالية، وأن العالم بدوره سوف لن يرى عودتها الوحشية في المستقبل .”

أما مدونة Rogue Economics فقد دعت سلطات بروناي إلى تطبيق نظام تصنيف الائتمان:

“لقد حان الوقت لوضع نظام لتصنيف الائتمان، و ما أريد أن أقوله هو أنه لا يمكن السماح لأي واحد سواء كان : توم أو  ديك، أوهاري الذي حصل على ورقة زرقاء من عقد الائتمان، دون إجراء مراجعة شاملة لحالته المالية.

“فكل يوم نسمع عبر وسائل الإعلام ‘ التشديد على الائتمان ‘ وهو ما نتج عنه عموما وضع هذه الشركات العملاقة على حافة السقوط والانهيار. وقد كان منطلق كل ذلك هو الإهمال و عدم التكافؤ في الاقتراض. ومع ذلك ، فمن المحتمل أنه ما يزال هناك تعاقد خارجي في  بروناي ، يسمح بإبقائه على هذا النحو. “

كما أن سنغافورة وهي أول بلد أسيوي تضرر بالكساد العالمي. يطرح تساؤلا حول خطة الإنقاذ التي تصرح بها الولايات المتحدة بقصد دعم صندوق الاحتياط بسنغافورة.

الأزمة الاقتصادية أعطت أرباب المشاريع المبدعين العديد من التحديات والفرص. مدونة Simple is the Reason of My Heart من سنغافورة تضيف:

“إنها فرصة مهمة بالنسبة للمستثمرين وأصحاب المشاريع لأنهم بقدر ما يعيشون هذه المشاكل فإنهم يساهمون في خلق فرص، في خضم هذه المحنة”.

كما لاحظ أحد السياسيين المحليين في الفلبين أن مدينة رئيسية في الجزء الجنوبي من البلاد تسير بشكل أفضل خلال فترات الكساد الاقتصادي الأليمة.

“لقد رأينا إغلاق المصارف والمؤسسات المالية وشركات التأمين الأشهر القليلة الماضية في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان في الآونة الأخيرة، بسبب الأزمة المالية العالمية. والعكس صحيح ،حيث يظهر حسب  دافاو . أن هناك فروعا لأبناك جديدة يتم فتحها كل شهر.

“فدافاو ليست بمنأى عن الأزمة المالية والكساد العالمي، ولكنها حافظت على تنمية اقتصادية وطنية جيدة.”

وكرد فعل على خطة الإنقاذ الأمريكية، عبر باحث فلبيني بقوله:

“لم يبق من سماسرة الاقتصاد من يرفع وجهه إلى الأعلى للنظر في برصة وول ستريت. حقا إنه شيء غريب حيث إن المحرومين في الأرض أصبحوا يشفقون على الأغنياء وهم يؤدون ثمن تهورهم”

بعد ذلك انتقد المدراء التنفيذيين في وول ستريت الذين يحصلون على مئات الملايين من الدولارات في صورة مكافآت ، فكانوا سببا  في خلق مشاكل هائلة بسبب ضعف القرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها في الماضي:

“ووراء كل ذلك، فإن رجال الأعمال ، تكنوقراطيون. كما رصدت يومية ليونيزد السلوك الاجتماعي : في المواقف التي اعتادوها في المناسبات الرسمية (مثل قطع شرائط التدشين لشعب التغذية ، أو حضور المعارض البصرية التي لا يفهمون دورها الفني) ، أو بعض وسائل الإعلام التي تخصص حيزا لتعليق أو تعليقين قد لا يساوي قطعة بسيطة من الطعام . فقد دفعتهم الأموال إلى قمة  500 في عالم النخبة ، المحاطين بسعة المعرفة والجودة.

“فالقرن يعيد نفسه – من خلال تبني وجهات نظر تقنية عاد ت مرة أخرى لتخيف من أشباح التضخم. وهذا لم يحدث قط للناس ، الذين يعيشون في احترام ، أصبحوا يلتجئون إلى المستشار في الاضطرابات العقلية ليشخص لهم في رسالته السرية وجود عطل ، أو اختلالات عصبية. وأن وضعهم العقلي سمح للملايين من الانتهازيين أن يظهروا مثل الحشرات المختبئة تحت الأجنحة؟

” ففي كل مليون ، يسحق عدد من الأشخاص الذين يخرجون وحقيبتهم فارغة”.

2 تعليقات

إلغاء الرد

شارك النقاش -> maria

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.