على مدى أكثر من شهر، يتعرض منتزه تشابادا-ديامانتينا الوطني [انكليزي] في باهيا لحرائق مدمّرة. وفقاً لوكالة البيئة البرازيلية، خمسون بالمائة من مساحة المنتزه دمّرت بالكامل، 1520 كم2، ما يقارب 75000 هكتار من الغابات (ما يعادل حجم مدينة نيويورك). والآن تقريباً 500 شخص – اطفائيون ومتطوعون – يصارعون ألسنة النيران التي جاءت كنتيجة لحرائق غير قانونية على الأغلب بدأها أصحاب الماشية بغية تهيئة الأرض للرعي. ولا أمل سوى بالأمطار الغزيرة لتطفىء هذه الحرائق، وهذا غير متوقع إلا في نهاية الشهر الحالي.
طالما الأسباب معلومة وطالما أن الحالة تتكرر يتساءل باولو بيكاراتو [برتغالي] لماذا لم يتم القبض على المجرمين:
وكأن أحدهم لا يعلم بذلك. طالما أنّ الأسباب معروفة، لا يمكن للشخص سوى الاستنتاج أن هناك أحدهم يعمل بالسر ضد القانون. من المحبط جداً رؤية الأمر يتكرر كل سنة.
ماريليا ميللر [برتغالي]، تشير إلى نقطة أنه بالاضافة إلى الحرائق المتعمدة، فإن السلطات أخذت وقت طويل لفعل شيء:
بدون أدنى شك، ما يزعجنا كثيراً، هو بطىء السلطات المسؤولة عن توفير الموارد الضرورية لفرق المتطوعين، الذين لم يتمكنوا من اطفاء الحرائق بسبب افتقارهم للأدوات (الأفراد ووسائل مكافحة الحريق) والدعم اللوجيستي، مثل النقل والطعام. وكالعادة حكومة الولاية كانت غائبة عن الحدث، بغض عن النظر عن أنّ تشابادا-ديامانتينا هي مصدر باهيا الرئيسي للمياه العذبة (80% من موارد الولاية المائية تأتي من هذه المنطقة).
مدونة سابربيو-امفوكو تصرخ:
لماذا كلّ هذا الصمت؟ لماذا لم تتحرك وسائل الاعلام الرئيسية لتغطية الحدث؟
زي-لويز-سورز [برتغالي] يتساءل فيما إذا كانت هذه هي نهاية الفردوس:
هل هذا ممكن؟ في البرازيل، نعم ممكن.
لم أذهب إلى تشابادا. لكن في الحقيقة لطالما حلمت بزيارتها، ولسنين اعتبرتها فردوس بانتظار الاكتشاف؛ هذا هو مصير مكان من الممكن أن يكون رحلتي الأهمّ في البرازيل؛ رحلة أخطط لها بأن أحزم أمتعتي وأنطلق بدون خطة وبدون اتجاهات. حلم يبدو أنه ذهب بين الجشع والطمع، بين العجز واللامسؤولية. مرة أخرى قدرنا بين أيدي التدخل الالهي.
التقطت الصور السابقة في تموز 2005، بواسطة وليم كيتزينغر، استعملت الصور بترخيص [عموميات خلّاقة*] اطّلع على مجموعته الخاصة بـ تشابادا-ديامانتينا.
كانت تشابادا-ديامانتينا بالأصل مورد الألماس والذهب، لكن الآن تذهر فيها السياحة البيئية. بسبب طبيعة الطقس الفصلي الجاف والحار، فإن الحرائق الصغيرة تكون أمر شائع وعادة ما تعالج الغابات نفسها بنفسها. كما حدثت حرائق مدمّرة في سنة 1998 وسنة 2003، لكن الحالة هذه المرة خرجت عن السيطرة، وإذا لم تعود إلى حالتها الأصلية، تشابادا ستخسر هويتها كمنتزه غني بالأشجار.
* العموميات الخلّاقة ترخيص يتيح الاستعمال الحرّ بشروط معينة، المزيد هنا.