فلسطين: مدونو غزّة يصفون الخوف

رغم كلّ الظروف، ما زال هناك مدونون يكتبون بنشاط من غزّة، ويصفون الخوف الذي انتابهم جراء الهجمات الاسرائيلية.

ايكسايلد [المنفي] يقول بأنه ليس بطلاً:

على قيد الحياة ولكني لست بخير
وقد اكون في اي لحظة على قيد الموت لاكون بخير
فالاموات وحدهم آمنون في غزة

تركت شقتي وذهبت انا وزوجتي الى بيت العائلة،ليس بحثا عن مكانا آمناً من القصف
احب ان اكون بجانب امي في هذه الاحوال

لست بطلا، فأنا كابن اخي الصغير ارتعش من الصوت المعدني المتفجر في الهواء القريب
ولكني اكبت رعشتي خجلا،فلست بطلا

ليلى الحداد، التي تدوّن في مدونة رايزينغ يوسوف آند نوور [تربية يوسف و نور] على اتصال مع أهلها في غزّة:

اتصل بي والدي ليطمئنني بأنه بخير – وذلك بعد قصف الطائرات الحربية لمبنى الجامعة الاسلامية، التي تعتبر أفضل مؤسسة أكاديمية في القطاع.

بعد قليل اتصلت مع والدتي، لم أسمع سوى صوت بكائها على الهاتف، “الطائرات فوق رؤوسنا” وهي تجهش بالبكاء “الطائرات فوق رؤوسنا”. حاولت أن أهدىء من روعها – عندما تطير الطائرات فوقك يعني أنّ “الهدف” أمامها. في مثل هذه اللحظات من الخوف الشديد، لا يوجد مجال للعقلانية والمنطق.

مدوّنة غزّاوية أخرى، الدكتورة منى الفرّا حالياً مقيمة في المملكة المتحدة وتشاهد ما يحدث بأسى بالغ:

بقلب محطم أستمر بمشاهدة ما يحدث في غزّة وأنا بعيدة عنها، لا أستطيع اقفال التلفاز، لا أستطيع فصل نفسي عمّا يحدث هناك، لا أستطيع فعل ذلك وزملائي الأطباء يعملون هناك بكلّ جدّ في ظروف استثنائية للغاية، لا أستطيع فعل ذلك وعائلتي وأصدقائي وكل غزّة  تواجه شرّاً مستطير وخوف مستمر، الكوابيس لم تنتهي.

الناشطة بحقوق الانسان الكندية والتي تكتب بمدونة في غزّة، ايفا تصف لنا كفاحها:

كيف أصف لكم هذا الشعور؟!، أنا بدنياً لم أعد أهتم بتلك الانفجارات، لا أقصد بأنني شجاعة أو ما ذلك، لكنني بدنياً لم أتأثر بعد. هذا مفيد لي، اذ يسمح لي بالاستمرار في الكتابة، بالتصوير، والتصريح. انه جانبي العقلاني الذي يتيح لي الاستمرار بذلك. آلبيرتو وهو صحفي اسباني جالس بجانبي، يذكّرني بما قلت له في الليلة الماضية: “أنا مركّزة على اقناع شاهد العيان بأنني لا أفكر بالخطر”.

[…]

تقريباً من المستحيل انهاء هذه المقالة، ما زال هناك بضعة انفجارات تثور كلّ بضعة دقائق: سيارة في مخيم البرج، وسط غزّة، ضربة أخرى في منطقة الزيتون السكنية في مدينة غزّة، أخرى في الشمال…

هذه المرة ليست الكهرباء ما يمنعني عن الكتابة، وبالتأكيد ليس نقص في الكلمات والمعلومات، إنه ذلك القصف المرّوع وذلك على مسافات متقاربة بسيل من القنابل ترسلها اسرائيل علينا هنا في غزّة، منذ الساعة الحادية عشر صباحاً من 27 كانون الأول تستمر اسرائيل في القصف وبقوّة وسرعة، رغم ما يزيد عن 300 شهيد، وأكثر من 800 جريح والمرجح أنهم 1000، هذا عدا الضحايا والاصابات التي جاءت من الهجمات الحالية والمستمرة.

منذ ذلك والعالم الخارجي يريد أن يعرف ماذا يحدث في غزّة، أنا أيضاً أريد أن أعرف ماذا يحدث، رغم أنني هنا، غزّة أصبحت مناطق معزولة عن بعضها، حيث تم حجز الناس في منازلهم خشية أن يتحولوا إلى أهداف في الشارع، و كما يبدو، حتى المنازل لم تعد آمنة. لم يعد هناك مكان آمن في غزّة، أي مكان قد يتحول لهدف بتبرير أنّه هدف مخطط له أو أنّه كان بقرب هدف مخطط له.

وفي تدوينة لاحقة تقول بكل بساطة:

الآن أحضّر نفسي لأن أكون بدون كهرباء، وبدون انترنت، وأنتظر الأسوأ.

أصلي بأنكم في الخارج ستقومون بدوركم لانهاء هذا الرعب.

7 شهداء، وعشرة جرحى في الاعتداءات الأخيرة على غزّة.

تابع تغطية أصوات عالمية عن أحداث غزّة:

إيران: مدونون اسلاميون يدعمون غزّة

العالم العربي يرد على مجزرة غزة

فلسطين: أكثر الأيام دموية منذ عام 1967

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.