- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الأوروجواي: وفاة الكاتب ماريو بينيديتي

التصنيفات: أمريكا اللاتينية, أوروجواي, نبذة عن المدونين, آداب

توفي أبرز مؤلفي الأوروجواي و شعرائها ماريو بينديتي [1] [انكليزي] في 17 مايو\أيار عن عمر 88 سنة، و تشكل حاصلة أعماله التي ترجمت إلى حوالي 20 لغة أكثر من 80 رواية بالإضافة إلى العديد من القصائد و المقالات و القصص القصيرة. و يعد بينيديتي من أبرز الرموز في مجتمع الأوروجواي، وخاصةً لتاريخه في المنفى كناقد يتسم بالصراحة خلال الحكم العسكري الدكتاتوري للبلاد في السبعينيات و الثمانينيات.

بدأ العديد من مدوني الأوروجواي ، مع خبر وفاته، في تحليل ما تمثله أعماله لهم على مر السنين. و يصف Psicosesion [جميع الروابط بالإسبانية] ما يجده القارئ فى كتابات بينيديتي [2] في سياق الاضطراب الذي حاق بالبلاد في هذه الفترة من تاريخها:

Su escritura refleja los tiempos más difíciles de una Latinoamérica oprimida, por el autoritarismo, donde no se respetaron los derechos humanos, donde deja ver el sufrimiento humano a flor de piel, opresión que hizo que Mario se mantuviera durante largo período exiliado del país.

Pero siempre Mario desde donde cualquier lugar, hacia sentir su voz….jamás lograron callarle.

“تعكس كتاباته أصعب الفترات التي مرت بها أمريكا اللاتينية من الاضطهاد الفاشستي و انتهاك حقوق الإنسان، حيث يعبر، بأسلوب مرهف الحس، عن معاناة الإنسان و عن الإضطهاد الذي دفعه للبقاء منفيا بعيداً عن البلاد لفترة طويلة.و مع ذلك،فقد أطلق ماريو للسانه العنان معبراً عن رأيه أينما كان…و ما كان بإمكانهم إيقافه”.

وتكتب أيضاً Gaba en Montevideo عن المعاني الشخصية التي تحملها كلمات بنيديتي وكيف اثرت فيها طوال حياتها [3]:

Murio benedetti, asi, con solo dos palabras se fue su inspiracion y dejo mil poesias. Mil poesias y una historia que se repetia una y otra vez, como marcada en fuego, en la vida de muchos uruguayos, en mi vida. Benedetti formo parte de mi memoria. Con Benedetti pase noches y dias y encuentros leyendo sus vivencias, su audacia, su historia de hombre comun. Su literatura ha sido parte de mi sangre, de mis entrañas, ha sido como el aire que he respirado para crecer. Y desde siempre mi brujula.

“مات بينيديتي، و بهاتين الكلمتين، مات إلهامي و ترك خلفه ألف قصيدة. ألف قصيدة و قصة تتكرر مرة تلو الأخرى حتى تبدو وكأنها محفورة في وجدان شعب الأوروجواي و في حياتي أنا. بينيديتي يشكل جزءاً من ذاكرتي، معه قضيت أياماً وليالِ في الخوض في تجاربه، و جرأته، و حياته كرجل عادي. لقد أصبح أدبه جزءاً من دمي ووجداني، كالهواء الذي اعتدت استنشاقه كي أنمو. كان كالبوصلة التي توجهني.”

و يتذكر ماريو بلانكو وهو مدوًن آخر من أوروجواي عندما قابل بينيديتي و تلقى منه إهداء على أحد كتبه [4]، ويشعر بلانكو أيضاَ بالفخر لكونه “توكايو” لبينيديتي، و هو مصطلح يطلق على شخصين يحملان نفس الاسم، بالإضافة إلى ذلك، فهما يحملان نفس الحروف الأولى “م.ب”.

قضى بينيديتي وقته، خلال سنوات المنفى العشر في أسبانيا وكوبا والبيرو، ولم تكن شهرته في المنطقة فقط بسبب وجوده في بلاد تتحدث الأسبانية، ولكن كان ذلك أيضاً بسبب كلماته وقناعاته التي وقع صداها بين شعوب أمريكا اللاتينية الأخرى والتي كانت تتعرض لنفس النظم الفاشستية الحاكمة.

لقد تجاوزت أعماله الأدبية الحدود الإقليمية، ويشارك [5] مدوًنو أمريكا اللاتينية الآخرون تجاربهم، على سبيل المثال، في المدونة الجواتيمالية Modestamente Humano و التي ذُكر فيها [5]:

por dedicar un poema de él que a fin de cuentas decía las cosas tal y como uno hubiera querido pero tal vez no tenía el talento para decirlas de una forma tan clara, tan franca, tan sencilla y tan bella.

“في النهاية، أهديه إحدى قصائده للتعبير عن المراد ومع افتقاد الموهبة الكافية لقولها بطريقة واضحة و صريحة و بسيطة و جميلة”.

و يكتب أليكسي تيليرياس من Catarsis Diaria من جمهورية الدومنيك: “نقول لك وداعاً يا ماريو و لكن بأجسادنا فقط، لأنك ستظل معنا” [6]. و يذكر زينيا ريجالادو أن بينيديتي قضى بعض الوقت في كوبا أثناء المنفى [7] وأيضاً عمله في بيت الأمريكتين في هافانا [8].

كتب مدوًن آخر و هو خوان كارلوس دى لا فوينتي من بيرو و هي  إحدى الدول التي قضى فيها بينيديتي بعض الوقت أثناء منفاه، أن الكاتب عاش حياته لأقصاها [9]:

A estas altura de mi vida, después de tantas muertes y tantos renacimientos, sé que Mario Benedetti vivió de lo que escribió y escribió de lo que vivió. Y sé que fue feliz, por más sospechosa que pueda parecerle esta palabra a algunos despiadados críticos, es decir –como decía Borges y lo repite mi amiga Luz María Sarria- no pasó un solo día sin estar un instante en el paraíso.

“في هذه المرحلة من حياتي، بعد وفيات وولادات جديدة متعددة، أعلم أن ماريو عاش ما كتبه و كتب ما عاش. و أعرف أنه كان سعيداً. و لأن هذه الكلمة قد تثير الشك عند بعض النقاد -كما يقول بورخيس و صديقي لوز ماريا ساريا- إنه لم يمض يوماً دون أن يكون في الجنة للحظة”