- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مصر: جمال مبارك.. لمَ لا؟

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, مصر, الإعلام والصحافة, النشاط الرقمي, حرية التعبير, حكم, سياسة

قرر المغني المصري محسن الصياد، مصادفة مع مبادرة “شارك” [1] لجمال مبارك، القيام بحملة لصالح جمال مبارك بطريقته الخاصة [2].
تنقل واحدة مصرية [3] كلمات الأغنية [2]، وعنوانها ليه ميحكمشي:

طيب ليه ميحكمشي طيب ليه ميمسكشي،

ده فاهم و ابن ريس والموضوع مدروس ولا محتاج لسلطة ولا محتاج لفلوس

ريس وابن ريس سيبك من التهييس سيبك من اللي يقولك حيخدها بالتوريث

كل الصعايدة بيحبوا جمال و الفلاحين بيحبوا جمال المصريين بيحبوا جمال

ده باشا وابن باشا جمال مبارك حنتخبوا لو رشح نفسة حنتخبوا 99% بيقولوا
عايزين جمال ” 80 بص بعينك على مليون طلع لي حد غيرة بس يكون مضمون

إيه يعني جمال مبارك يجي بعد أبوه.

و تختم قائلة:

جيمي يعيش في مصر تانية هي مصر رجال الأعمال و أنه سيفشل في استقطاب
الشباب على الإنترنت من خلال الفيس بوك أو التدوين لأنها ادوات تعتمد على
حرية التعبير و جمال ينتمي لحزب حاكم يقمع و يحارب حرية التعبير و يعتقل ويحاكم المدونين و أضافت أن جمال و حزبه لديهم مدونات ورقية مثل الأهرام والجمهورية وصحف الحكومة هي تكفيهم و تهلل لهم هنيئا لجمال بالأغنية
الجديدة ويا رب مايحكمش وإيييييييه.

و تنشر أبي بلانت [4] كلمات الأغنية معلَقة:

انا بجد عاوزة اقولكم الصدمة الكبرى انى لما بسال بعض الناس تقول وماله ليه ميحكمشى دا كويسوهو اصلا ميعرفوش حد غيره بمعنى ان اغلبيه الطبقه الفقيرة اللى ميعرفوش
حاجه غير قوتهم اليوميى يقولك اه يمسك دا ابن الريس واضح يا شوباب اننا بس
قله مندسه واحنا اللى مش عاوزين.

و ينشر إبن الدنيا [5] الأغنية قائلاً:

أقدم لكم، كدعاية لتدوينتي (المحتملة) عن حدث الأمس الدعائي “شارك” [6] حول جمال ومستقبل مصر، الشاب اللامع،  أقدم أغنية محسن الصياد على شرف السياسي غير المستعد، نجم الحزب الوطني الديمقراطي المتحدث اللبق، المستمع الجيد، وربما قائد مصر المستقبلي – استمتعوا!

و لا يتوقع طارق عز الدين [7] أن “شارك” مجدية كما هو متوقع:

لكن واقع الحال أننا عندما أردنا استطلاع رأي بعض الشباب في الشارع حول مبادرة جمال مبارك وجدنا أن أيا منهم لم يسمع بهاقد يكون الأمر صدفة بطبيعة الحال، ولكن هناك شواهد أخرى تشير إلي الاتجاه
ذاته، فالمجموعة المشاركة في توجيه الأسئلة إلي جمال مبارك على “فيس بوك”
بلغ عدد أعضائها قبيل اللقاء حوالي 3500 عضو، بينهم مؤيدون ومعارضون للحزب
الوطني.

في مقابل ذلك فإن مجموعة مثل “شباب 6 ابريل” وهي المجموعة التي تكونت
على “فيس بوك” لتأييد الإضراب العام في مصر يبلغ عدد أعضائها أكثر من
74000 عضو.

و في النهاية، يطرح أحمد الصباغ [8]بعض الأسئلة على جمال مبارك:

هل فكرت للحظة أن تصبح مواطناً مصرياً قبل أن تحكم المصريين؟
هل فكرت أن تمارس طقوس أى مواطن مصرى من وقوف فى طابور العيش والجرى وراء
الأوتوبيس من إمبابة حتى الجيزة، وعبور المجارى الطافحة، وشرب مية النيل
وأكل الفول، ودفع فاتورة المياه والكهرباء والتليفون والإنترنت والغاز
ومصاريف المدارس ؟
هل شربت ولو لمرة واحدة من حنفية المياه القادمة مباشرة من النيل إلى فُم
المعدة بكل ما تحتويه من قاذورات وطمى وكائنات حية ومواد كيماوية تصلح
لخوض حرب كيماوية ضروس لو تم تحويلها لأسلحة .. لكنها تنزل فى بدن المواطن
المصرى فتسمه وتهريه وتليف كبده لترفع نسبة الفشل الكلوى فى مصر إلى أعلى
معدلاته عالمياً وسط انهيار الذمم وعويل الغلابة .. وهل لجأت كما لجأ بعض
المواطنين إلى تركيب فلتر للمياه فاكتشفت أن الفلتر إتسد منذ اليوم الأول
وامتلئ بالأوساخ السوداء والطحالب والبكتيريا والعطن ؟

هل ركبت أتوبيس 112 من ميدان الجيزة لتذهب إلى قصر القبة متخطياً
رخامة الكمسرى الذى ما أن يراك حتى يصرخ فى وجهك : الأوتوبيس فاضى جوه يا
جمال .. لتدخل إلى أوتوبيس يضم من الكتل البشرية شكلاً معدلاً لعلبة سردين
منتهية الصلاحية .. وهل نالتك من الشتائم والسباب من تلك السيدة التى
دائماً ما تتواجد فى طرقة الأوتوبيس بعد أن تنصل المجتمع من تقدير المرأة
منشغلاً برفع شعارات تمكين المرأة وحريتها؟

هل جربت البحث عن شقة إيجار قديم لتقضى ريعان شبابك كعب داير بين
السماسرة والوسطاء وولاد الحلال حتى تكتشف أن الأربعين داهمتك ولا تملك من
أسباب الجواز سبباً واحداً ؟

هل عملت فى شركة قطاع خاص وعدتك بمرتب كبير ثم اكتشفت أن هذا المرتب
الكبير لن يسمح لك بالحصول على شقة حتى لو ظللت تدخره طوال 140 سنة ؟

هل شعرت للحظات أنك تحتاج للهروب من هذا البلد حتى لو فى قارب عبر
البحر المتوسط وحتى لو كان مصيرك فى بطن حوت من كثر ما رأت عينك من الذل
والمهانة والإحباط واليأس فى بلد عمر حضارته 7000 سنة أصبح يستورد القمح
بحشراته بعد ما علم البشرية كيف يزرع الأرض ؟