في إطار محاولات كسب المؤيدين عن طريق المبادرات الثقافية، و بناء “ثقافة المقاومة“، أنتجت حركة حماس أول فيلم سينمائي و الذي عرض لأول مرة في غزة في 1 أغسطس. و في نفس الأسبوع تم عرض مسرحية في غزة موضوعها صناعة الأفلام. لدى حضورهم للعرضين، يقدم لنا المدوَنون اراءهم المختلفة.
حضرت لينا الشريف، المدوَنة في 360 km2 of chaos، العرض الأول لفيلم عماد عقل :
اطلاق رصاص، مطاردة بالسيارة، و حكاية بطل، يعتبر “عماد عقل” الفيلم الأول الذي ينتج في غزة. وتم عرض الفيلم في الأول من أغسطس في مركز رشاد الشوا الثقافي، ومدة عرض الفيلم ساعتين. قام بالتأليف محمود الزهار، أحد قادة حماس البارزين في غزة، والإخراج لماجد جنديا، والإنتاج لشبكة الأقصى الإعلامية. وتقدر تكلفة الفيلم حوالي 120,000 دولار كما ذُكر في جريدة الرسالة اليومية التابعة لحماس. تم التصوير بمدينة أصداء للإنتاج الإعلامي و التي حلت محل المستوطنات الإسرائيلية التي تم اخلائها عام 2005، و التي ضربت في الحرب الأخيرة.
عندما رأيت البوستر الإعلاني للفيلم قبل الافتتاح، شعرت بالدهشة لرؤية فيلم محلي الإنتاج في تلك الظروف الصعبة. فقط بالأمس اشتريت أنا واثنين من أصدقائي تذاكر فئة العشرة شيكل و ذهبنا لرؤية الفيلم المأخوذ عن حياة هذا البطل الفلسطيني الأسطوري.
و تحدثنا لينا عن القصة:
الفيلم مأخوذ عن قصة المناضل عماد عقل. يبدأ الفيلم بمشهد الداية المولدة و زوجها متجهان إلى منزل عائلة عقل لولادة بطل المستقبل الذي ولد في 19 يونيو عام 1971 بمخيَم الجبلية. ثم يؤخذ المشاهد إلى طفولته فمراهقته في المخيًم حيث يتعرض الفلسطينيون باستمرار إلى عمليات عشوائية من الضرب و الاعتقال من قِبل الدوريات الإسرائيلية. في عام 1988 انطلقت الانتفاضة الأولى متزامنة مع ظهور حماس كحركة رسمية للتحرير الإسلامي. و تم القبض في نفس العام على عماد عقل لدوره في أنشطة الانتفاضة و حركة حماس. بعد اعتقاله 18 شهراً تم الافراج عنه و بعدها كان له دور حاسم في الكفاح المسلح ضد إسرائيل في غزة. اطلق عليه الإسرائيليون اسم “رجل بسبعة أرواح”. انتهت قصة مناضل كتائب القسام باغتياله في 1993 من قِبل الجيش الإسرائيلي بمساعدة فلسطيني خائن.
وماذا عن رأي لينا في الفيلم؟
إنه ليس أفضل فيلم رأيته ولكنه فيلم من غزة. إذا وُضعت بالاعتبار كل الظروف و الموارد والتسهيلات اللازمة لإنتاج مثل هذه القصة، فالنتيجة جيدة نسبياً على اعتبار الوضع والحصار المفروض على غزة منذ عامين و نصف. كل الممثلين والممثلات من غزة، و المؤلم تبعاً لتقرير جريدة الرسالة أن أربع ممثلين قد ماتوا بالفعل في العدوان الأخير على غزة. بالإضافة إلى ذلك، هناك اضطرابات بهندسة الصوت، و جزء من الحوار غير مسموع من المؤثرات الصوتية. و لم يكن التمثيل بالكفاءة العالية. ورغم كل ذلك، يجب ان يحظى العمل بالتقدير اللازم لإنتاجه وسط الأحداث المؤلمة التي تمر بها غزة.
وتقدم الكندية إيفا بارتلت تقريراً عن عرض مسرحي يتناول صناعة الأفلام، وذلك في مدوَنة في غزة (وأيضاً في مدوَنة الانتفاضة الإلكترونية):
“ألا يحبوا الناس في غزة أن يروا أفلاماً مثل الآخرين في كل مكان؟” هذا ما يسأله صانع الأفلام الناشئ حسام عبد اللطيف. فترد زوجته سعاد الأكثر عملية “من سيذهب إلى السينما و هو لا يجد قوته؟”
تعد قضية الفنون في أوقات الحصار و الاحتلال إحدى الموضوعات الرئيسية في أحدث عروض غزة المسرحية فيلم سينما و الذي كان افتتاحه في 4 أغسطس بمدينة غزة. تتكوَن خلفية المسرح طوال العرض، الذي يشخصه ثلاث ممثلين، من أكوام نيجاتيف أفلام مكدسة، ويزين المسرح دمية دب واحدة.
“أنا حسام عبد اللطيف، وأريد أن أصنع فيلماً”، يبدأ مخرج الأفلام المستقبلي مردداً هذه الجملة مواجهاً كاميراته الفيديو الدائرة، ليتم مقاطعة كلامه المرة تلو الأخرى.
تروي إيف أحداث المسرحية:
تعتبر الحبكة بسيطة – صانع أفلام و التحديات التي يواجهها – و لكنها مشحونة بكل ما في الحياة في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتقدم ساعة من المسرح ممزوجة بالمرح و الواقعية الجادة. يسترجع عرض فيلم سينما المذبحة الإسرائيلية الأخيرة في غزة – و لكن بدون ذكر لزمن محدد، قد تكون أياً من احدى الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة – و يخاطب الأحلام و الضغوط التي يعيشها الفلسطينيون تحت الحصار القامع في غزة. و في ذات الوقت، يشارك العمل المسرحي في الوقع العالمي في المشادات الزوجية و الرغبات الفردية.
و تستمر قائلة:
تعد مسرحية فيلم سينما العرض الثانى هذا الصيف، وهناك المزيد في الطريق.
يسعى رواد المسرح إلى الشعور بالراحة في علام الفنون أو ربما احدى مظاهر الحياة “العادية” في غزة. هذا الجمهور المكتظ بمشاركته الحماسية هو الدليل على مدى اشتياق الفلسطينيين في غزة للفنون، و لمخرج لتطهير عواطفهم.
2 تعليقات
هو رائع أن العرض فيلم حماس تزامن بالعرض فيلم ترنتينو (الأوباش المغمورين) الذي يركز على توترات التي تمت بها المقومة الفرنسية ضد الجيش الألماني.
شكرا لكم
وما نقول الا اللهم انصر اخواننا في فلسطين