- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

المشككون بالتغيرات المناخية يتحمسون للرسائل المسربة

التصنيفات: أوروبا الغربية, الدنمارك, المملكة المتحدة, النشاط الرقمي, بيئة, علم

أصبح المجتمع العلمي الذي يقوم بدراسة ظاهرة الاحتباس الحراري تحت الضوء وذلك عشية قمّة الأمم المتحدة لتغيير المناخ في كوبنهاغن. السبب: تم اختراق مئات الرسائل و الوثائق المتبادلة بين مسؤولي وحدة أبحاث المناخ التابع لجامعة أنجليا الشرقية، في الفترة الواقعة من 1996 إلى 2009، مؤخراً وأصبحت متداولة بين الناس بعد نشرها على الانترنت كما أكدت صحيفة نيويورك تايمز [1].

وفقاً للمشككين في التغيرات المناخية، من المفترض أن تقدم الرسائل الالكترونية دليلاً على أنّ العلماء قد تلاعبوا بالبيانات بهدف أن تصبح مطابقة لتوقعات النماذج الحاسوبية للتغيرات الحرارية. الفضيحة قد أصبحت معروفة بأنها فضيحة “ClimateGate [2]“، على الرغم من تشكيك العديد من العلماء والمدونين بأنّ الفضيحة نتيجة تلاعب سياسي.

وثائق مخترقة

تم نشر الوثائق والمستندات [3] على خادم [سيرفر] روسي، وحتى الآن يتم تداولها عبر العديد من المواقع وعبر شبكات المشاركة P2P.

روبرت غراهام
، المتخصص في أمن الكمبيوتر، نشر [4] موضوعاً، على موقعه Errata Security محاولاً وضع بعض الافترضات حول هوية المخترق:

إنّ البيانات محددة بدقة بشكل غريب. فقط رسائل فيل جونز هي التي تم نسخها، والكثير من البيانات التي تم اختراق هي محددة بتصنيف الخلافات المناخية. إذا لم يكن شخصاً من الداخل، فمن المؤكد أنه شخص متآلف مع الجدل الرئيسي حول القدرة على  إعادة توليد عمليات إعادة بناء المناخ. حقيقة أنّ البيانات قد تم نشرها على موقع روسي بـ بروتوكول FTP مجهول يشير أيضاً إلى أنّ الشخص نشيط في مجتمع القرصنة. هذا يضيق الأمور. وأظن أنه في نهاية البيانات، سيجدون ما يتعلق بـ مدير حاسب  [فني معلوماتية] يعمل لدى وحدة أبحاث المناخ.

سرعان ما اعترفت وحدة أبحاث المناخ بالسرقة وتأكيد صحة الوثائق، من خلال مديرها فيل جونز، أحد العناصر الرئيسية في هذه الفضيحة.

“خدعة الطبيعة من مايك”

مشككي التغيرات المناخية العديد من المدونات و المواقع الاخبارية كانوا قد وضعوا روابط [5] لـ هذه الرسائل “المشبوهة”. أحد الرسائل [6] لـ فيل جونز [7] حصلت على انتباه شديد من قبل العديد من المدونين ومواقع الأخبار وذلك بسبب ذكره عبارة “خدعة الطبيعة من مايك” والتي تشير إلى “خدعة” استعملت من قبل مايكل مان وذلك “لتغطية انخفاض” في الحرارة (بدلاً من ارتفاع متوقع). “هل هم يخترعون مثل هذه الأرقام؟” يسأل صوفي فيرني – كاليات على Rue89.com [8] [فرنسي].

“المشككون لديهم جوابهم”. جين، على موقع ClimateAudit، تبين الرسوم البيانية [9] من عدة مصادر مختلفة تساعد على توضيح مزاعم التلاعب بالبيانات.

تلاعب منسق

لوبوس موتل بلسن، الذي يصف نفسه على مدونته Reference Frame بأنه “عالم فيزياء محافظ”، يقول أنه قرأ [10] الملفات والرسائل بشكل وافي ومن خلال ذلك. يرى دليل على أنّ العلماء لم يختلقوا البيانات فقط، لكن أيضاً تلاعبوا بالأطراف المهتمة والعاملة في هذا المجال. فقد وجد ملف “شرح 20 توصية لأجل حملة إعلامية [بروباغاندا] جيدة”، حول كيفية “استخدام العواطف”، و على ضرورة “جعل الإنذار يتعلق بالـ ‘الوطن’ لا مع ‘المناطق البعيدة ‘، وهكذا دواليك”. علاوة على ذلك، يكتب، “يقوم علماء المناخ بمزامنة جهودهم لحجب صحف معينة من النشر، أو حتى القضاء على مجلة (بحوث المناخ [11]) من قائمة النشرات العلمية التي تتم مراجعتها من قبل الأقران”.

هذا السيناريو هو محاولة لتشويه علم تغيرات المناخ من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، وفقاً لعدد من المدونين الذين يبدون سخطهم من هذا الموقف. فنسنت بينارد، على مدونته Destination Freedom، يصف [12] [بالفرنسية] كيف فشلت وسائل الإعلام الفرنسية في متابعة الموضوع:

من المؤسف جدا أن وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل الاعلام الفرنسية، كانت قد وصلت إلى هذه الاستنتاجات بما يتعلق بأطروحة علماء المناخ تقريباً بطريقة انعكاسية. موقفهم أيدولوجي بحت، متناسين كل أسس الصحافة: التأكد والتحقق من صحة البيانات (من قبل صحيفة نيويورك تايمز ونظيرتها الأنجلو أمريكية)، والتحليل، وتقاطع المعلومات، والاستنتاجات. صحفيونا البيئيون كتبوا الاستنتاج أولاً، ومن ثم قاموا بتزيينه بتحليلاتهم الذكية، على افتراض نقطة واحدة للنقاش مقللين من أهمية أي موقف معارض مسبقاً.

البيانات غير منطقية، سوف نلجأ إلى الاحصائيات!. الصورة من vadlo.com

“ضجّة كبيرة حول لا شيء”؟

جامعة شرق أنجليا و وحدة أبحاث المناخ التابعة لها، فنّدوا الاتهامات المتعلقة بأن بياناتهم خاطئة. في مقال [13] نشر على الموقع الالكتروني للجامعة، التي تنص على أن 95 ٪ من البيانات المناخية التي تمّ جمعها قد نشرت. وفقا لها، “…لا يوجد شيء ضمن المواد المسروقة يشير إلى أنّ منشورات وحدة أبحاث المناخ، وغيرها، حول طبيعة الاحتباس الحراري فيما يتعلق بالتغيرات المناخية ليست بأنها ذات جودة قصوى فيما يتعلق بأسلوب البحث العلمي والتفسير التابع له”.

وفقا لـ ClimateChange [14]، وهي مدوّنة جماعية من قبل علماء أمريكيين وأوروبيين، يقولون بأنّ السيناريو الذي يتبعه المشككين في التغيرات المناخية، لا يمكن أن يكون له وجود:

لا يوجد أي دليل على وجود مؤامرة على مستوى العالم، لا يوجد ذكر حول تمويل جورج سوروس الشنيع لأبحاث المناخ، لا يوجد خطة متكاملة للتخلص من فترة “دفء العصور الوسطى”، لا قبول بأنّ الاحتباس الحراري هو خدعة، لا توجد دلائل على تزوير البيانات، ولا يوجد “أوامر عسكرية” من قبل أسيادنا الاشتراكيين / الشيوعيين / النباتيين. جنون الارتياب الحقيقي يعود إلى الهاكرز [القراصنة] الذين كانوا ضمن هذا السيناريو.

فيما يتعلق بخدعة الطبيعة من مايك، صرحوا بأنها مجرد فكرة لغوية، مفردات:

غالباً ما يستعمل العلماء مصطلح “خدعة” للاشارة إلى “طريقة سليمة للتعامل مع المشكلة”، وليس المقصود من ذلك أي شيء “سري”، وبذلك لا يوجد شيء يدعو للخلط هنا أبداً.

فضيحة نيوتن

مدوّنة Carbon Fixated، مخصصة لعملية التركيب الضوئي، وتغير المناخ، رفضت المؤامرة بروح الدعابة. تخيل [15] ماذا يمكن أن يحدث لو تم نشر المراسلات الخاصة بين العالم نيوتن و البقية من زملائه إلى العلن:

إذا كنت تملك أي أسهم في الشركات التي تنتج التلسكوبات العاكسة، إذا كنت تستعمل حسابات التفاضل والتكامل، أو تعتمد على قوانين الحركة، عليك [أنت] بالتخلي عنهم فوراً. المؤامرة حول الغموض في حسابات التكامل والتفاضل أصبحت فجأة، وبطريقة وحشية ولذيذة للغاية مفضوحة بعد نشر مجلدات المراسلات الخاصة بنيوتن.

الشفافية

من غير الواضح ما سيكون لـ فضيحة Climategate من أثر على قمّة كوبنهاغن، ولكن يمكننا أن نأمل على الأقل أنه قد يكون لها أثر إيجابي لتشجيع المناقشة الشفافة، على النحو الذي اقترحه [16] عالم الفيزياء الأمريكي الشهير ريتشارد فاينمان [17] في عام 1974:

انها نوع من النزاهة العلمية، مبدأ من الفكر العلمي الذي يتوافق مع الصدق المطلق – نوع من الاتكاء على العقبات. على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بتجربة علمية، عليك بتبليغ كل شيء تعتقد أنه قد يؤدي إلى فشل التجربة – ليس فقط ما تعتقد أنه جيد للتجربة: الأسباب الأخرى التي يمكن أن تفسر النتائج الخاصة بك، والأمور الأخرى التي كنت قد استبعدتها بناء على على بعض التجارب، وكيف كانت تعمل – وذلك لتتأكد من أنّ الزميل الآخر يمكنه أن يقول بأنها قد استبعدت.”