تمّ في الأسبوع الماضي افتتاح كنيس الخراب (أو كما يسمّيه اليهود كنيس هورڤا) المرمّم في المدينة القديمة في القدس، وسْط موجة من الاحتجاجات من قبل الفلسطينيين. وشجب عددٌ من القادة الفلسطينيين هذا الافتتاح باعتباره جزءٌ من مشروعٍ لتدمير المسجد الأقصى الذي يبعد عن الكنيس مسافة لا تزيد عن٧٠٠ متر.
وانتقد المدوّن الفلسطيني محمد أبو علان موقف السلطة الفلسطينية ممّا يجري في القدس. فالسلطة دعت إلى عقد مؤتمر وطنيّ موسّع لاتخّاذ قرار حول الخطوات الواجب إتباعها:
الأمر يبدو وكأنّ الإجراءات الإسرائيلية في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية أمر مستجد وليس سياسة دائمة منذ عشرات السنين .. هذه الخطوة الفلسطينية المنتظرة دلالة واضحة على غياب إستراتيجية واحدة موحدة في مواجهة الاحتلال، وسياسة فلسطينية قائمة على ردة الفعل بالدرجة الأولى وليس ضمن سياسة مؤسسية مرسومة تتناسب مع حجم الحدث المضاد من قبل سلطات الاحتلال.
وأما عُلا عليوات فذكَّرت بما فعلته وما قالته رئيسة الوزراء الإسرائيليّة السابقة جولدا مائير منذ 40 عاماً عندما شبّ حريق في المسجد الأقصى:
قبل 40 سنة لما انحرق المسجد الأقصى، كانت رئيسة الوزراء الإسرائيلية وقتها هي جولدا مائير، فلما صار اللي صار اختبأت وطلبت تشديد الحراسة عليها، فسألوها ليش هيك مرعوبة، قامت حكت: إنتوا عارفين شو يعني المسجد الأقصى ينحرق؟ هلأ الأمة العربية والإسلامية كلها رح تثور علينا ..
وبعد كتابة سلسلة من العبارات والأسئلة الغاضبة طرحت عُلا السؤال التالي:
بس يا ترى لو انهدم الأقصى رح يصير اللي كانت مائير خايفة منه وهو إنه أمة كاملة تصحى؟ ولا حيصير اللي إحنا خايفين منه، وهو إنه أمة كاملة تنمسح بكرامتها الأرض؟
وأمّا المدوِّنة التي تُطلِق على نفسِها اسم حياة الألم فقد وصفت المشاعر الوطنيّة التي تكنّها للقدس وللمسجد الأقصى على اعتبارها غزّية خالصة:
كَوْني فلسطينية فكل قطرة دم تجري في شراييني هي غَزِّية بحتة خالصة لا شائبة تشوب أصالة نسبي لابدَّ وأنّ كلّ خليةٍ في جسدي تتوجه الآن بكل أيضياتها نحو القدس – على اعتبارها الشغل الشاغل للإعلام وأفواه الناس هذه الأيام لما لا يخفى على أحد من محاولات تهويد ومسح لكل أثر يدل على وجود معلم تاريخيّ أثريّ دينيّ إسلاميّ قدسيّ يسمى المسجد الأقصى عن أرض بيت المقدس، ومحاولة ليس فقط محو التاريخ بل وإعادة صياغته من جديد ..