- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مصر: شهرزاد يجب أن تموت!

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, مصر, آداب, أديان, الإعلام والصحافة, صحافة المواطن, فنون وثقافة, قانون
[1]

ألف ليلة وليلة

تعرضت حرية التعبير والإبداع بمصر في إبريل 2008 لضربة قوية عندما تمت مصادرة رواية مترو [2] للكاتب مجدي الشافعي [3] وهي أول رواية جرافيك مصرية مصورة للكبار. وقد لجأ المؤلف والناشر للقضاء [4] ولكنهم خسروا قضيتهم بين ساحات المحاكم. كما قد تم مؤخراً تكفير دكتور يوسف زيدان [5] واتهامه بالإساءة للديانة المسيحية في روايته عزازيل. هذا الاتهام يعرضه للسجن لمدة خمس سنوات [6].

والآن تُتَّهم شهر زاد بطلة كتاب ألف ليلة وليلة بالفجور ويرغب بعض المحامون في قتلها عن طريق المناداة بحظر الكتاب نفسه!

تقول [7] مدونة The Chronikler:

in recent weeks when a group calling itself (without a hint of irony) Lawyers Without Shackles tried to shackle [8] the reading choices of Egyptians by calling for a ban of a newly released version of the classic One thousand and one nights [9] saga, with its ensemble of popular and ageless characters, including Aladdin, Ali Baba and Sindbad. Their reason? The centuries-old collection is “obscene” and could lead people to “vice and sin”.

Luckily, Egyptian intellectuals have rallied to defend [10] the classic tales, warning against the increasing “Bedouinisation” of Egyptian culture. This is, perhaps, the most ridiculous example of the recent trend towards, what I call, the retroactive condemnation of published works.

في الأسابيع الأخيرة قامت جماعة تحت اسم محامون بلا قيود بمحاولة تقييد [8] خيارات المصريين في القراءة. وذلك من خلال الدعوة لحظر أي طبعات تم إصدارها حديثاً من الرواية الكلاسيكية ألف ليلة وليلة [9] التي تتضمن بعض الشخصيات الشعبية القيمة مثل علاء الدين، علي بابا والسندباد. والسبب؟ أن هذه الرواية القديمة “إباحية” وتحرض الناس على “الرذيلة والخطيئة”.

لحسن الحظ، قام المثقفون المصريون بالاحتشاد دفاعاً [11] عن هذا الكتاب القديم محذرين من تزايد وتفاقم ظاهرة “بدونة” الثقافة المصرية. ربما يكون هذا أسخف مثال على الإطلاق للاتجاه الذي أحب أن أُسَمِّيه الإدانة الرجعية للأعمال المنشورة سابقاً.

تقول [12] زنوبيا أن شهرزاد قامت بتلقين زوجها عدة دروس حياتية مهمة خصوصاً في السياسة وفن الحكم. كما تعتقد زنوبيا أن هذا هو السبب وراء رغبة الكثيرين في إسكاتها للأبد:

Poor Scheherazade [13], she made it and her life was spared by her tales in the ancient times where as in the modern times some are trying to ban the tales that saved her and the daughters of her nation for 1000 and 1 nights !!

مسكينة شهرزاد [14]، نجحت في الحفاظ على حياتها من خلال حكاياتها عن السلف القديم، كما هو الحال في العصور الحديثة فيحاول البعض فرض الحظر على الحكايات التي أنقذت حياتها وحياة بنات أمتها على مدار ألف ليلة وليلة!!

كما تخبرنا زنوبيا:

This was not the first time as it happened before in when 1985 some lawyers wanted to ban that edition from the book [15].

First of all you must know that the edition they are speaking about is the oldest edition printed from the book in modern Egypt during the time of Mohamed Ali pasha at the famous Imbaba printing house and it was printed after the approval and the revision of Al Azhar ; yes approved by the Al Azhar in the 19th century with its bad NSFW words and imagery !!! Already the last edition available from the Imbaba printing house is the 1935 edition which is not even in Cairo or at the Bibliotheque Alexandrie but rather in University of Toronto !! “Do not ask me how or why !!”

ليست هذه المرة الأولى فقد أراد بعض المحامون في عام 1985 فرض الحظر على هذه الطبعة من الكتاب. [15]

ويجب أن تعلموا أن هذه الطبعة هي أقدم طبعة لهذا الكتاب على الإطلاق في التاريخ المصري المعاصر. تم طباعتها في عصر محمد على باشا في مطبعة إمبابة الشهيرة بعد موافقة الأزهر عليها؛ نعم، فقد وافق الأزهر في القرن التاسع عشر على طبع هذا الكتاب بكل ما يحتويه من كلمات وصور غبر مناسبة!!! طبعة 1935 هي الطبعة الأخيرة الصادرة من مطبعة إمبابة وهي غير موجودة في القاهرة ولا حتي مكتبة الإسكندرية ولكنها موجودة بجامعة تورونتو!! “ﻻ تسألوني كيف أو لماذا!!”

كما قالت زنوبيا بعد أن قرأَت النص الأصلي للطبعة والتي من المفترض إنها نسخة لم تخضع للرقابة:

My own judgment is that this book is amazing with its stories inside stories , a complete different world and yes there is a lot of sex but there are even more racism towards other races too that made me uncomfortable. But other than that well it is fantastic , really fantastic and you would be surprise with the poetry, the proverbs and even the historical incidents mentioned in the book.

كان حكمي الشخصي على الكتاب بكل ما يحتويه من قصص تتخلل الحكايات نفسها بأنه كتاباً رائعاً حقاً وعالَماً مختلفاً بالكامل. نعم هناك الكثير من العبارات الجنسية لكن هناك عنصرية تجاه أعراق أخرى بشكل أكبر مما جعلني غير مرتاحة بعض الشيء لكن بخلاف ذلك فالكتاب حقاً رائع بشكل لا يوصف. وستفاجئون بالأشعار والأمثال وحتى الأحداث التاريخية المذكورة في الكتاب.

وعن المسائل الأخلاقية فتقول:

The nights book is not the only book with explicit imageries yet for some reason it is only remembered. What we see in TV is much more worse for God sake , just tune in to Melody TV and you will know what I mean.

إن هذا الكتاب ليس الكتاب الوحيد الذي استخدم صوراً صريحة ولكن لسبب كان الكتاب الوحيد الذي تم تذكره.

إننا نرى بالتلفاز ما هو أسوأ بكثير. فقط شاهدوا إحدى قنوات ميلودي وستفهمون قصدي.

أعربت [16] مدونة Mechanical Crowds عن عدم سعادتها بالطريقة التي تتعامل بها مصر مع حرية التعبير عن الرأي قائلة:

Controlling ideas is one of the reasons why Egypt is behind. We gotta get out of this shell and break free. Have you ever compared Egyptian music lyrics to foreign songs? Egyptian songs are always so predictable and shallow and 90% of them about love. There is more to life than boy loves girl! Look at songs from other places and you'll find a lot of creativity & imagination.

السيطرة على الأفكار هي أحد أسباب تأخر مصر عن ركب الحضارة. يجب علينا أن نتحرر. هل قمتم بالمقارنة بين كلمات الأغاني المصرية والأجنبية من قبل؟ ستلاحظون أن كلمات الأغاني المصرية متوقعة تماماً،سطحية وتسعون بالمائة منها تتحدث عن الحب.

هناك ما هو أكثر في الحياة من حب صبي لفتاة! تأملوا الأغاني من بلدان أخرى وستجدوا الكثير من الإبداع والتخيل.

في التاسع من يونيو – حزيران، تم إسقاط الدعوى ضد الكتاب؛ مدونة بنات زايد [17] تقول:

أصدر النائب العام في مصر عبد المجيد محمود بياناً الثلاثاء أعلن فيه براءة “الف ليلة وليلة” من تهمة ازدراء الأديان والدعوة للفجور.

من جهة أخرى، قال النائب العام أن التحقيقات في قضية رواية “عزازيل” التي اعتبرتها الكنيسة القبطية مسيئة للمسيحية، ستعلن خلال الايام القليلة المقبلة.

من جهة أخرى، قام المدون أحمد الصباغ بنشر بعض الروابط لتحميل الكتاب [18].