تعتبر المدونات في عمان، كما غيرها في الدول المجاورة، أقل شهرةً من المنتديات. ولكن يَلحظ نموها في الفترة الأخيرة. تحدثت الأصوات العالمية مع المدون العماني الشاب معاوية الرواحي، والذي يقوم بتشجيع العمانيين للتدوين وخلق نقاش عام من خلال الإنترنت متبعاً في ذلك “ما لم نناقشه فلن يُحل.”
كيف بدأت التدوين؟
لا يمكنني أن أقول أن التدوين له تلك الشهرة في عُمان مثل بعض الدول، ولكن للأسف الشديد بسبب واقع الإعلام المرير والسيء للغاية في بلادنا أصبحت للمواقع الإلكترونية شهرة كبيرة ومصداقية وجرأة في نقد الواقع الاجتماعي والسياسي العُماني، ولعل أشهر الأمثلة على ذلك هي سبلة العرب، وسبلة عُمان، ومنتدى الحارة العُمانية، التي تمثل الإعلام البديل في عُمان. التدوين هُنا له تأثير مختلف، وله وظيفة تختلف عن التدوين المتعارف عليه، لديك مثلا المدون حمد الغيثي أحد الطليعيين في التدوين في عُمان ناقش قضايا فكرية ربما لم تكن لتناقشَ من قبل في الكتابة الإلكترونية، وكذلك مدونة مثل مدونة عبد الله الحراصي التي تناولَ فيها أشياء مهمة تتناول كسر المألوف في التفكير وتجاوزه، ومدونة مثل مدونة عمار المعمري التي كان له دور في كشف وثائق تتناول مشكلات حكومية، وكذلك تناول قضايا كثيرة لها علاقة بالحقوق القانونية للإنسان العُماني. المدونات الآن حاضرة في المشهد الإعلامي العُماني، وأصبحت محل تساؤل وحديث من قبل الناس، ولعلي ــ مع ثقتي الشديدة بأن الإعلام مهم للغاية ــ لا أجد المدونات ستقوم بدورِ الإعلام المؤسسي، ولكنها ستساهم في أن يتجاوز الإعلام المؤسسي تلك الخطوط الموضوعة والتي يرسمها شخوص من وفي الإعلام لا يريدون له أن يتغير أو أن يتقدم وأن يعبر عن البلاد وأن يمثلها خير تمثيل.
هل بإمكانك أن تحدثنا عن أكثر تدويناتك جدلاً؟ ما نوع ردة الفعل التي تلقيتها جراء كتابة تلك التدوينات؟
لا أدري ما هو السبب، هل لأنني كائن طويل اللسان، أم لأنني ببساطة أكتب دون أن أحاول أن أكون مسالما سياسيا، عدة مقالات يمكنني أن أقول أنها سببت ضجة كبيرة للغاية وصداعا هائلاً لي، المؤسف في المسألة أنني أؤاخذ وكأنني [لا ينبغي أقول] بينما طرق قضية مسكوت عنها يفتح الباب للجميع، ببساطة عندما أكتب مثلا مقالاً أنادي فيه بتوسيع قاعدة بيع الكحول في عُمان، فإنني أيضا أفتح الباب لمن يريد منع الكحول، حتى هذه اللحظة لا يكتبون أنهم ليسوا مع بيع الكحول وأنهم ضده، ولكنهم ضدي عندما أكتب وجهة نظر في جانب اقتصادي له علاقة بعدالة السوق في عُمان. ردة الفعل التي تعرضت لها كانت بشكل كبير منها اجتماعية .. إزعاج متواصل وسوء فهم وتنميط من قبل الأصدقاء قبل الأعداء، وكأنما الكتابة فقط هي بحث عن الشهرة، ولا يدركون أنَّ الشهرةَ في هذه البلاد ليس شيئا جميلا، ليس شيئا يبحث عنه، بالطبع لا أنكر هناك عامل تسويقي يجب على كل إعلامي أن يأخذ به، ولكن أن يسوق من أجل التسويق تبدو الفكرة غبية للغاية. معظم ما أتلقاه من ردود يتمثل في البريد الإلكتروني، وأتعمد أحيانا نقل بعض المقالات إلى بعض المواقع الشهيرة في عُمان لكي أستفيد من وجهات النظر ومن طريقة المجادلة التي يتبعها الكتاب الإلكترونيون، المؤسف طبعا وجود عدد هائل من البشر ممن يهاجمون بأسماء مستعارة، وللأسف الشديد يحاسبونني على كلام لم أقلْه، يعني يستنبطون من كلامي ما لم أشر إليه، ولا أعتقد أن هذه الحالة ستزول إلا بعد أن يصلب الإعلام المؤسسي ظهره ويتجه للمجتمع، وأنا أتحدث عن عُمان في هذا السياق.
2 تعليقات