- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

سوريا: يوم التدوين من أجل سوريا

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, سوريا, احتجاج, النشاط الرقمي, حرية التعبير, سياسة, صحافة المواطن

هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة بثورة سوريا 2011 [1]

مر 100 يوم على بدء المظاهرات في سورياً. ومع حصيلة 1400 قتيل وثلاثة خطب رئاسية تظل المظاهرات بقوتها كاملة. أطلق على الجمعة الماضية جمعة “اسقاط الشرعية”.

لإبراز هذا اليوم اتفق المدونون في سوريا وخارجها على البدء في حملة في المدونات وعلى تويتر باسم يوم التدوين من أجل سوريا [2]. دعت الحملة كل مدون لنشر ما يكتبه مقروناً بوسم Blog4Syria#. نعرض مختارات من هذه المشاركات:

تكتب المدونة سورية عن ذكريات طفولتها في سوريا، وعن أطفال ثورة اليوم [3]:

Those kids… Because of them, we are talking politics! Because of them, we are arguing and tearing each other apart in name-calling and accusations of treason. Because of them, we are engaging in a massive cathartic experience of opinion sharing and debate. Because of them, our world has lost the horizon of perfection and has fallen into greatness: greatness of fear and greatness of values. Because of them, we were forced out of our time-honored apathy.

بسبب هؤلاء الأطفال نحن الآن قادرون على الكلام في السياسة. بسببهم نتشاجر ويقطع بعضنا بعضاً سباً وتخويناً. بسببهم نحن قادرون الآن على مشاركة آرائنا ومناقشته على مستوى واسع. بسببهم فقد عالمنا أفق المثالية وأصبح عظيماً. بسببهم أخرجنا من سلبيتنا الضاربة في الزمن.

كتبت الناشطة والمدونة الفلسطينية عبير قبطي أنه لن يفرح أي فلسطيني بحريته، إذا كانت على حساب حرية أي إنسان في العالم. ثم تكمل [4]:

الشعوب العربية أكثر وطنية من زعمائها، ففي تونس ومصر تعالت الهتافات لأجل فلسطين وصدحت الميادين ب “الشعب يريد تحرير فلسطين” وفي بنغازي رفع علم فلسطين في ساحة التحرير منذ اليوم الأول لتحريرها من القذافي، بماذا يختلف الشعب السوري؟ أليس هو ذات الشعب الذي علمه حزب البعث العروبة والوطنية في المدارس؟

تتضامن المدونة التونسية، سارة [5]، مع السوريين قائلة:

Un président qui massacre son peuple parce qu'il a osé lui demander de partir, parce qu'il a osé lui réclamer sa liberté, c'est ce qui se passe en Syrie aujourd'hui et c'est ce qui se passe dans toute dictature. En Tunisie, on en sait quelque chose, et c'est pour cela, que nous tunisiens, sommes de tout coeur avec les syriens qui se battent chaque jour pour leur liberté et pour leur dignité. Et il l'auront un jour, ils paieront le prix fort mais ils l'auront. J'y crois.

رئيس يذبح شعبه لأنهم تجرئوا على طلب رحيله، على طلب الحرية، هذا هو الوضع في سوريا، هذا هو الوضع في كل دكتاتورية. في تونس تعرفنا على هذا الوضع، ولهذا نحن التونسيون متضامنون مع السوريين بكل قلوبنا، متضامنون مع حربهم من أجل الحرية والكرامة. سيحقق السوريون هذه المطالب يوم ما، سيدفعون الثمن غالياً ولكنهم سينتصرون، أؤمن بذلك.

أما في المدونة السورية المعمرجيّة [6]:

ثورة تونس صعقتنا! ثورة مصر عطتنا أمل كبير، والمشاعر القومية اللي كان البعث مكرّهنا فيهن اكتشفنا أنّها فعلاً موجودة، وأنو النظام ما بدّو أنو فعلاً نتعاطف مع بعض كشعوب، بدّو نتشارك بغريزة القطيع بس. وكل قطيع على جنب الله يخليك!

وتقول لمى، وهي مدونة سورية تعيش في لندن، أنها اختارت هذا اليوم لتشاركنا [7]مشاعرها عما يحدث في سوريا:

Over the past three months, 3 different Syria(s) emerged, the Syria which you see in Al Jazeera, the Syria you see on Addunia TV and the real country that I visited earlier this month and spent most of my short time listening to people and what they had to say, the everyday occurrences and what they’ve been through in the past few months. So which of the 3 Syria(s) is the real one? Who is demanding what and who is shooting at whom? Unfortunately, truth has been one of the early casualties of these events, followed by reason and the ability to talk across differences and because of that the future Syria was a Syria that does not exist in any form

على مدى الثلاث شهور الماضية، كانت هناك 3 نسخ من سوريا. هذه التي تراها على قناة الجزيرة، وسوريا التي تراها في قناة الدنيا، والنسخة الحقيقية التي زرتها الشهر الماضي وأمضيت القليل من الوقت في سماع ما يقوله الناس عما يحدث كل يوم في الشهور القليلة الماضية. إذاً أي النسخ الثلاث الحقيقية؟ من يطالب بماذا ومن يطلق النار على من؟ للأسف فإن الحقيقة كانت من أولى ضحايا الاحداث، وأتى بعدها المنطق والقابلية للتعامل برغم الاختلافات ولهذا فإن سوريا المستقبلية هي نسخة لم تكن موجودة قط.

اختار المدون السوري الغاضب [8]، كتابة خطاب لابنه ليقرأه في المستقبل القريب:

You will probably not remember this, but you were weeks old when I held you in my arms, walked the living room back and forth, tears rolling from my eyes like a young girl, chanting loudly: The people want to topple the regime.

This was the first day I called you with your Syrian name. This was the day when everything changed, and everything kept changing, and life as we know it will never be the same.

ربما لن تتذكر أن عمرك كان أسابيع عندما حملتك على ذراعي، أمشي ذهاباً وإياباً في غرفة المعيشة، والدموع تتساقط من عيني كطفلة صغيرة منشداً: الشعب يريد إسقاط النظام!

كان هذا اليوم الأول الذي ناديت فيه عليك باسمك السوري، في هذا اليوم كل شيء تغير، كل شيء يتغير، والحياة التي كنا نحياها لن تعود إلى سابق عهدها.

وفي النهاية يلقي المدون كفى سكوتاً [9] هذه القصيدة بالإنجليزية لسوريا وكل السوريين المشاركين في يوم التدوين من أجل سوريا:

O Syria
How do you feel
As you mourn the loss of your children
How do you plan to deal
With the colossal sadness
With the geriatric madness
Inflicted upon your men of power
The bickering of a household
and its long-neglected woes
The young feminine face
Of your beloved
Forehead furrowed in a question mark:
Why?
Why this late?

يا سوريا،
بماذا تشعري،
وأنت على حداد لفقد أطفالك،
أخبريني كيف تستطيع
نفسك على مداواة أحزانك،
وغضب شيخوختك، المسلط على سلطة رجالتك،
على مشاجرتهم،
كذب وعودهم، 

أرى وجهك الأنثوي،
مكتوب على جبهته السؤال الأزلي،
لماذا…لماذا تأخرك حراكك؟

هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة بثورة سوريا 2011 [1]