هذه المقالة هي جزء من تغطيتنا الخاصة للثورة اليمنية 2011.
اليمن من أكثر دول العالم العربي فقراً وكانت ثالث الدول الملتحقة بربيع الثورات العربية في الحادي عشر من فبراير/شباط 2011، عقب سقوط الرئيس المصري حسني مبارك. الثورة اليمنية جاءت احتجاجاً مشروعاً على الفساد، الأمية، انعدام العدالة، المحسوبيات، الفقر، والطغيان. الثورة تنادي بالتغيير السلمي للنظام، الحريات وحقوق الإنسان الأساسية التي حُرم منها اليمنيون لسنوات طوال.
خلفية الثورة
الثورة اليمنية مستمرة منذ ما يزيد عن السبعة أشهر كانت خلالها وماتزال سلمية بشكل مثير للإعجاب. من الجدير بالذكر أن اليمن معروف بأنه ثاني أكثر الدول تسلحاً في العالم -بين الأفراد- بعد الولايات المتحدة الأمريكية، بما يقارب 60 مليون قطعة سلاح يحوزها عدد سكان يقارب 23 مليون نسمة.
باستثناء بعض المواجهات بين بعض القبائل المؤيدة للثورة وقوات الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وبرغم كون المتظاهرين يواجهون العنف المستمر من النظام، إلا ان الشباب اليمني خرج متظاهراً بالآلاف في مختلف أنحاء البلاد مصرين على ابقاء المظاهرات سلمية ولم يتم اطلاق رصاصة واحدة فيها.
لكن قوات النظام، استخدمت العنف بشكل متواصل ومكثف لقمع التظاهرات. تم استهداف المسيرات السلمية بالرصاص الحي، الغاز المسيل للدموع المنتهي الصلاحية، مدافع الماء التي قامت برش مياه المجاري، والهراوات، مما أسفر عن وفيات واصابات، حالات اختناق بسبب الغاز، حالات تعذيب واعتقال تعسفي.
قمع مفرط في العنف
تقرير زيارة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الصادر في الثالث عشر من سبتمبر/أيلول دعا للمزيد من التحقيقات والتقصي عن مخالفات حقوق الإنسان. التقرير أوضح أن هناك المئات من الأشخاص قد قتلوا والالآف جرحوا منذ بدأ قمع التظاهرات.
هذا الفيديو يُظهر مثالاً لكيفية تعامل قوات الأمن مع المسيرات السلمية مثل تلك التي حدثت في تعز يوم الخميس الخامس عشر من سبتمبر/أيلول 2011. (الفيديو مرفوع من قبل تعز الحرية FreedomTaiz)
قوات النظام استخدمت الرصاص الحي، مدافع الماء، والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وحتى النساء لم تسلم من الهجمات كما يظهر في الفيديو التالي من تعز (الفيديو مرفوع من قبل تعز الحرية).
تُوفي شخص وجُرح العديد من بينهم نساء يوم الخميس الماضي.
مظاهرة سلمية أخرى تم مهاجمتها مؤخراً في صنعاء، الأحد الثامن عشر من سبتمبر/أيلول. أكثر من 800 متظاهر أصيب من ضمنهم 265 أصيبوا بالرصاص، وعلى الأقل 26 قتيل. من المتوقع أن يزداد عدد الوفيات نظراً لكون 96 مصاب في حالٍ حرجة.
تحذير: مقطع الفيديو يحتوي صوراً ومشاهد عنيفة في نهايته، المقطع لمصابين وهم يُحملون لمستشفى ميداني. (الفيديو مرفوع بواسطة mediacentersanaa).
قوات النظام لم تتورع عن استخدام الرصاص الحي. مدافع الماء والغاز المسيل للدموع استخدموا أيضاً. هذا الفيديو يظهر القناصة في المباني المحيطة وعلى سطوح المباني وهم يستهدفون المتظاهرين (الفيديو مرفوع من قبل YouthStandYEMEN).
هذا الفيديو هو جزء من سلسلة تُظهر صور مريعة للمصابين في المستشفى الميداني
تحذير: يحتوي مشاهد عنيفة (الفيديو من قبل mediacentersanaa).
أزمة اقتصادية وإنسانية
استمرار الثورة لفترة مطولة أيضاً سبب أزمة اقتصادية وإنسانية ملحة في اليمن حيث مايزيد عن 45 بالمئة من شعبها يعيش تحت خط الفقر، بمدخول لا يتجاوز مايعادل دولارين أمريكين في اليوم. الأزمة تكلف اليمن بلايين الدولارات مع كل شهر.
بجانب خسارة الأرواح واصابة العديد وأزمة النازحين، يعاني الشعب كله من أزمات محلية من شح الغاز، الوقود، والماء، انقطاع للتيار الكهربائي وشح في الغذاء- أداة عقاب جماعي يستخدمها النظام ليخيف بها اليمين ليذعنوا ويستسلموا.
الحرس الجمهوري الذي يقوده أحمد ابن الرئيس صالح، تساعده القوات الجوية يقصف بشكل متواصل وشبه يومي القرى في أرحب ونهم، مخلفاً العديد من الوفيات والإصابات ضمن صفوف المدنيين العزل، مدمراً المنازل، آبار الشرب، المزارع والحقول. العديد من السكان نزحوا إلى القرى المجاورة بحثاً عن الملجأ في كهوف الجبال، كما في عصور الظلام، هرباً من العنف. (فيديو مرفوع بواسطة صحافة لحج la7jPress).
الصراع اللانهائي ضد من يوصفون بـ”عناصر القاعدة” في أبين وهجمات الطائرات الآلية الأمريكية دفعت أكثر من 100,000 لاجئ للهرب إلى عدن والعيش في المدارس كما يبدو في هذا الفيديو (فيديو مرفوع بواسطة صحافة لحج la7jPress ).
مبادرة مجلس التعاون الخليجي بكل تعديلاتها لم ترق إلى تطلعات اليمنيين. بدلاً من ذلك، جسدت شروطاً محابية لصالح بدلاً من الشعب ولذلك كانت مرفوضة بشكل واسع رغم قبولها والتوقيع عليها من قبل المعارضة الرسمية، تكتل أحزاب اللقاء المشترك. هذه الخطوة سببت استياء وتصدعاً كبيرين بين المعارضة الرسمية وحركة الشباب المستقلة.
الولايات المتحدة والملكة العربية السعودية دعتا بشكل سلبي لانتقال سلمي للسلطة بينما واصلتا دعمهما لصالح على الصعيدين العسكري والاقتصادي، وبالتالي داعمين لقمع نظامه للمظاهرات المعارضة للحكومة وسامحين بذلك للجرائم ضد الإنسانية أن تستمر. كلاً من البلدين لديه أسبابه لعدم التحمس حيال الثورة.
المملكة العربية السعودية تخشى من نجاح الثورة ومن تمركز الديموقراطية على مقربة من حدودها بينما تخشى الولايات المتحدة الأمريكية خسارة الحليف والشريك منذ زمن طويل في “حربها ضد الإرهاب” ومحاربة القاعدة في جزيرة العرب، وهم الشأن الأكثر أهمية للولايات المتحدة في اليمن، أكثر من الديموقراطية في اليمن وسلامة شعبها، والذي بالمقابل كان ليقلل من خطر تهديد القاعدة.
هذا الفيديو يُظهر اليمنيين الذين كانوا يتظاهرون بالملايين بشكل يومي تقريباً في كل المدن اليمنية لشهور، متحملين كل المصاعب والمخاطر وسط العنف المستمر، ومتمسكين برغمه بسلمية ومشروعية مطالبهم بتغيير النظام ومتطلعين لبناء دولة مدنية في يمنٍ جديد. (فيديو مرفوع من قبل KareemooS).
اليمنيون شجبوا غاضبين صمت العالم والتغييب الاعلامي للكارثة الإنسانية التي تواجهها بلادهم وغض بصرهم عن جرائم النظام، الأمر الذي يراه اليمنيون انعكاساً لانعدام الدعم المناطقي والدولي لليمن، والذي يحدث بشكل رئيسي لعدم رغبة العالم في التدخل ضد الولايات المتحدة والعربية السعودية.
هذا الفيديو يُظهر كيف عبّر المتظاهرون بوضوح عن خيبة أملهم في مظاهرة صامتة في التاسع من أبريل/نيسان في صنعاء. (الفيديو بواسطة FiredoglakeTV).
على تويتر، وسم الشباك “ادعموا اليمن” #SupportYemen تم إنشاؤه وأُطلقت حملة الإسبوع الفائت شجعت على استخدام الاعلام الاجتماعي لإسقاط الضوء على الثورة في اليمن، وهو الأمر الذي لم تفعله مصادر الاعلام التقليدية.
@AjYemen كتب على تويتر مشجعاً الناس على استخدام الوسم #SupportYemen:
@AJYemen: Let's get the world's attention to #Yemen, as everyone's silence kills the people of Yemen. Spread and use this hashtag #SupportYemen
في تويتة تساءل@Yemen4Change عن السبب الذي لا يجعل ثورة اليمن تحظى بأي تغطية اعلامية.
@Yemen4Change: OUR demands r legit, OUR protests r peaceful, OUR ppl r seeking basic human rights, why r we being forgotten by media? #SupportYemen @hrw
مجموعة من النشطاء اليمنيين خططوا معاً لمسيرات صمت أخرى، تحدث في الوقت نفسه في مدن من مختلف أنحاء العالم حيث توجد جاليات يمنية كبيرة، وفي مدن اليمن في الرابع عشر من سبتمبر/أيلول من 12:00 صباحاً حتى 12:00 مساءاً لشجب صمت العالم والتغييب الاعلامي للثورة اليمنية تحت الشعار نفسه: ادعموا اليمن – الصمت يقتل! #SupportYemen- Silence Kills!
هذا الفيديو يحتوي على بعض الصور المؤثرة والملهمة التي تعكس جمال هذه الثورة المُهمشة وربما المنسية رغم سلميتها. (فيديو مرفوع من قبل Soso4410).
إذن دع الصمت وادعم اليمن !
هذه المقالة هي جزء من تغطيتنا الخاصة للثورة اليمنية 2011.
4 تعليقات
انا بصراحة كل ما انظر الى اعداد الذين يريدون رحيل صالح اجدهم عدد كبير وكل انظر الى اعداد المؤيدون لصالح اجدهم اعداد كبيرة ايضا
فهل الشعب اليمنى منقسم ام كيف يحشد صالح كل هذه الاعداد
وشكرا
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ربنا يهدي العرب جميعا ويولي عليهم خيارهم ، اللهم آمين
اللهم اصلح حال البلاد العربية والأسلامية واكفنا شر الفتن ، رب اجعل بلادنا آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين .
ربنا يصلح حال اليمن السعيد ويجعل السلام يعم ارجاءه