رشا حلوه، من عرب إسرائيل، مدونة وصحفية شهيرة. وكانت من ضمن المدونين الفلسطينيين الذين رفض طلباتهم للحصول على تأشيرة إلى تونس لحضور ملتقى المدونين العرب الثالث الذي انعقد بين 3 – 6 أكتوبر / تشرين الأول. تحاورت الأصوات العالمية مع رشا، حول التدوين وعملها وماهية شعورها تجاه عدم السماح لها بحضور الملتقى.
الأصوات العالمية: منذ متى بدأتِ التدوين؟
الأصوات العالمية: انت صحفية وكاتبة في العديد من الصحف والمواقع، فما المواضيع التي تجعلك تكتبِ عنها في تدوينة وليس في مقال؟
مدونتي تجمع “عالمي الكتابي”، ففيها مقالاتي وتقاريري الصحافية والتي تختص بالفنّ والثقافة في فلسطين والعالم العربيوالسياسة ومواضيع تخص قضايا الشباب الفلسطيني. وفيها نصوصي الأدبية المنشورة وفيها خواطري الخاصة التي تُنشر فقط عبر صفحات المدونة. في معظمها تحكي تفاصيل حياتية أعيشها في بلدي أو بالخارج، مع أصدقائي، في العمل، هي التفاصيل الخاصة والتي من الممكن عاشها أو يعيشها غيري، إن كان في فلسطين أو العالم. هي التفاصيل الحياتية التي لا نعلم أحياناً إنها تُشبه تفاصيل حياتية لأشخاص آخرين، نعرفهم أو لا نعرفهم. هي إنسانيتي كفلسطينية- و”الحقيقة في التفاصيل”.
الأصوات العالمية:هل التدوين له شعبية عند عرب إسرائيل؟
مفهوم التدوين ليس شائعاً لكنه موجود وبشكل عميق عند الفلسطينيين في الـ 48. لربما هو يأخذ منحى آخر، بعيد عن استخدام الأسماء المستعارة في النشر. قلائل من المدونيين الفلسطينيين في الداخل ينشرون بأسماء مستعارة، إلا أنهم موجودون ومؤخراً نشاطهم أصبح أقل. إلا أن الأغلبية تتعامل مع المدونة كموقع إلكتروني الخاص على شبكة الانترنت، الذي ينشر به كتاباته، مقالاته أو أعماله الفنّية أياً كانت.
الأصوات العالمية: ماذا عن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر؟ هل لهم تاثير على كيفية تواصل عرب إسرائيل؟ هل يستخدموها في تنظيم أنفسهم سياسياً؟
بما يتعلق بالإعلام الشعبي وفلسطينيي الداخل (48) والتواصل فيما بينهم.. أعتقد أن لموقع الفيسبوك الاجتماعي أكثر شعبية في صفوف فلسطينيين الداخل، بما يتعلق بالاستخدام والتواصل ومنه التعبير عن الآراء والمواقف السياسية بالإضافة إلى هذا استغلال منصة الفيسبوك للترويج والإعلان عن نشاطات مختلفة؛ سياسية، ثقافية، فنّية أم إجتماعية كانت.
أما “التويتر”، فأشعر أنه مؤخراً بدأ يأخذ حيزاً أكبر في النشاط الافتراضي لدى فلسطينيي الداخل، خاصة الناشطين منهم في المجالات المختلفة وبالأخص السياسية.. وهذا بعد أن لوحظ تأثير التويتر على الإعلام الرسمي وإيصال صوت الشارع إلى العالم بسرعة. وإيصال الخبر في اللحظة الحقيقية.
الأصوات العالمية: هل انت مشتركة في أي مشروع إلكتروني آخر؟
أنا عضو في هيئة تحرير موقع “قديتا.نت“، موقع ثقافي سياسي، يرأسه كلّ من علاء حليحل وهشام نفّاع.
بالإضافة إلى كوني عضو في هيئة التحرير، فأنا أيضاً محررة زاوية الموسيقى في الموقع والتي تحمل إسم “موسيقديتا“.
بالإضافة إلى كوني جزء من شبكة المدونات العربيات والدنماركيات، والتي تلتقي مرتين من كلّ عام؛ التقينا مرة في القاهرة في شهر أيار 2010 ومرة في عمان في شهر كانون الأول 2010 (للأسف لم أتمكن من حضور هذا اللقاء) ومن ثم في نهاية أيار/ مايو 2011 في كوبنهاجن، وهذه الشبكة لديها موقع لكل المشتركات فيها، نعمل على كتابة مواد أسبوعية وفقاً لموضوع ما تختاره كلّ منا.
الأصوات العالمية: كنت من ضمن المدعوين إلى ملتقى المدونين العرب الثالث بتونس، ولكن لم تحصلي على التأشيرة. هل يمكنك أن تخبرينا ماذا حدث؟ هل أخبروكم عن السبب؟
لأسباب غير معروفة حتى الآن، وصراحة، لا أعلم لماذا هي غير معروفة! مُنعت أنا و12 مدون ومدونة فلسطينيين (من عكّا، الناصرة، حيفا، أم الفحم، غزة، رام الله والقدس) من الذهاب إلى تونس والمشاركة في المؤتمر.. وذلك لأن تأشيرات دخولنا رُفضت، بالرغم من إلتزامنا الكامل بالأوراق والمواعيد.
كان يجب أن نشارك أصدقائنا العرب بأيام المؤتمر، لنتشارك الخبرات ونلقي نظرة قريبة وبعيداً عن الشاشات على تجربة كلّ مدون ومدونة، ونعطي فرصة لأصدقائنا المدونين بإلقاء نظرة عن قرب لكلّ ما يحدث في فلسطين التاريخية.. أو ببساطة، لمجرد الإلتقاء.. الحق الإنساني الأول.
ربما، أصبح من غير المهم الآن ما هي الأسباب، هذا الرفض موجع، لأن منذ 18 كانون الأول/ ديسمبر أعتقدنا، ولا زلنا نعتقد، أن العالم يتغيير، وأن الغد يأتي إلينا بأيام أفضل.
كان من الممكن أن يكون هذا المؤتمر على أرض تونس الثورة فرصة للمدونيين الفلسطينين بأن يلتقوا بأشقائهم العرب وحتى ببعضهم البعض، فإبن رام الله ممنوع من زيارة حيفا، وإبنة حيفا ممنوعة من زيارة غزة، وإبن غزة ممنوع من زيارة القدس.. كان يمكن أن يكون هذا اللقاء على أرض تونس، التي احتضنت الفلسطينيين على مدار التاريخ.. لكنه لم يكن.