عندما سمع الصحفي والمدون السعودي ياسر الغسلان عن وفاة مايكل جاكسون، تذكر فوراً ذكرياته يوم مات إلفيس بريسلي.
فيكتب [1]:
عندما مات ألفس بريسلي [2]و هو الملقب بملك الروك إند رول [3] في عام ١٩٧٧ كنت حينها لم أتجاوز سن السادسة، في تلك الليلة الصيفية من شهر أغسطس كنت أجلس بين والداي في بيت جدي في إيطاليا حيث كنا نقضي الإجازة الصيفية و قد كنا نتفرج على التلفاز و هم ينقلون للمشاهدين خبر وفاته مع مشاهد للمعجبين ينتحبون لفراق ذلك الفنان الذي شغل العالم بفنه الموسيقي و رقصاته اللولبية و كريزماه الشخصية التي جعلت منه معشوق الفتيات و ملهم الفتيان.
يوم الخميس الماضي تلقيت في حدود الساعة الثانية عشر ليلا إتصال من أحد الأحبة يبلغني فيه بأن ملك البوب مايكل جاكسون قد مات و هو على بعد أيام من الإحتفال بعيد ميلاده الواحد و الخمسين، فقد نقل أحد المواقع الإلكترونية و أكد الخبر في حين لم توكده بعد السي إن إن، و بعد مرور ربع ساعة تقريبا تأكد الخبر في الوقت الذي كنت أتلقى فيه تهاني الأصدقاء و الأحبة على دخول اليوم الجديد و الذي أكملت فيه سن الثامنة و الثلاثين.
بين موت ألفس بريسلي و موت مايكل جاكسون ٣٢ سنة تقريبا ولدت و ترعرعت بينهما أجيال و أجيال و تغيرت عوالم و تبدلت أذواق و تحللت و تحلحلت أخلاق لأمم و شعوب من هنا و من هناك … فبالرغم من أني كنت كما كان الكثيرون من أبناء جيلي معجب بأغاني مايكل جاكسون و بالنمط الذي أدخله على ثقافتنا المتمردة إلا أن موته بالنسبة لي كان كمن ينظر لمشهد من ذاكرة الزمان، فألفس و مايكل … كانا ملوكا لمدارس فنيه لها أتباعها و كلاهما ماتا و هما في ريعان الشباب و كلاهما لاحقته لعنات المعجبين و المنتهزين و كلاهما ماتا و لا زال هناك من يقول بأن الموت لم يلحقهم فهم أحياء بيننا بفنهم و عظمتهم، و لكني أقول أنهما ماتا كمن يموت أي إنسان و لم يبقي خلفه إلا عمله و ذكريات من عاصروه بمن فيهم ذكرى ذلك الطفل الذي جلس بين والديه و ذلك الرجل الذي كان ينتظر تهاني عيد ميلاده الثامن و الثلاثين.
المفارقة التي ربما لها و ربما ليس لها معنى أن مايكل جاكسون تزوج إبنت ألفس بريسلي في عمل إعتبره الكثيرون أنه من أجل العلاقات العامة و من أجل خلق صوت مدوي في الإعلام الفني الغربي، فسبحان الله كيف تلتقي الأقدار على أكثر من خط.