[بودكاست] حوار مع رندا أبوالدهب

رندا أبوالدهب مدونة تعمل مع مؤسسة المرأة الجديدة ومشروع “أرزقيات الصعيد” [بالإنجليزية]. بالإضافة إلى كونها صانعة أفلام قامت بقيادة ورش عمل التصوير الفوتوجرافي والفيديو مع آخرين ضمن المشروع. بدأت العمل في مجال المجتمع المدني منذ عام 2001 للعمل تحديداً على قضايا المرأة. قمت بإجراء حوار معها لمعرفة المزيد عن تجربتها مع المجتمع المدني المصري، ومع مشروع الأصوات الصاعدة بشكل خاص.

رندا أبوالدهب (في المقدمة) وأخريات من مؤسسة المرأة الجديدة

بودكاست صوتي بالعامية المصرية:

ألأصوات الصاعدة: في البداية، هل لكي أن تعرفينا بنفسك، وتخبرينا عن دورك في مشروع” أرزقيات الصعيد”.

رندا أبوالدهب: اسمي رندا أبو الدهب بدأت العمل في المجتمع المدني من سنة 2001 وكانت بدايتي مع المرأة الجديدة وانقطعت عنهم لفتره طويلة سافرت فيها للعمل في المجتمع المدني في إيطاليا وعدت بعدها للعمل في أكثر من مجال في مصر وعدت مرة أخرى للعمل مع مؤسسة المرأة الجديدة لكن بشكل مختلف، كنت في البداية أعمل في مجال البحث الميداني والأبحاث الاجتماعية عن العنف ضد المرأة والعنف الأسري والحركة النسائية بشكل عام، بعد عودتي فضلت العمل الإلكتروني مع فريق عمل الموقع، أيضا درست سينما لمدة عام وقمت بعمل مجموعة من الأفلام القصيرة فرغبت في الجمع بين الأمرين، الفيديو والعمل داخل مؤسسات المجتمع المدني.

أما عن مشروع “أرزقيات الصعيد” فكرت زميلتي نفين عبيد بعد أن قرأت إعلان الأصوات الصاعدة لتمويل المشروعات الصغيرة في أن أقدم ورش عمل خاصة عن الفيديو والتصوير الفوتوغرافي. أعجبت بالفكرة جداً، دائما ما تقدم نيفين على الأفكار الجريئة التي تحمس الشخص وترغبه في المشاركة. أخبرتني أنه سيتوجب علي السفر إلى المنيا فرحبت بالأمر وقلت أنه لا توجد أي مشكلة على الإطلاق ومن هنا بدأت المشاركة في المشروع.

الأصوات الصاعدة: خلال فترة عملك في مؤسسة المرأة الجديدة، ما هي أهم المشاريع التي شاركتِ بها وتركت أنطباع، أو ما زلتي تتذكرينها؟

رندا أبوالدهب: كان هناك مشروعين أعمل بها في وقت واحد، وكانا في غاية الأهمية بالنسبة لي. مشروع خاص بالدراما التلفزيونية ورصد صورة النساء بهذه الدراما من أدوار اجتماعية يقومن بها أو ما يتعرضون له من أشكال خاصة بالتمييز ضد النساء مثل العنف أو التمييز في أشكال أخرى من أدوارهم الاجتماعية مثل اختصاص الرجال بمهن محددة. مشروع آخر على مستوى البحث الميداني مشروع خاص بمفهوم الفضاء الخاص بالنسبة للمرأة هل يقصد به المنزل والأسرة فقط، أم أيضا العمل وحياتها خارج المنزل. وكان هناك جزء مقابلات شخصية مع رواد وأهم رموز الحركة النسائية في مصر والعاملات بالمجتمع المدني وما هو شكل الخدمات الممكن تقديمها من قبل المؤسسات للنساء لتحسين أوضاعهم في المجتمع.

رندا تقدم ورشة عمال في المنيا

الأصوات الصاعدة: كونك مدونة، هل يمكن أن يساعد التدوين على حل مشاكل مجتمعية؟ ولو على مستوى الفرد؟ وأعني هنا بالتدوين كل أشكال أدوات التقنية من صوتيات، فيديو.. وغيرها

رندا أبوالدهب: لا أستطيع إنكار حقيقة كون نسبة صغيرة من تعداد سكان مصر يستطيعون دخول الإنترنت. مع ذلك يمكن الوصول إلى شريحة اجتماعية تستطيع الدخول إلى الإنترنت ولها القدرة على التفاعل مع القضايا التي نطرحها أو على الأقل يمكن الوصول إلى صانع قرار. وعلى سبيل المثال منذ فترة كانت هناك حملة في مؤسسة المرأة الجديدة تعمل على فكرة تولي النساء لمنصب القضاء وبإمكانك القول أن تلك الحملة وبشكل ما تخص النخبة لكن طرح وجود الحملة على الإنترنت تساؤل من أناس عاديون ليس لهم توجه نسوي أو حقوقي لكن أهتموا أن يعرفوا المزيد عن هذا الموضوع وكيف تتولى المرأة القضاء وهل هو أمر مخالف للدين والشريعة كما يقول البعض.

الأصوات الصاعدة: ينقلني هذا إلى نقطة أخرى. قلتي سابقاً أنك عملت لفترة في مجال المجتمع المدني في إيطاليا. ما الفرق بين المجتمع المدني في مصر والمجتمع المدني في إيطاليا؟

رندا أبوالدهب: كانت لدي الفرصة لمنحة من قبل الاتحاد الأوروبي البرنامج الخاص بالخدمات التطوعية للعمل مع مؤسسة تسمى “فولونتاريوز” أو متطوعون تعمل على خمس مشروعات ضخمة منها الهجرة غير الشرعية واللاجئين السياسيين والقصر، وغيرها. الفرق أعتقد مدى إيمان الناس بالقضايا وهل فعلا يقومن بالعمل حباً في ذلك أم لأجل المال وكسب العيش؟..أو لأنه الأمر الشائع والرائج هذه الفترة. بينما في إيطاليا يؤمن الناس بالقضايا ولذلك يدافعون عنها.

في مصر يعد مفهوم التطوع مشوش بعض الشيء، يعتقد غالباً إن الشخص المتطوع يقوم بهذا الأمر طالما يملك وقت فراغ ولا يقوم بعمل شيئ ولذلك للجميع الحق في استغلالك أو الانتفاع بك أو حتى عدم فعل أي شيء.

بينما المتطوع هو شخص يخصص جزء من وقته للتطوع، مما يعني أن لديه العديد من الأمور التي يقوم بها في حياته. أيضا وبما أنه متطوع، علي أن أقدم له المتاح لجعل عمله أيسر وأسهل عليه. أقدم له ثمن مواصلاته أو تقديم الغذاء إذا كان يعمل في وقت الغذا لكن لا يحدث هذا في مصر ما زالت النظرة متدنية للمتطوع عوضا عن وجود متطوعين دون أن تستفيد منهم. يعلن البعض عن احتياج متطوعين وعند التقدم لا يتم الإستفاده منه ولا توجد خطط واضحة لذلك. لاحظت هذا كثيراً خلال حياتي. لم يحاول أحد معرفة قدراتي وكيفية الإستفادة مني.

الأصوات الصاعدة: استغلال الطاقات البشرية في مصر فعلاً مشكلة سواء الأعمال التطوعية أو غير التطوعية، يوجد نظرة نمطية للعمل ولا يتم تسخير الطاقة الصحيحة في المكان والعمل الصحيح.

رندا أبوالدهب: يوجد أيضا أختلاف آخر من ناحية المتطوع نفسه وهو أعتقاد المتطوع أنه يفعل عمل ما أو أمر ما في وقت فراغه فلا يعطية درجه كافية من الأهمية أو أولوية عالية.

الأصوات الصاعدة: بالنسبة لمشروع “أرزقيات الصعيد” ما هي القصص التي سمعتيها وشعرتي أن هذا المشروع أُعد خصيصاً من أجلها؟

رندا أبوالدهب: يوجد بعض القصص التي تتحدث عن المشاكل اليويمة والحياتيه للنساء، مثل قصة امرأة تم احتجاز ابنها في المستشفى بعد إصابته وبعد أن سارت إلى المستشفى على مسافة 2 كيلو على قدميها وبعد أن تم تضميد جرحه لم يوافقوا على إعطائها إبنها إلى بعد أن تذهب لإحضار النقود! أعرف الكثير عن المستشفيات الخاصة والعامة لكني لم أكن أتخيل أنه من الممكن إحتجاز طفل ذو خمسة أعوام بسبب نقود لثمن شاش وقطن. قصة أخرى، مريم، أرملة لثاني مرة وتزوجت رجل كبير في السن. وقصة ثالثة فتاة ترغب في الزواج لكن يرفض والدها تزويجها لأحد من القرية ويصر على زواجها من شخص من قبائل العرب لكونهم من القبائل.

الأصوات الصاعدة: أعتقد أن المشروع لا يعني بمساعدة تلك الحالات، مع ذلك ربما يحاول أن يمنع تكرارها مرة أخرى.

رندا أبوالدهب: حتى الآن فكرتي عن المشروع هي تعريف الناس بأن هناك أداة لم تصل إليكم بعد وإذا تم إستعمالاها يمكن تغير أشياء كثيرة في حياتكم.

الأصوات الصاعدة: ما هو نوع التجاوب من المشاركين، خاصة وأن معظمهم أُميين غير متعلمين أو مثقفين.

رندا أبوالدهب: حتى الآن توجد إستجابة جيدة لم أتخيلها، حين تم إخباري بتدريبي لما يقرب من 15 فتاة، توقعت أن تكون 4 أو 3 لديهم إستجابة. لكني وجدت الإستجابة من 10 أو 12. أيضا كانت الإستجابة خلال التدريب وليس بعده، فمثلا أجد بعض الفتيات تطلب مني أن أعيد لأنها لما تفهم كيف تعمل رابط. أو لتوضيح مفهوم أو معنى كلمة تقنية مثل كادر. أحاول بالطبع تبسيط الأمور جتى أني حاولت صنع كتيب يشرح ويوضح كل شيء معتمدا على الصور أكثر من الكتابة.

أتذكر أخر مرة سألت الفتيات، “ماذا نفعل حتى المرة القادمة؟”. نصحتهم بتصوير بعضهم البعض. كانوا يبحثون عن ما يفعلوه حتى مجيئي المرة القادمة.

الأصوات الصاعدة: هل قدمتم ورشة تدريبية واحدة؟

رندا أبوالدهب: قمنا بعمل ورشة واحدة لكن على فترات وأيام طويلة، وكان كل يوم يوقوم أثنتان منا بتقديم موضوعين مختلفين. عملت زميلتي دينا المغربي، على التصوير الفوتوغرافي بشكل خاص. كما عملت زميلتي نيفين على تعليمهم عمل البريد الإلكتروني وكيفية العمل على المدونة، أما أنا فتحدثت عن الفيديو أكثر. والآن نعمل على وضع خطة عمل للفترة القادمة وعن كيفية العمل وتسهيل المعلومات وتبسيطها وعمل كتيبات مصورة.

الأصوات الصاعدة: ما هي المعوقات التي واجهتكم خلال تنفيذ المشروع؟

رندا أبوالدهب: الوصول للمكان. لكننا حاولنا التغلب عليها بالذهاب إلى القرية أو بأختيار مكان محايد بين القرية والمنيا. فكرة أخرى وهي قدوم بعض الأطفال مع أمهاتهن أثناء التدريب، وكنا متخوفين من هذا الأمر لكننا حاولنا التغلب على هذا الأمر وتجنب انشغال النساء بالأطفال.

الأصوات الصاعدة: السؤال الذي يحيرني، حسب معرفتي للمجتمعات الريفية بمصر. لا أستطيع التخيل كيفية موافقة الأهل والأزواج على ذهاب بناتهن وزوجاتهن تعلم أشياء ممكن يجدوها غير مفيدة ومجدية.

رندا أبوالدهب: كان هذا الأمر متوقع لكننا عرضنا الفكرة وقلنا لهم الأمر أنن سنقوم بتعليمكم كيفية استخدام الحاسب الآلي والأدوات الخاصة بالتكنولوجيا وكيفية التعامل معها، وكان العائق الأكبر هو رهبة استخدام الشيء أكثر من رفض الزوج أو الأهل.

لكني لاحظت أن بعض المتقدمين النسوة يعملن ومسؤولات عن إعالة الأسرة فكان سهلاً عليهن إلى حد ما أتخاذ القرار وحضور التدريب، منهن من تعمل في مجال البناء، وأخرى تبيع الخضروات في السوق واثنتان متعلمين واحدة تدرس التمريض والأخرى درست في معهد حاسب آلي لكن لم يكن لديها الخلفية الكافية لاستخدام الإنترنت والحاسب، ومنهن من استعانت بآخرين لإقناع أسرهن.

الأصوات الصاعدة: السؤال الأخير عن طموحك وأحلامك بالنسبة للمشروع للفترة القادمة.

رندا أبوالدهب: ممكن أن تعدي هذا الحلم عام خاص بي، وهو تمكين المرأة المصرية من استخدام الإنترنت والتكنولوجيا. حتى المتعلمات واللاتي يستخدمن فيسبوك وتويتر وغير ذلك، لكن ما زالت المشاركة والمساهمة في البرمجيات محدودة مقارنة بالرجال. فحلمي هو تعامل المصريات مع التكنولوجيا. وهو أمر ليس صعباً فقط يتطلب التدريب والاستخدام لكسر حاجز الرهبة أحلم أن يستخدم الجميع فعلاً الإنترنت والتكنولوجيا.

عن “أرزقيات الصعيد” أرغب أيضا بالاهتمام بشكل حقيق بالمرأة الريفية. مع كل أحترامي لما يتم من أبحاث ومحاولات ودراسات إلا إن المرأة الريفية تعد من أكثر الفئات التي تعيش في وضع سيء جداً ولا يكفي فقط الحديث عنه يجب أن تكون هناك حلول جزرية.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.