- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

فلسطين: الاحباط انعكاساً “للحنجلة” السياسية

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, فلسطين, انتخابات, حروب ونزاعات, حكم, سياسة, صحافة المواطن

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم ترشحه لانتخابات يناير 2009 [1]، احتجاجاً على فشل الولايات المتحدة في الضغط على إسرائيل لتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية. ولكن يعتقد بعض المعلقين أنه يحاول خداع إسرائيل وفقط [2]. في هذا المقال نستمع إلى رأي أحد المدونين، وهو من أشد المحبطين، في السياسة الفلسطينية.

يكتب Me في المدونة الجماعية، الثورة [3]:

لما ستي كانت تشوف واحد فينا بيعمل اشي سيء وكانت تحس إنو هذا العمل ممكن يكون مؤشر لنمط حياة مشابه، كانت تحكي المثل المشهور “أول الرقص حنجلة”. يعني إنو الواحد ببلش شوي شوي يعمل هاي الإشياء بعجين الموضوع بتطور معه وبصير هذا نمط سائد في تصرفاته في المستقبل.
وأنا طول عمري بحكي، إنو نظامنا السياسي في فلسطين لسا في مرحلة التأسيس. يعني الحنجلة إللي بنحنجلها هلأ في المستقبل راح تكون النمط السائد في الحياة السياسية، إذا عمره صار عندنا دولتنا. يعني لما الأجهزة الأمنية بتستعمل القوة في تفريق المظاهرات، هذا معناه إنه في المستقبل راح يكون هذا نمط مستخدم في تفريق المظاهرات، ولما الأجهزة الأمنية لازم توافق على تعيينات الموظفين، هذا مؤشر إنه المعارض السياسي ممكن ما يحصله إنو يحصل على وظيفة حكومية.
أنا اليوم بدي أحكي عن حنجلة جديدة. قبل شي سنتين، عباس حكى إنو ما بفكر يرشح حالو للرئاسة مرة تانية. واليوم طلعت في الأخبار إشاعات إنو هو مصر على كلامه. وطبعاً بدأت “النخبة” السياسية في هالبلد تحتج وتعبر عن تأييدها للرئيس كإنو اللي خلقو ما خلق غيره. مبارح (شكلها الإشاعات إلها فترة ماشية) طلعتلنا جماعة ببيان [4] تأييد أشبه بالمبايعة للخلفاء، طبعا ما في في البيان أي محتوى سوى “خلفك يا قائد المسيرة والشرعية.. نحو القدس والثوابت الوطنية” وتحت هالكلمتين يمكن ميتين توقيع من أشخاص ومؤسسات إشي بنعرفه وإشي عمرنا ما سمعنا فيه.
واليوم طلع عبد غبه [5] بحكي : الرئيس هو المرشح الوحيد لفتح ولكل فصائل العمل الوطني [6]. كإنه ما في غيره في البلد. وطبعاً عبد غبه، هذا الناطق باسم التنفيذية [7]، ما بمثل عشرة ولا خمس تعشر واحد في كل فلسطين، بس ما شا الله بيحكي زي كإنو بطل شعبي وأسطوري ممثل لجميع أطياف الشعب.
طبعاً ها الحركات ذكرتني بكتير مناظر مشابهة. مثلاً وإحنا صغار، وبنستنا برامج الأطفال على التلفزيون السوري، كنا دايماً نشوف يمكن 4-5 آلاف واحد من الطلائع وناس كبار قاعدين في المدرجات في ملعب، وبيرفعوا قبضاتهم في الهوا وبصيحوا “نفديك للأبد يا حافظ الأسد [8]“. طبعاً حافظ مات، ولولا صورو إلي معبيا الشوارع والأماكن العامة في سورية ما حدا بيتذكروا، لإنو في واحد جديد لازم ينفدا.
طبعاً مشهد آخر ببلش بالكلمات “إني اتخذت قراراً وأرجو منكم جميعاً أن تعينوني عليه. لقد قررت أن أتنحى، ونهائياً، عن كافة المناصب الرسمية، وأعود إلى صفوف الجماهير”، المنظر اللي بلحقو ألوف من الجماهير، بتقوله “ما تسيبناش” طيب ما هو ترجاكم إنكم تساعدو على القرار، يعني فش غيره في البلد؟ فش ناس بتقدر تعمل أحسن منو؟ لازم الواحد يطلع من القصر الجمهوري في تابوت عشان تنبسطو؟
ولا منظر كل النخبة السياسية في اليمن وهما بترجوا علي عبدالله صالح [9] برشح حاله للانتخابات.
ولا تعديل ورا تعديل في الدستور التونسي عشان جلالته يضل رئيس.
ولا حكومة مش راضية تنولد بعد 6 أشهر من الانتخابات في لبنان عشان فش حد في إيده القرار.
يعني يا أخ عبد ربه، إحنا فش عنا غير هالشخص الوحيد إللي ممكن يكون رئيس؟ عالحساب شعب الجبارين؟ ولا لازم نحافظ على التقاليد العربية؟
أي ما تحلو عنا وتخلونا ناخذ قرارنا. إحنا كبرنا، وقرفناكم صراحة.