- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

فلسطين: التعامل مع الحرمان في غزة

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, فلسطين, الاقتصاد والأعمال, بيئة, حروب ونزاعات, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن

في بيان بعام 2008 في شهر ديسمبر / كانون الثاني ذكر البنك الدولي [1]: “أن استمرار حصار غزة والقيود المتطرفة على سريان البضائع والركاب يجعل الأمر مقلق للغاية.” في هذا المقال نسمع من مدونين غزاويين كيف تكون الحياة تحت الحصار الإسرائيلي – كما يقول أحدهم أنه ليس كما يصوره الإعلام.

ونتيجة لتصدع العلاقة بين حماس والسلطة الفلسطينية [2]، فقد منع الغزاويون من الحج في تلك السنة. سخر المدون الذي يسمي نفسه متشرد من هذا الموضوع [3]:

أب يجلس على عتبة باب بيته ومعه إبنه
لعل بعض نور السماء – في غياب الكهرباء! – يدركه ليراجع مع إبنه إمتحان الغد
– كم عدد أركان الإسلام يا بابا ؟ .. أربعة تذكّرها منيح
– بابا! الأستاذ حكالنا أركان الإسلام خمسة ، وعدّها له جيداً :
” شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت”
– لأ ، أستاذك كذّاب ، الحج مرفوع / ممنوع عنّا بغزة !

تصف المدونة المسماة درءا للاكتئاب الحياة في غزة [4]:

هذه هي غزة , ساعات طويلة بدون كهرباء, و الكيروسين المصري الذي لا يضيء إلا قليلا , و أنبوبة الغاز التي توشك على النفاذ في البيت لتجعله ينضم إلى بيوت تطهو على مواقد الكيروسين أو الحطب , و التشنج عند النقاش حول المسؤل عن عدم ذهاب الحجاج إلى مكة و عن أزمة الكهرباء و الغاز, و هي الحقائق الجديدة التي تفرض نفسها على الأرض, و هي الأنفاق و اقتصاده الذي تجعل الأسعار تتضاعف و تمنع دخول الغاز, و هي أولائك المترفون و أولائك المعدومين و نحن الذين نقف بين البينين لندبر حياتنا كيفما أتفق.

وتكمل المدونة:

غزة هي التفاصيل الصغيرة التي لا تحضرني , و لا تجد مكانا في الصحف التي لا تصل غزة؛ هي الرواتب التي لم تأتي للموظفين المعطلين عن العمل, و الفقر الذي يحاول أن يتحايل عليه العاطلون عن العمل بسلات الغذاء التي تأتي حينا و بالأمل الذي لا ينضب , و الكوبونات التي يحاول أن يقتنصها الجميع في معسكر الاعتقال ؛ هي القدرة على الحياة بصمت و بالكاد؛ هي الخوف من سطوة الأخ الأكبر و المشي بجانب الحائط ؛ هي المدرسات المنقبات اللواتي يوغلن في هجاء إبن المقفع و الطالبات اللواتي يجبرن على لبس الحجاب قبل سن البلوغ؛ و هي رام الله التي تقطع الرواتب و لا تزود القطاع بخرفان العيد و الأزياء الباكستانية و تقتر على رئيس الوزراء و حاشيته في نثرياتهم .
غزة هي تهاني العيد و النكات التي تأتي كرسائل قصيرة على الجوال؛ هي السيارات الفارهة التي صار يستقل الكثير منها ملتحون و منقبات , و هي الإشاعات عن وزير للأنفاق إشترى فيلا بسبعة ملايين من الدولارات ؛ هي السيارات التي تمشي بعكس الاتجاه في شوارع تكسر أسفلتها, و هي حيتان اللصوص الذين يأخذون مالهم و ما لغيرهم , و هي أموال الإعانات التي يتنازع عليها أو يقتسم جزء منها المحترفون, و هي المتلونون و المتملقون؛ و هي البشر المستنفرين للاستفزاز و من ثم للانفجار؛ هي زراعة الأمل في صحراء ترتوي من ماء البحر المالحة, و هي الحلم بالهجرة شمالا لصيد السمك من قعر بحيرة جليدية.

يتحدث DR – LION عن تفاصيل يوم بدأ غريباً [5]:

كان هذا اليوم غريبا نوعا ما …. فهناك شيء غير اعتيادي تساءلت مالذى حدث هل أنا داخل احد احلامى الفانتازيا ؟؟؟ جاءتنا الكهرباء بالأمس مساء و عندما فتحت عيناي صباحا ما زالت الكهرباء موجودة فركت عيناي جديا (مجازا طبعا) نهضت من فراشي و فتحت صنبور الماء طبعا ما دامت هناك كهرباء فالطبيعي آن تكون المياه موجودة …

وبعد مفاجأة وجود مياه وكهرباء، ظهر تغيير في الروتين:

اتصل بى احد اصدقائى و دعاني إلى الغذاء, فقلد نسيت أننا منذ فترة متفقين على آن تجتمع أخر خميس في العيد كي نشوى شوية كباب كانت المشكلة أنة ولله الحمد قاربت نقود أخر قبضة على النفاذ و الذهاب إلى غذاء كهذا قد يكلف الميزانية المنهكة أصلا لكن الله ستر و طلعه العزومة بلوشى اى ببلاش فتشجعت و ذهبت(مازحا طبعا ف 50 شيكل مبلغ مقدور علية) لكنى اعلم تمام العلم آن الخمسين شيكلا تلك قد تكون مبلغا كبيرا لكثير من الناس هنا (50 شيكل = تقريبا 15$ حسب أسعار السوق المتقلبة في حينه) بل أنها تكاد تكون كل ما يملكون من متاع هذه الدنيا الزائل .. عند وصولنا إلى مكان الغذاء تجالسنا و بدء الحديث المعتاد لدى كل أهل غزة عند اجتماعهم (ها شو الإخبار ايش في اشى جديد).
هنا سئل احد الجالسين وقتيش الرواتب يا جماعه فبدء كل منا يفتى من طريقه بعضهم يقول يمكن الأحد و الأخر يقول بيقولوا اليوم على السراق بشد القاف (اللقب الحركي للصراف الالى ندعوه السراق الالى) قلت لهم انتظروا أتيكم بالخبر اليقين فاحد اصدقائى زوجته تعمل في البنك فغمزت صاحب الوليمة ناولنى جوالك أنا اليومين هادول رنة بس ( فقد بقى من الرصيد ما يكفى لرنة واحده) و هو فاتورة طبعا المهم رد على صاحبي وقال لا بكرة (ألجمعه) البنك إجازة يوم السبت إن شاء الله عندها تراجعت حده الفتاوى و اختراع الإخبار فمصدري موثوق بة لكن بقو شيء واحد هل سوف ناخد كل الراتب أم جزء منه كما يشاع لئن إسرائيل ملن لا يعلم كانت قد منعت دخول عملتها الشيكل إلى قطاع غزة كنوع من أنواع الضغط على اهالى القطاع
و لمن لا يعلم أيضا البنوك الفلسطينية تتعامل كليا و تعتمد على البنوك الإسرائيلية اعتمادا كاملا و بالتالي كشكل من أشكال الحصار المتعددة لم تدخل البنوك الاسرايئلية الشيكل إلى غزة المهم في المحصلة النهائية لم نستلم راتبنا قبل العيد و بالتالى عند كثير من الناس وئد العيد في مهده قبل أن يولد بالعربي افقس العيد عند كثير من الناس … عيد = نقود (لحمة + شيكل للعيدية ).

أما مدونة المنفى فكان لديها وجهة نظر أخرى عن مشاكل [6]غزة:

الناظر الى غزة من بعيد هذه الايام يخالها تراجيديا ومآساة من مآسي شكسبير واسخيليوس [7]وتقوم قناة الجزيرة كرمى لعيون القضية بدفع غزة اعلاميا على حافة مرتفعة مستحضرة استعارات وكنايات لفظية سهلة ومباشرة ولكن تحمل مدلول عميق لدرجة انه لا يبقى حاجة كبيرة لمعرفة التفاصيل بعد قرائة العنوان الكثيف والدال،غزة تغرق في الظلام،غزة على حافية الانهيار..الخ الخ
الذي لا يدركه لفيف من الشعوب العربية او الاجنبية فلسطينية الهوى ان مناطق الحروب والنزاعات ليس بالجحيم المطلق الذي يؤدي بالضرورة الى موت الانسان وبيئته المحيطة كفعل نووي حارق،ان اراداة الحياه اقوى بكثير من الموت لذلك كانت بيروت وفي اشد ايام حصارها وموتها تزهر ببائعات الهوى والارجيلة والحمص والتبولة،وكذلك غزة ففيها نقود وطعام وبضائع كافية باطعام احياء ومدن كاملة تعيش في الدول العربية المجاورة،هناك فقراء نعم ولكن ليست كنتيجة مباشرة سببها الحصار،فقد كانو ايضا فقراء في ازهى عصور غزة ايام القائد الرمز ابو زهوة وكلبه اللولو دحلان يزهزه عصرو وينصرو على مين يعاديه هااااي هيه
ان المواطن الغزي بكل مآسيه يعيش رغدا من العيش مقارنة بالمواطن المصري والاردني ولا تكمن مآساة الفلسطيني الان الا في نفاذ وقوده وكهربائه ومنعه من الحركة اذن فلا يصح بالمطلق ترويج صور في الفضائيات عن غزة باطفال جوعى تأكل من فتات الخبز وبقايا الطعام فهذه صورة غير حقيقية
هذا الشريط الضيق الذي يعج بالناس الغريبي التكوين والمسمى قطاع غزة هو مشكلة ومآساه قائمة بحد ذاتها حتى بدون الحصار،45% من المجتمع تحت سن ال 18 سنة،مجتمع فتي ومراهق،لذا فهو نزق وحاد الطباع مزاجي ومتقلب وغائبا عن الوعي
كتل بشرية صاعدة باعداد هائلة افواه وارانب تطلب حقها في العيش وتقسيم الموارد الغير موجودة في الاصل،حاليا اذا رغبت في تأجير شقة في غزة من الصعب جدا ان تجدها،لا سيما بعد انقطاع مواد البناء منذ الانقلاب حتى اليوم،وحين انظر الى الاعداد المهولة في المدارس والجامعات اصعق،اين ستذهب هذه الجحافل القادرة على حرق الاخضر واليابس في سجن يتضخم بالاسرى كل يوم ويضيق خناقه يوما بعد يوم،قد يكون محمود الزهار القيادي الحمساوي ابعد نظرا واخصب خيالا حين اعلن انه عازم مع حزبه على فتح مصر والاردن واقامة خلافة اسلامية في كلتا البلدين وبذلك يستطيع تفريغ هذه الكتلية البشرية هنا وهناك بما ان غزة ستصبح نواة هذا الدول الاسلامية