حينما يتحدث الناس عن أبطال الحرية الأسطوريين، دائماً ما يخطر بذهني الصحفيين المواطنين. أولئك الشبان والشابات الذين يشاركون قضاياهم مع العالم برفعهم مقاطع الفيديو والتحديثات الإلكترونية هم الأبطال الحقيقيون. ليس من السهل أبداً لشخص أن يلتقط الفيديو والصور في وسط حملة قمع يقودها أفراد الشرطة ولذا، فإن هؤلاء الجنود المجهولون هم أبطالي الاستثنائيين.
أحمد إسماعيل، ذا الإثنين وعشرين عاماً، هو أحد هؤلاء الأبطال.
في الواحد والثلاثين من مارس/آذار، أصيب أحمد برصاصة في أسفل بطنه. أُعلن بعدها بساعات عن وفاته. وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن وفاته نتيجة إصابته برصاصة واحدة.
وبرغم كون مقالتي تأتي بعد عدة أيام من الحادثة، إلا أني كنت أملك أسباباً محقة للانتظار. كنت انتظر الحكومة البحرينية لتعلن أي إعلان إضافي بخصوص وفاة أحمد. حتى وقت كتابة المقال، ترفض عائلة أحمد التوقيع على أوراق استلام جثته. التقارير الرسمية لا تذكر السبب الحقيقي لمقتل أحمد.
لماذا أُطلق النار على أحمد؟
وفقاً لشهود عيان، كان أحمد ممسكاً بالكاميرا عندما أطُلق عليه. كان القاتل في سيارة مدنية. الأمر الذي يجعلني أكيدةً أن أحمد كان مستهدفاً – بشخصه – إذ لم يكن أحمد متظاهراً عادياً. لقد كان مصور فيديو ومواطن صحفي غير اعتيادي. وبرغم كون يوتيوب موقعاً يتيح للجميع رفع مقاطع الفيديو بلا مقابل، فإن أحمد دفع حياته ثمناً لرفع مقاطع توثق تجاوزات قوى الأمن وشجاعة المتظاهرين البحرينيين السلميين.
رصاصة حية نجحت في إنهاء حياة أحمد، لكن النظام البحريني الوحشي لن ينجح أبداً في إغلاق قناة أحمد من يوتيوب. أريد أن أشارككم ببعض المقاطع التي رفعها:
أحد الشهود المصابين في مستشفى السليمانية
أنواع عبوات الغاز المسيل للدموع المستخدمة في الهجوم على قرية سلماباد
قوات الأمن البحرينية تهاجم قرية سلماباد
أحمد لم يستسلم حتى نفسه الأخير. لقد ظل ممسكاً بكاميرته الملطخة بالدم حتى وفاته. إن رحيله ليس خسارة فاجعة لأهله فقط، ولكن للعالم كله. فقدنا رجلاً في مقتبل العمر كان ملتزماً بأن ينقل لنا الحقيقة.
ما زلت انتظر إجابة الحكومة على سؤالي: من قتل أحمد؟ إجابة قد تأخذ وقتاً طويلاً أو ربما لا تأتي أبداً. هل أخذت الحكومة البحرينية في استهداف المواطنين الصحفيين؟