يسر الأصوات الصاعدة أن تعلن عن الأعضاء الست الجدد الذين انضموا إلى مجتمعها العالمي الخاص بمنح إعلام المواطن. يحصل كل من المشاريع المختارة على منحة صغيرة لتحقيق وإكمال أهدافها لتعليم الغير كيفية استخدام أدوات إعلام المواطن المختلفة والمتعددة. كانت نتيجة الجولة الأخيرة من المسابقة مبهرة ورائعة من حيث الأعداد المتقدمة من كل أنحاء العالم. وبإجمالي الأعداد، استلمت الأصوات الصاعدة أكثر من 1178 استمارة من أكثر من 122 بلد، كان قرار تقليص العدد إلى ستة مشاريع فقط صعب للغاية. كان هناك العديد من المشاريع التي تستحق المنحة والتي قدمت أفكار رائعة تخاطب احتياجات خاصة في المجتمعات غير الممثلة لكننا للأسف لم نستطع تقديم المنحة والدعم لها. تختلف وتتعد المشاريع الست المختارة في توجهاتها، كل يعمل في سياق ومجال خاص به ونعتقد أنها ستقدم الكثير لمجتمعنا.
فلسطين: حكايات الطعام من نابلس
في قلب مدينة نابلس القديمة في فلسطين، فتح مركز للمرأة يدعى بيت الكرامة في خريف عام 2011، كنتيجة لشراكة خاصة بين فطيمة قدومي، ممثلة عن جمعية شؤون المرأة المحلية والفنانة التشكيلية بياتريتشي كاتانزارو. يقدم المركز مناسبات فنية وثقافية إلى النساء المحليات، اللاتي يعشن في وحول المجاورة. مع ذلك، يعد التركيز الرئيسي للمركز هو توفير الفرص من خلال مبادرات الطبخ المجتمعي. إحدى المحتويات الرئيسية إعداد مدرسة للطبخ لتعليم الزائرات الأجانب والتي توظف النساء المحليات كطهاة ومدرسات.
يقف السبب وراء لعب الطعام دور حيوي في نشاط المركز بسس احتلال تمحور الحياة اليومية في فلسطين حول الطعام، مما أدى إلى اشتراك العديد من بين السكان. كما كتبت كاتانزارو في الاستمارة، “تمثل الشراكة جزء أساسي من حياة المرأة الفلسطينية والحياة الاجتماعية بشكل عام، حتى في أوقات القصف وحظر التجوال.” تعايشت العديد من النساء المشاركات في المركز مع حقيقة الاحتلال، وما ينتج عنه من معاناة شخصية واقتصادية. بعض هؤلاء النسوة أرامل، وضحايا العنف المنزلي، أو من أزواجهن في السجون. لكن من خلال العلاقات والروابط الملتحمة مع بيت الكرامة، تمكنت النساء من المشاركة بشكل أكبر في عمل وإعداد مستقبلهن ومستقبل عائلاتهن.
يعد استخدام الطعام نقطة بداية، حيث يسعى المشروع أيضاً إلى تعليم النساء المحليات كيفية استخدام إعلام المواطن لتوثيق وتسجيل الحكايات الشخصية والعائلية عن أصول وتقاليد المطبخ المحلي. تعمل تلك الحكايات والروايات على توفير نافذة هامة لفهم أفضل لحياة النساء وعائلاتهم عبر كلماتهم الخاصة. سيتم إدراج القصص والصور بالكامل في مدونة بيت الكرامة. تضيف كاتانزارو، “تستعيد النساء الذكريات الشخصية والعائلية وتصف الثقافة والتقاليد بعيدا عن الأنماط السائدة عن بلد يعاني من النزاع والمعارك”
جواتيمالا: مشاركة المواطنين في المكتبات الريفية
تلعب المكتبات المجتمعية دور هام وحيوي في الحياة اليومية في المجتمعات الريفية في أمريكا الوسطى وذلك بتوفير الوصول إلى الكتب والمصادر الأخرى للمساعدة على التشجيع على القراءة والفرص الأخرى للتعلم والمعرفة. مع ذلك، يوجد توجه عالمي لإعادة التفكير في الوظيفة التقليدية لتلك المكتبات وذلك عن طريق تحويلها إلى فضاء وفراغ يساعد على تعزيز مشاركة المواطن. يحدث هذا التوجه أيضا في جواتيمالا، حيث تعد المكتبات المرتبطة بشبكة مكتبات ريكين الإقليمية مراكز رئيسية لاستكشاف تلك الإمكانيات المدنية.
تطلق ثلاث مكتبات ريفية تقع في قرى أويتان، سان كارلوس سيخا، كابريكان في مقاطعة كيتزايتنينجو في جواتيمالا مشروع بالتعاون مع جمعية جواتيمالية أهلية غير حكومية أكسيون سيودادانا أو (نشاط المواطن)، منظمة تساعد في الدفاع عن مشاركة أكبر للمواطنين والشفافية في القطاع العام. الآن وبعد أن مرر الكونجرس في جواتيمالا قانون الوصول أو الدخول المجاني للمعلومات العامة ووعد بالانضمام إلى شراكة الحكومة المفتوحة (أي المصادر المفتوحة للمعلومات)، توجد فرصة كبيرة للجميع، لكن تظل الحاجة إلى التدريب والوصول إلى المعلومة ضرورية لضمان وصول الفائدة من تلك المبادرات إلى المجتمعات الريفية.
الآن وبعد أن أصبحت العديد من تلك المكتبات الريفية متصلة بالإنترنت، يساعد المدربين من أكسيون سيودادانا في عملية إرشاد تلك المجتمعات على كيفية الاستفادة القصوى من هذا الوصول لتلك السياسات الخاصة بالمعلومات. كما يقدم المشروع أيضاً تدريب خاص بإعلام المواطن لمستخدمي تلك المكتبات الثلاث حتى يستطيعوا أن يخبروا ويحكوا عن بعض المشاكل التي تواجههم في مجتمعاتهم وأن يوثقوا عملية طلب المعلومة التي قد تساعد في حل تلك القضايا والمشاكل. كما سيتم رفع كافة المعلومات على مدونة المكتبة حتى تصبح نموذج للعديد من المكتبات الريفية الأخرى المرتبطة بنفس الشبكة.
الولايات المتحدة: مشروع إحياء لغه البووهاتن
في فيلم “العالم الجديد“، عام 2005 والذي صور تأسيس مستعمرة جيمستاون في القرن 17 في الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية فرجينيا، واجه صانعي الفيلم مشكلة العثور على الناطقين بلغة الأميركيين الأصليين التي كانوا يتحدثون بها في تلك الحقبة. اتضح أن بووهاتن أو لغة فرجينيا الغنقوين انقرضت منذ أكثر من قرنين من الزمان. معتمدين على أبحاث بعض الأكاديميين في وقت مبكر، وقائمة موجودة من الكلمات والمفردات، حاول علماء اللغة تجميع اللغة من أجل مشابهة اللغة الفعلية قدر الإمكان لغرض الفيلم.
إحدى الأسباب الرئيسية وراء موت اللغة أنه لعدة سنوات عديدة كانت محظورة قانوناً، ولكن في الآونة الأخيرة كان هناك عودة واهتمام أكبر في تنشيط وإحياء هذه اللغة. يعتبر العمل المنجز لفيلم هوليوود ليس سوى خطوة واحدة صغيرة في هذه العملية. دخل إيان كاستالو، وهو عضو في قبيلة متابوني، الذي كان يعمل من أجل تحقيق هدفه وطموحه في تحقيق هذا الهدف وعودة اللغة مرة أخرى من الانقراض إلى وضع المعرضة للانقراض. وقال أنه تم البناء على أساس وثائق العمل،
وربما يكون واحدا من المتحدثين الأكثر نشاطا لهذه اللغة. وللمساعدة في تطوير المتحدثين أكثر، يتم تقديم فصول تعليم اللغة للطلاب من جميع الأعمار من عضو من قبائل في الكونفدرالية بووهاتن من خلال القيام بزيارات منتظمة إلى مختلف المجتمعات المحلية في جميع أنحاء الدولة.
والآن يريد منا ملاحظة فعالية صحافة المواطن والتقنيات المرتبطة في مساعدتنا على إكتمال هذه الفصول، كطريقة لمساعدة هدف المجتمع لإعادة إحياء اللغة. بالإضافة إلى تصميم القواميس الإلكترونية ولوحات المفاتيح لأجهزة الحاسب والمحمول، يعتقد أن صحافة المواطن وأدوات الإعلام الاجتماعي الأخرى من الممكن اعتبارها حافز مهم وطريقة لربط الذين يعلموا لغة جديدة في القبائل المختلفة، مثل الماتابوني، الباتاووميك، الراباهانوك، التشيكاهومني، التشيكاهومني الشرقية والنانسيموند. وطبقاً لكستالو، “فإن المشروع سيسمح لمجتمعات السكان الأصليين في الأمريكتين أن تحيي لغاتها ثانية.
باراجواي: مجتمع آتشي الرقمي
لطالما تعرض سكان آتشي الأصليون في باراجواي للتحديات والصعوبات قديماً وحديثاً وأغلبها يعود إلى قضايا حقوق ملكية الأرض. وخلال القرن العشرين، عانى الآتشي من مأساة إبادة جماعية، ومروا بإزالة أراضيهم، والذي تسبب في موت الآلاف، وتشريد وخطف مثلهم، حيث أدى كل ذلك إلى تقلص عددهم إلى ما يقرب من 350 فرد. مع ذلك، أعادوا البناء ببطء واستمروا في كفاحهم من أجل حماية أرضهم. الآن يقدر عددهم 1500 فرد تقريباً عبر ست مجتمعات في شمال وشرق باراجواي، غالبا ما يتم التعتيم على تاريخهم وحضاراتهم وثقافتهم الغنية بتلك الأيام السوداء في تاريخ الآتشي الحديث.
رافقت تمارا ميجيلسون والعديد من الفنانين المحليين، وصانعي الأفلام، والمصممين على مدار الخمس سنوات الماضية مجتمعات الآتشي وذلك عن طريق توثيق أسلوب حياتهم اليومية وأزيائهم التقليدية. ساعدوا على تأسيس مركز الحضارة والتواصل، الذي أنتج سلسلة من الأفلام الوثائقية، وكتب، ومعارض تصوير ساعدت على إظهار جانب مختلف من شعب الآتشي إلى باقي أنحاء البلد. يهتم أعضاء تلك المجتمعات بحكي قصصهم الخاصة، والآن ومع إمكانية الوصول إلى الإنترنت في كل من المجتمعات الست: تشوبا بو، كويتوبي، أرويو بانديرا، إبتيمي، بويرتو بارا، وسيرو موروتي، توجد فرصة لمجتمع الآتشي لمشاركته بدور أكثر فاعلية في إنتاج تلك المواد من أجل الجمهور المحلي، والعالمي.
يختار المشروع بعض الشباب من كل مجتمع من الست مجتمعات للمشاركة في ورش عمل مكثفة تهدف لبناء وتنمية المهارات المتعلقة باستخدام المدونات، التصوير الرقمي الثابت والفيديو، بالإضافة إلى التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي. وتجرى تلك الورش في العاصمة اسونسيون، آملين أن يصبح هؤلاء الشباب مصادر محلية لمجتمعاتهم حتى يفيدوا الآخرين عند عودتهم. يحكون حكايات مجتمعاتهم، يسجلون القصص والحكايات من الكبار، ويوفرون الأخبار عن التغيرات والتحديات الإجتماعية الجارية والتي تواجه شعبهم. بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع شريحة أكبر من الجمهور عبر الإعلام الرقمي، كما تتواصل تلك المجتمعات الست مع بعضها البعض رغم بعد كل مجتمع منهم عن الآخر بمئات الكيلومترات وذلك لمشاركة كفاحهم والاحتفال بنجاحهم.
بيرو: أصوات من مجتمعي
هذا وضع شائع في جميع أنحاء بيرو. يهاجر سكان المناطق الريفية إلى المدن الكبرى لإيجاد فرص عمل وتعليم أفضل. في حالة السكان القادمين من مقاطعة هاكوايرا من ابوريماك، بيرو، ساهم الصراع الداخلي المسلح بشكل كبير في هذا التدفق للمهاجرين الذين تركوا مسقط رأسهم. متكيفيين مع نظام حياة جديد يمكن أن يدفع ثمنه باهظاً أمام العادات والتقاليد المحلية. في حين أن مايقرب من 1,000 من سكان هذه المقاطعة، والذين يعيشون حالياً في العاصمة ليما، بذلوا جهداً في سبيل المحافظة على بعض هذه العادات، مثل إعادة تكرار الاحتفالات والمحافظة على التدريب الجماعي، المحافظة على لغتهم الام الكيشوا في المناطق الحضرية لم يكن ناجحاً.
يهدف مشروع أصوات من مجتمعي بقيادة إيرما الفاريز كوسكّو إلى استخدام التكنولوجيا ووسائل إعلام المواطن لإنعاش اللغة في المناطق الحضرية. كما كتبت في الاستمارة، “تعلمت أن لغة الكيشوا لها أهمية حيوية للمتحدثين بها في إطار المناطق الحضرية لأنها طريق للهوية المستدامة.” كانت الفاريز، بالإضافة إلى العمل دون كلل أو ملل في ترجمة تطبيقات البرمجيات المجانية إلى اللغة الكيشوية، من مؤسسي حساب تويتر دعونا نتحدث الكيشوا (@hablemosquechua).
بالشراكة مع إسكولاب، مركز تكنولوجي وتعليمي تعاوني في مدينة ليما، سيُعرف المشروع الشباب من هذه المجتمعات، والذين لهم اهتمام في تقوية روابطهم مع لغة الكيشوا من خلال استخدام وسائل الإعلام التشاركية. من خلال استخدام البرنامج المجاني Audacity تطبيق مجاني مفتوح المصدر للتسجيل ومحرر الأصوات الرقمية، سيقوم المشاركون بتسجيل البرنامج وقصص قصيرة في لغة الكيشوا. مجموعة البودكاست هذه ستُرفع على الإنترنت، وكذلك ستتم مشاركتها مع محطات راديو المجتمع التي تخدم هذا المجتمع.
الهدف النهائي هو العودة إلى هذه القرى مع أمثلة لهذه الجهود لإنعاش اللغة على الرغم من عيشهم على بعد مئات الكيلومترات. تضيف الفاريز أن الأمل هو “أن يجد المهاجرون هويتهم واللغة الاولى في وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وما الأفضل سوى أن نسهل لهم ليتحدثوا عن انفسهم”
بورما: لغة الكارين تعبر الحدود
تظهر دولة الكارين بعد مرور ستة عقود من الحرب الأهلية، بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين حكومة بورما والاتحاد الوطني لكارين. بالإضافة إلى مراقبة الوضع المعقد لحقوق الإنسان على طول الحدود البورمية/ التايلاندية، يمثل الصحفيين المواطنين بدولة كارين نقطة وصل هامة بالنسبة إلى مجتمعهم المحلي المهمش من أجل الحصول على الفهم المؤقت لاتفاقية وقف إطلاق النار، والتي يرى المجتمع في كارين بنودها محاطة بالكثير من الشكوك.
كانت مجموعة شبكة طلاب كارين مسئولة عن ظهور أول نشرة إخبارية إذاعية بلغة كارين (والتي تبث حالياً على موجات الراديو القصيرة داخل خمسة مراكز لاجئين على الحدود البورمية التايلاندية). يقدم البرنامج الإسبوعي كي إس إن جي الأخبار، البرامج التعليمية، المعلومات وكذلك مواد ترفيهية لما لايقل عن 30,000 لاجئ يستمعون له داخل هذه المعسكرات. بالإضافة إلى تقديم هذا البث الأسبوعي، يساعد كي إس إن جي على إيجاد فرص التعليم للطلاب، وكذلك يقدم برامج تهتم بالصحة وأخرى بالمواد الدرامية، وأيضاً يعرض برامج للتدريب على الإدارة والقيادة.
سيعمل المشروع على توسيع نطاق خدمة تقديم الأخبار من خلال تدريب الصحفيين المحليين على استخدام تقنيات التسجيلات الصوتية (بودكاست) من أجل ربط أصوات الناس غير المسموعة بكارين مع المجتمع الكاريني الذين يعيشون كلاجئين بتايلاند، بالإضافة إلى لاجئي كارين المشتتين والذين يعيشون بكندا، أستراليا، الولايات المتحدة وبريطانيا. وبجعل هذه المعلومات حول هذه الموضوعات متاحة، سواء على الصعيد المحلي أو على شبكة الإنترنت، فإن البرنامج يأمل في لم شتات المجتمع الكاريني والمبعثر في الدول الأجنبية، والمحافظة على الموروث الثقافي والتاريخي للوطن.
نرجو أن تهنئوا وترحبوا معنا بالمشاريع الست الجديدة التي انضمت للأصوات الصاعدة.