- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

موريتانيا: غضب على قتل عامل

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, موريتانيا, احتجاج, حرية التعبير, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن

منذ بداية عام 2011 وهناك حركة احتجاجية نشطة في موريتانيا، مطالبة الحكومة بإصلاحات سياسية واقتصادية وقانونية، بالإضافة قيام العمال بتنظيم الاحتجاجات بصورة دورية.

وفي فجر يوم الأحد 15 يوليو / تموز، هاجمت قوات من الحرس (الشرطة) في موريتانيا [1] مجموعة من العمال المعتصمين في مقر الشركة الموريتانية للنحاس MCM، التي يعملون فيها. نتج عن هذا الهجوم موت عامل صريعا [2] لأول مرة من نوعها منذ ستينات القرن الماضي. بدأ الموضوع مع إضراب العمال يوم 12 يوليو/ تموز في منتصف الليل، بعد أن انتهت المهلة التي أعطوها لإدارة الشركة لتنفيذ مطالبهم فقاموا بإغلاق المنافذ المؤدية إلى الشركة ومنعوا وصول غير الأجانب إليها، وقد شارك في الاعتصام [3] عمال من مختلف الرتب من مقاولين وحمالين وسائقين.

تضاربت الأنباء حول أسباب الوفاة، حيث أكد زملاء [3] للضحية “محمد ولد المشظوفي” وشهود عيان [2] أن أحد عناصر قوات الحرس وجه له ضربة على الرأس مما أدت إلى وفاته مباشرة.

صورة العامل المقتول نشرتها صفحة كلنا الشهيد ولد المشظوفي [4]

صورة العامل المقتول نشرتها صفحة كلنا الشهيد ولد المشظوفي

تم تشريح الضحية استجابة لطلب أهل الضحية للتأكد من أسباب الوفاة والتحقيق في خلفياتها وبعد إكمال التشريح أكد نائب وكيل الجمهورية أن الوفاة [5] تمت في ظروف طبيعية وانهم لم يكتشفوا أي سبب واضح لها. وأكدت والدة [6] الضحية أن القتل تم عن طريق العمد وأن جميع الشهادات تؤكد ذلك، وأنها لا ترغب في أي تعويض مادي بل تطالب بالقصاص العادل لما أصاب ابنها وأنها مستعدة وتطالب بإعادة التشريح.

أثارت القضية اهتمام وتفاعل النشطاء الموريتانيين بشكل كبير على الإنترنت حيث، وبعد انتشار خبر الوفاة مباشرة، أنشئت صفحة للتضامن مع الضحية تحت اسم كلنا ولد المشظوفي [7].

وأوردت صفحة موريتانيا الغد بيتين من الشعر مع صورة [8] والدة الضحية مع أبيات للشاعر الموريتاني أحمدو ولد عبد القادر [9].

فيما كتب المدون والكاتب الموريتاني محمد لمين ولد الفاظل حول القضية في مدونته تصبحون على وطن [10]:

لقد أعلنت الحداد على صفحتي الخاصة لمدة ثلاثة أيام، وكان من المفترض أن أنهي ذلك الحداد في صبيحة الأحد (15 7 2012)، ولكن في صبيحة الأحد استيقظت على فاجعة أخرى راح ضحيتها عامل موريتاني بسيط كان ذنبه الوحيد أنه سعى مع غيره من العمال إلى تحسين ظروفه في العمل، لذلك فقد كان لزاما عليَّ أن أمدد ذلك الحداد ثلاثة أيام أخرى، وأسأل الله تعالى أن لا يجعلني أضطر لتمديده لثلاثة أيام أُخَّرْ.

وأضاف:

في يوم الخميس رحل موريتانيون عن دنيانا وكانوا في مهمة لصالح شركة أجنبية، وهي الشركة التي سخرت لها الحكومة كل شيء: طائرات عسكرية، أوامر عسكرية عليا للضباط والجنود، نسبة تفوق 90% من المستغل من معادننا.

وكتب المدون والناشط أحمد ولد جدو [11]:

“المشظوفي قضى نحبه نتيجة للتعذيب والتنكيل على أيدي عناصر الحرس.فبعد أن سقط نتيجة الاستخدام المفرط للهراوات ومسيلات الدموع أتخذه عناصر الحرس كرة يلعبون بها ويتلذذون بتعذيبها.
المشظوفي ليس الضحية الاولى ولن يكون الأخيرة في ظل نظام الجنرال عزيز الذي يهوى قمع وقتل وتجويع الشعب.”

وتفاعل المغردون الموريتانيون بشدة أيضاً غضباً من الحادثة ومن تجاهل قضايا العمال،

فكتب الناشط باب ولد حرمة [12]:

@hourmababa [12] عاش الشهيد ‎#ولد [13] المشظوفي بيننا من الأيام ماشاء الله له أن يعيش وهو يقاسي ظلم الأيام وصعوبة الحياة.. عاش على راتب هزيل مقابل عمل شاق ومضن!!”

وقال محمد لمين ولد أشفاغة [14]:

‏@eddennine [14] في ‎‫#موريتانيا [15] فقط، الدرك والجيش يحميان الاجانب والحرس غير الوطني يقتل العمال البسطاء “

فيما انتقد محمد سالم [16] صمت وسائل الإعلام الرسمية وتغاضيها عن خبر قتل ولد المشظوفي:

@Sirius_MR [16] التلفزة الوطنية تتحدث في نشرتها عن إقامة الرئيس في فندق هيلتون وعن حفلة السفارة الفرنسية !! طبعا لا ذكر لمقتل ‎‫#ولد_المشظوفي [17]