هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.
تعتبر جبال الأنديز موطن لنبات الكوكا. يتم زراعته وحرثه واستهلاكه محليا من قبل السكان المحليين منذ قرون. يمكن شراء العديد من المنتجات وحتى أوراق النبات بشكل قانوني ومشروع في بيرو وبوليفيا.
مع ذلك، تعتبر أوراق الكوكا هي المادة المصنعة للكوكايين. ونتيجة لذلك، تعتبر بيرو، كولومبيا، وبوليفيا البلدان الثلاثة الأكثر إنتاجا للكوكايين غير المشروع في العالم.
وفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2012 [بالإنجليزية – خلاصة وافية بالعربية] حدث انخفاض إجمالي في إنتاج الكوكايين عالمياً في الفترة بين 2006 – 2010. وحدث ذلك بسبب تخفيض زراعة شجر الكوكا في كولومبيا. وبالرغم من ذلك، أشار التقرير أيضاً أنه في نفس الفترة ازدادت زراعة شجر الكوكا في بوليفيا وبيرو.
يعتبر إنتاج وتجارة المخدرات قضية كبيرة في أمريكا اللاتينية تسعى الحكومات باستمرار للتعامل معها. وفي قمة الأمريكتين أبريل/نيسان الماضي، رأي الكثيرون أن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد المخدرات قد فشلت.
خطة كولومبيا
ذكر ريكاردو بارجاس، باحث في معهد ترانزينشونال [بالإسبانية] وخبير رائد في مجال تجارة المخدرات في كولومبيا، أن خطة كولومبيا، مخطط محاربة المخدرات الممول من الولايات المتحدة، أنفقت 8 بليون دولار أمريكي من أجل تقوية وتعزيز الجيش وإجراء مبادرات وإجراءات عسكرية ضد الجماعات المتمردة المرتبطة بتجارة المخدرات.
أوضح بارجاس في لقاء معه حول العنف:
القضية الكبرى أن الإمداد والإتجار يعتبران مواضيع كبرى غائبة في تلك المناقشات. تعتبر كولومبيا بلد منتج ومُصنع ومتاجر بشكل رئيسي، مما يعني أن البلاد لم تبدأ بعد في التحليل بعمق لأهم بُعد في قدرتها. مع إضافة بُعد تحول الإمداد والإتجار في النهاية إلى قضايا وشؤون أمنية.
كتيبة بوليفيا البيئية الجديدة
أعلن رئيس بوليفيا، إيفو مورالس، مؤخراً عن كون تجارة المخدرات إحدى التحديات الرئيسية كما أعلن أيضاً عن كتيبة بيئية جديدة، وحدة عسكرية تهدف إلى منع زراعة الكوكا غير المشروعة في المتنزهات والحدائق القومية.
مع ذلك، يزعم الصحفي والمدون المقيم في لاباز، أندرياس جوميز، عن وجود تناقض كبير في حديث الرئيس:
حذرت الأمم المتحدة من أن 93 في المئة من أوراق الكوكا من منطقة شاباري تذهب إلى السوق غير الشرعي (أي المخدرات)، وأبلغت أن البلاد تمتلك أكثر من 30 ألف هكتار.
مؤخراً، أوضح مركز أبحاث في أمريكا اللاتينية أن البلد تحتاج فقط إلى 8 آلاف هكتار من أجل الاستهلاك المحلي (المضغ والاستخدامات الطبية) لورق الكوكا. وفقاَ لقانون رقم 1008، الذي ما يزال سارياً، أنه على البلد أن تمتلك فقط 12 ألف هكتار، لكن يوجد أكثر من 30 ألف.
يعلم الرئيس مورالس أن الإتجار في المخدرات يعتبر مشكلة لحكومة بوليفيا، لكن رئيس اتحاد مزارعي الكوكا، الذي هو نفس الشخص، يدافع عن إنتاج اتحاد الكوكا، الذي يعتبر سوقه الرئيسي غير شرعي.
بيرو، ممر تجاري
منذ عام 2010 تعتبر بيرو أكبر منتج للكوكايين الصافي في العالم. وتعتبر إحدى أكبر التحديات والعقبات التي تواجه السلطات البيروفية هي زيادة عدد طرق ومنافذ تجارة الكوكايين.
وفقاً للمحلل ألفريدو بلاسيوس دونجو، رئيس الأركان السابق في الجيش البيروفي، وصاحب مدونة “رفعة بيرو” [بالإسبانية]:
الطرق والمنافذ الدولية للكوكايين من بيرو، بالإضافة إلى الممر بين أمريكا الوسطى والمكسيك إلى الولايات المتحدة، تزداد التجارة والشحن إلى البرازيل، الأرجنتين، شيلي، وبوليفيا.[…] البرازيل، بلد يزداد الطلب فيها للمخدرات بشكل عالي – ثاني أكبر مستهلك بوجود 11 مليون مستهلك، بعد الولايات المتحدة حيث وجود 22.6 مليون، ويعد هذا الأمر كالوباء
مبادرات مجتمع الأنديز
يعمل مجتمع الأنديز حالياً على برنامج مكافحة المخدرات غير المشروعة (براديكان)، مشروع ممول من أوروبا يبحث في توحيد الإحصائيات حول الإنتاج، الإتجار، والاستهلاك للمخدرات في الأنديز، بالإضافة إلى توحيد الجهود في الدول الأعضاء.
وقد أعلن [بالإسبانية] مجتمع الأنديز عن الحاجة إلى مقترح متكامل، يستهدف بالأساس المعايير التالية:
- كأمر هام ذي أولوية قصوى، حجب وعرقلة الطرق المستخدمة من قبل تجار المخدرات
- الإتجار “مرحلة أو طور تولد القيمة الأعلى المضافة للسعر النهائي للمخدرات”،
- تقليل وتحجيم الوصول إلى المواد الكيميائية
- معالجة قضية المخدرات كأمر يتبع الصحة العامة وليس كحرب عنيفة للمخدرات
- إجراءات تضامنية من أجل وقف تدفق التمويل غير المشروع وأنظمة ذكية ومبكرة ضد شبكات الإتجار بالمخدرات.
يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.
2 تعليقات