روسيا: التدين والسفير الأمريكي المقتول

رداً على الهجمات التي استهدفت السفارات والبعثات الدبلوماسية الأمريكية في كل أرجاء العالم الإسلامي (وخاصة مقتل السفير الأمريكي في ليبيا كرستوفر ستيفنز وثلاثة من موظفيه)
تناول المدونين الروس النمو المُلاحظ للقوى الدينية في وطنهم وأخذوا من الحادثة كفرصة لمناقشة العواقب الموسعة للاضطرابات السياسية.

وأكدت بعض وسائل الإعلام على الصلة بين انفجار العنف المناهض للولايات المتحدة ودعم الولايات المتحدة لثورات الربيع العربي. وكتقييم لشرعية سفك الدماء في الآونة الأخيرة شكك كثير من مدوني رو نت في أعمال الثأر العنيفة بأسلوب الحريات الدينية الغربي.

قام المدون ايفجيني سكولتز بالربط بين الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط والتي تحصل بالتزامن مع نمو للقوى الدينية في روسيا في منشور معنون [بالروسية] “الدين في تقدم: في ليبيا وفي روسيا”:

Объяснение всегда просто: “Так требует вера, Бог”. […] Они экстраполируют всезнание, благость и всемогущество Бога на предстоятеля своей религии. И естественно, власть не собирается пропускать возможности мимо себя. Для власти религия – мощнейший электоральный рычаг. Но не понимает власть, что рычаг этот не им подчиняется. И рано или поздно ударит их по лбу. А вместе с ними и всю Россию. Никакие тактические выгоды не оправдают того стратегического тупик [sic], в который ведет клерикализация.

التفسير دائما بسيط: “انه يتطلب الإيمان، الله” […] هم يعطون علم الله وعطفه وقدرته العظيمة لقادتهم الدينين. وطبيعيا الحكومات لا تريد أن تضيع هذه الفرصة من بين ايديهم. بالنسبة للحكومات الدين عبارة عن عتلة ورافعة انتخابية ولكنها تفشل في أن تفهم انهم لا يتحكمون في هذه العتلة. عاجلاً أم آجلاً ستنقلب هذه العتلة رأساً على عقب —  وروسيا من ضمن هذه الدول. لا توجد مزايا تكتيكية تبرر الطريق المسدود الذي يقود إليه دعم الحركات الدينية.

جي كرستوفر ستيفنز سفير الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا من 7 يونيو/حزيران، 2012 إلى أن قتل في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 12 سبتمبر/أيلول، 2012 (الصورة بتاريخ 23 أبريل/نيسان، 2012، تحت الملكية العامة من وزارة الخارجية الأمريكية)

إن وضوح ودقة سكولتز إذا جاز لنا أن نسميها كذلك لم تصف ردة فعل كل مستخدمي الإنترنت. فمثلاً قام المطران المتشدد سيرغي زورافيلف بنشر [بالروسية] موضوع عدواني عنيف مضاد للإسلام في استجابة لهجمات العصابات على السفارات الأمريكية.

وفي تويتر، أبدى البعض شكوكه عن فعالية العنف كاستجابة للأفكار المسيئة في بعض الأحيان.

ومن أذربيجان، باكو، كتب رحمان حاجي:

Один идиотский фильм о Пророке перевернул пол мира.Посол в Ливии убит, флаги США срывают с посольств на всем Ближнем Востоке. Просто ужас…

فلم تافه واحمق عن النبي قلب نصف العالم رأساً على عقب . قُتل السفير الأمريكي في ليبيا، والأعلام الأمريكية تمزق في السفارات في أرجاء الشرق الأوسط. أمر فضيع ببساطة…

وفي تغريدة لسيرغي تريتيكوف من تشيليابينسك:

Ирония дня: ливийские мусульмане увидели в интернете ролик про то, что мусульмане – не миролюбивые, обиделись и убили посла США в Ливии

مفارقة اليوم: يشاهد الليبيون المسلمون على شريط في الأنترنت كيف أن المسلمين ليسو أناس مسالمين ومحبين، ويشعرون بالإهانة ثم يقتلون السفير الأمريكي في ليبيا.

وآخرون كانوا اكثر غموضاً في تعاليقهم، فمثلا غريكوري بوكرييف من تولا يربط [بالروسية] بين الغضب الذي يٌزعم أن حرض بفلم مضاد للإسلام بقضية فرقة “بوسي ريوت“.

В Ливии убит посол США за фильм,где плохо показан пророк Мухаммед,а остающиеся на свободе участницы Pussy Riot готовят новую акцию.Подумайте

في ليبيا، قُتل السفير الأمريكي بسبب فلم رسم صورة سيئة للنبي محمد. أعضاء بوسي ريوت الذين ليسو في السجن يخططون لمبادرة جديدة. فكروا في الأمر.

ما المعنى العام لكلمة “فكروا” بالتحديد؟ يبدو إن المدونيين قد اتفقوا على عدم موافقة أعمال العنف الغوغائية ضد كبار الشخصيات الأمريكية في الخارج، ولكن هناك مشاكل اكثر إرباكاً وهي صراع روسيا مع التعدديات الدينية، من ضمنها أمور تعد مصدر قلق إنشاء جماعات محلية متطرفة مسلمة وأورثوذكسية. إن تنامي نفوذ الكنيسة الأرثودكسية كان ولا يزال مصدر قلق كبير للعلمانيين بعد الخلاف على قضية بوسي ريوت.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.