هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة للأزمة في أوربا.
بعد سنة ونصف من مفاوضات الإنقاذ اليائسة والشرائح المالية التي دفعت من قبل صندوق النقد الدولي، البنك الأوربي المركزي والاتحاد الأوربي، مع تدابير التقشف القاسية الغير فعالة المتزايدة والتي تفرضها ال “ترويكا” (ثلاثة) على الحكومة اليونانية الاشتراكية، هذا كله قد التقى مع الاحتجاجات المتواصلة في اليونان. انتقلت دراما أزمة الديون الأوربية السيادية مع اليونان في منتصفها إلى الرأس، حيث يبحث السياسيون بيأس عن خيارات لفصل الاتحاد الأوربي عن ارتفاع الديون.
الحركة الاحتجاجية اليونانية، والتي نشأت بإلهام من مظاهرات “الربيع العربي” وحركة الثورة الأوربية التي بدأت في إسبانيا، تتركز بشكل أساسي حول اعتصامات في ساحات عامة في أثينا وسالونيك. إلا أنه على ما يبدو قد تعثرت في الصيف نتيجة لسلسة من حملات الشرطة العنيفة، إلا أنه يبدو أنها عادت مجدداً بقوة في سبيتمبر/ أيلول، وبدء غليان غضب جماعي إثر فرض جولة أخرى من تدابير التقشف في أعقاب خطة الإنقاذ المتفق عليها في قمة منطقة اليورو الطارئة في يوليو تموز.
تأثيرات التقشف
مع أكثر من 40% من الشباب العاطلين عن العمل وعدم الثقة المتزايد المصاحب لفقدان فرص العمل في المنزل، فإن سياسة التقشف المستمرة قد سببت موجة هجرة جديدة، هذه المرة من ألمع شباب اليونان، مما يسبب ضغط على الاقتصاد اليوناني نتيجة لموجة التقاعد القسري والاختياري الناجمان عن تقليص ورفع سن التقاعد.
يشكل التقشف بحد ذاته انتهاكاً لحقوق الإنسان، كما أشار خبير في الأمم المتحدة يوليو/ تموز الماضي. التتالي القاسي لتدابير التقشف تأخذ شكلها في الحياة اليومية لليونانيين من خلال تقليص الخدمات الاجتماعية وحتى انخفاض القدرة على تحمل تكاليف السلع الأساسية بسبب زيادة ضريبة الرفاهية وخفض الرواتب ،المعاشات التقاعدية والفوائد. وقد نشر مؤخراً في دورية لانسيت الطلابية أن الأزمة تحمل آثاراً صحية ضارة على السكان، حيث ورد أن الانتحار والجريمة في ارتفاع.
اليونانيين المبدعين تأثروا بالتقشف أيضاً، من خلال استخدام المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم. المدون والناشر قسطنطينا ديليمترا رسم صورة كئيبة لانعدام الأمن المالي (وفق معايير الأيزو) والتي تجتاح عقول وأجساد اليونانيين:
Οι περισσότεροι είμαστε με μόνιμες τανάλιες στα στομάχια για το περισσότερο μέρος της ημέρας και της νύχτας. Ένα βλαμμένο συνοθύλευμα από φόβους, αγωνίες, εικόνες τρομακτικές που δε θες αλλά σου σφηνώνονται στο κεφάλι και δε σ’ αφήνουν να πάρεις ανάσα. [..] ακούς να ρωτάνε πόσα μακαρόνια να βάλουν στην άκρη για μια ώρα ανάγκης, πώς θα πάνε στη δουλειά χωρίς φράγκο και πόσο νερό άραγε να θέλει ένα μποστάνι στο μπαλκόνι. Και εκείνη η κυρία ένα βράδυ στο μετρό. Που έκλαιγε για δέκα ευρώ στο τηλέφωνο. Τα παιδιά της στο νοσοκομείο και δεν έβρισκε δέκα ευρώ να ταΐσει τα εγγόνια. Και αυτός που μιλούσε δεν είχε να της δώσει. Και δεν είχα ούτε εγώ. Αλλά και να ‘χα, πώς να πλησιάσεις τον άλλο να τον βοηθήσεις;
مصممة مواقع الانترنت سيبريلا تعلق على الأفق كونها شخص يعاني من ورم وعائي مزمن:
@Cyberela: Φυσικά τις θεραπείες που κάνω τώρα δεν μπορει να μου τις πληρώσει η ασφάλιση. Ο κόσμος με αιμαγγειωμα είναι καταδικασμένος στην Ελλάδα.
وغرّد الممثل هاريس أونيس بملاحظة مقتضبة عن الهجرة:
@hartonis: Οι μισοί γνωστοί μου μετακόμισαν στο εξωτερικό. Οι άλλοι μισοί, μέσα τους.
اشتباكات الشرطة
يزداد تفشي عنف الشرطة أثناء الضغوط الاجتماعية. أكثر الحوادث خطورة كانت عندما استخدمت الشرطة عنف لا مثيل له ضد المتظاهرين في ساحة سانتجما في أثينا في 28-29 يونيو، وقد نددت منظمات حقوق الإنسان الدولية بهذه الحادثة، والتي أشارت إلى الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع وحثت الشرطة اليونانية على الامتناع عن استخدام القوة المفرطة.
كما داهمت الشرطة أماكن الاعتصامات الساخطة التي كانت قد أخليت أصلا بسبب عطلة الصيف، حيث قامت الشرطة بالدخول ليلاً وتفكيكها، مع وضع قيود مفروضة، وذلك لمنع حدوث تجمعات في المستقبل كما حدث في حالات أخرى، كما حدث لاحقاً في اعتصامات في إسبانيا والولايات المتحدة. الخطاب الاعتيادي لرئيس الوزراء في كلمته الافتتاحية في سالونيك في معرض التجارة الدولي تم استقباله بمظاهرات واشتباكات غاضبة، حيث اقتربت المجموعات المتباينة من المربع الأمني في الخارج، وذلك حين بشر بضريبة ممتلكات أخرى بشكل مستعجل.
استخدام الإعلام الاجتماعي
برز تويتر كمنصة رئيسية للمواطنين الصحفيين والناشطين في اليونان، وذلك منذ أعمال الشغب التي حدثت كرد على قتل الشرطة لقاصر في 2008. اعتاد العديد من الناشطين التغريد بالأخبار القيمة كأداة تجميع لتسجيل الأدحاث المتعقلة بالمظاهرات المناهضة للتقشف، وذلك لانتاج كم كبير من العمل.
ثيودور إيكونوميدز (@IrateGreek على تويتر) استخدم موقع Chirpstory لحفظ سجلات حول أكثر المظاهرات الرئيسية والتي حدثت في أثينا، بينما قام أنتونيس جازاكس (@gazakas على تويتر) بالنشر اليومي لتغريدات دقيقة بدقيقة حول الجمعية العامة للحركة الاحتجاجية في تيسالونكي على ستوريفي.
مارتو أورفانودوكي سيميك جمع فيديوهات لوحشية الشرطة يوم 29 يونيو/ حزيران. بينما أعجب 31.000 مستخدم فيسبوك بصفحة حركة احتجاج أثينا على فيسبوك، بينما قام 5.000 مستخدم فيسبوك بالإعجاب بصفحة حركة احتجاج تيسالونكي. قام عشرات المصورين بنشر صور عمل فوتوريبورتج لمظاهرات اليونان على دوميتكس منذ بداية 2009، بينما مئات الصور وعشرات الفيديوهات نشرها الناشطين والمواطنين الصحفيين على مدونة الفريق الإعلامي لحركة احتجاج أثينا في ساحة سيناجمت تحت ترخيص تعليقات مبتكرة منذ بداية هذه المظاهرات.
بدأ ثيودور أيضاً بوسم جديد ساخراً تحت اسم #GreekPoliticalManual، المرتكز على Iyad El Baghdadi`s Arab Tyrant Manual(دليل الطاغية العربي لإياد بغدادي)، للإشارة الساخرة إلى أخلاقيات السياسيين وممارساتهم. اليونانيين الغاضبون (كمحاكاة ساخرة للعبة الطيور الغاضبة / أنجري بيرد)، والتي ابتكرها توون بوزرز فريق الفيديو الفني، والذي حصل 105.000 مشاهدة على يوتيوب.
تابع حساب تويتر الخاص بنا (@GVEuropeCrisis) والمتعلق بمشروع التغطية الخاصة بنا للأزمة في أوربا لمتابعة التحديثات اليومية على أثر أزمة الديون السيادية اليونانية ودول أوربا الأخرى.
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة للأزمة في أوربا.
1 تعليق