انطلق صباح يوم السبت 5 يناير/ كانون الثاني، 2013 من مدينة الزويرات في الشمال الموريتاني مجموعة من عمال الجرنالية وهم العمال غير الرسميين (غير الدائمين) في مسيرة راجلة باتجاه العاصمة الموريتانية نواكشوط. سيقطع هؤلاء العمال خلال مسيرتهم هذه أكثر من 700 كم سيراً على الأقدام احتجاجا على الظلم الذي يتعرضون له وعدم وفاء الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بوعده لهم بحل مشاكلهم وإنهاء معاناتهم.
يحمل هؤلاء العمال رسالة إلى الرئيس الموريتاني تقول أن “الجرنالية” مضطهدون في بلادهم ومحرومون من الاستفادة من أي زيادة للأجور المتواضعة. كذالك تركهم لمجموعة من رجال أعمال لا يطبقون القانون.
حسب الناشط في المسيرة محمد سالم ولد القيلاني فإنهم يخططون أن يقطعوا المسافة خلال 22 يوما ليصلوا إلى القصر الرئاسي، وعند انطلاق المسيرة قام عدد كبير من المتضامنين بتوديع المشاركين فيها، معلنين عن تعاطفهم معهم، ومحذرين السلطات من تجاهلهم. كان هؤلاء العمال قد قاموا العام الماضي باحتجاجات قوية في المدن المنجمية طالبوا خلالها بتحسين أوضاعهم.
يجب التنويه أن هذه المسيرة كانت قد سبقتها تجربتين مماثلتين في موريتانيا ففي الفاتح من مارس 2012 انطلق مجموعة من النشطاء الموريتانيين في مسيرة راجلة طولها أكثر من 470 كم من أجل رفع الظلم عن مدينتهم ووصلوا القصر الرئاسي في نواكشوط. كذالك قام العام الماضي سكان مدينة المذرذرة في الجنوب الموريتاني بمسيرة طولها 50 كم من أجل تعبيد الطريق الرابط بين مدينتهم ومدينة تكند.
كتب المدون الموريتاني أحمد محمد سالم على مدونته “موريتان نت” عن هؤلاء العمال وعن مسيرتهم:
من هم هؤلاء ؟ إنهم الجرنالية كما يعرفون بالصطلح المحلي لدينا هنا في موريتانيا. ظل الجرنالية لعقود يعملون في مناجم الحديد عندما كنا نشاهدم ونحن صغار كنا نقول إنهم أبطال لأنهم يحملون الحديد لكننا وبعد أن كبرنا ومرت علي آذاننا قصصا عن المستعمر, أي مستعمر يضطهد سكان مستعمرته تذكرنا هؤلاء وتذكرنا حملهم للحديد والحجارة فهمناهم وفهمنا عملهم إنهم في مستعمرة نعم مستعمرة داخل دولة إستعمار العصر( تاشرون)مقاولة الباطن ذلك الوسيط الذي يتبع له هؤلاء في غالب الأحيان يكون شخصاواحدا أومؤسسات صغيرة موجودة داخل حقيبة وصفهم مناديب العمال ذات يوم ب(التيفاي) البائع المتجول , كيف لنا أن نتخيل العامل لدي هذه المستعمرة الصغيرة كيف لنا أن نتخيل حاله ؟؟؟؟ إنه يعيش في جحيم إنه معرض للخطر أكثر من غيره في هذه المستعمرة وحتي في هذا البلد وينتج للبلد من أحد أكبر وارداتها الإقتصادية الشركة الوطنية للصناعة والمناجم كل هذا وبراتب شهري زهيد 70 ألف أوقية أي أقل من 200أورو.
كذالك تفاعل المدون الموريتاني عبد الله محمد عبد الرحمن مع العمال وطالب بالتضامن معهم وانتقد تعامل النظام والإعلام مع قضيتهم:
المسيرة انطلقت و تحمل رسالة معبأة بكل المعاني في دولة لم تعرف أن تنصف أبنائها من العمال، و إعلام و حقوقيون لم يصلوا مرحلة من النضج يتفهموا فيها مواقف كهذه.
كلنا مطالبون بالوقوف مع هؤلاء لإستعادة حقهم و علينا أن نعمل معهم جنبا إلى جنب حتى يحققوا غاياتهم و تعود إليهم كرامتهم كعمال يحترقون و يسهرون و يتألمون ليحمل الحديد من الموانيء فيتحول دورا و سيارات و قصورا في العالم اجمع، هؤلاء الذين على اكتافهم حملوا كل عبئ…كان الله لعمال لم يتنصفهم دولتهم و لم ينصفهم إعلامهم……
كتب الناشط الموريتاني مجدي أحمد عن وضعية عمال الجرنالية في موريتانيا:
@mejdmr يعمل الجرنالية في موريتانيا بدون عقد عمل ولا ضمانات سواء كانت صحية أو اجتماعية.. كنوع من الرق!
بدوره تضامن الصحفي الموريتاني الربيع ولد إدومو مع المشاركين في المسيرة وكتب:
@rabyidoumou5 نتضامن مع مسيرة زويرات الراجلة باتجاه نواكشوط.. في بلد على راس البلدان المصدرة للحديد في العالم، “الجرنالية” يفتقدون لابسط حقوقهم المشروعة!
كذلك قام المدون والناشط الموريتاني الدده ولد الشيخ إبراهيم بمواكبة القافلة في ساعتها الأولى وكتب:
@dedda04 عاجل: وصول مسيرة العمال الراجلة إلى مدينة افديرك #موريتانيا #نحن_معكم_في_رحلة_الحقوق 780 كيلو متر من أزويرات وحتى القصر الرئاسي بالعاصمة
أيضا كتب الصحفي والناشط الموريتاني سيد أحمد باب عن المسيرة وعن عدم وفاء الرئيس الموريتاني بوعوده:
من مدينة أزويرات سيرا علي الأقدام .. لك الله من أمة منكوبة رئيسك يعد ويخلف ويتعهد ويكذب وعمالك وعاطلوك يدفعون الثمن كل يوم بفعل مرارة الظلم وكذب الرئيس
2 تعليقات