هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.
منذ بداية شهر فبراير/ شباط، احتل مئات الآلاف من البنجلاديشيين تقاطع شاه باج الكبير في قلب مدينة دكا، مطالبين بعقوبات كبيرة على مرتكبي جرائم حرم خلال تحرر البلاد من باكستان عام 1971. لكن ما بدأ كانتفاضة مدنية سلمية قد يأخذ منحنى في إدراك العامة كشيء يناقض الإسلام. [جميع الروابط بالإنجليزية والبنجالية ما لم يُذكر غير ذلك]
بينما كان يجري التحضير لهذه اللحظة منذ عقود، إلا أن الانفجار الحالي لنشاط مدني به عنصر جديد وعنصر الشباب الذي ولد من التفاؤل. فاجأت أعداد ونشاط الحشود وأسرت الجميع. كما أبلغ شيمول بشار، مراسل لقناة تلفزيونية خاصة، كتب عن احتجاجات شاه باج على فيسبوك:
أكرر أن هذه الأيام لشاه باج ستكون جزءاً من التاريخ. لا يوجد شيئ في حياتي أعظم من هذا. أمي، لا أستطيع النوم. أواصل التفكير في شاه باج. أتذكر الوجوه.
حركة اشعلها المدونون
بدأ الأمر كله عندما أطلقت شبكة المدونين والنشطاء دعوة لاحتلال تقاطع شاه باج يوم 5 من فبراير/ شباط، وطالبت بعقوبات كبيرة على زعيم حزب الجماعة الإسلامية، عبد القادر ملا، فقط بعد ساعات قليلة من حكم محكمة الجرائم الدولية في بنجلاديش عليه بالسجن المؤبد [بالعربية] على 344 جريمة قتل، واغتصاب وتعذيب ارتكبت جميعها خلال حرب الاستقلال عام 1971.
منذ ذلك الوقت، ارتفع سقف المطالب بتطبيق عقوبات كبيرة على كل مجرمي الحرب المنتظر مثولهم أمام المحكمة، وانتشرت المظاهرات عبر البلاد باسم العدالة والثأر لما يقدر بثلاثة ملايين قتيل و اغتصاب 250,000 امرأة خلال حرب الاستقلال. اشترك سياسيون محليون وجهاديون إسلاميون عارضوا انفصال بنجلاديش عن باكستان في عمليات القتل، خاصة استهداف الهندوس. ومثل الملا، تقلد عدد من المتهمين بجرائم الحرب مناصب عامة وعاشوا مفلتين من العقاب حتى عام 2010، عندما بدأت إجراءات ضدهم ووجهت محكمة جرائم الحرب تهم إليهم.
الصراع على إدراك العامة
يعتبر الوعي العام وإدراك العامة هو جبهة القتال الرئيسية لمهاجمي تظاهرات شاه باج، وقد يترتب على هذا الأمر عواقب وخيمة في مجتمع يشوبه باستمرار احتقان طائفي. في بنجلاديش، حيث 89% من السكان يدينون بالإسلام، يتم إقصاء العديد بسهولة بتهمة الكفر والإلحاد.
نشر مؤيدو الجماعة الإسلامية منشورات عبر البلاد تقول أن المدونين الذين أطلقوا مظاهرات شاه باج يزدرون الأديان (ملحدون)، وطالبوا حتى “بالحكم بالإعدام على المدونين الملحدين“. على الأقل دعمت ثلاث صحف معارضة قيادية هذه المزاعم مع تحريض ضد متظاهري شاه باج وأفراد مدونين.
مدون واحد في طليعة تظاهرات شاه باج، أحمد رجب حيدر، قُتل خارج منزله في دكا يوم 15 من فبراير/ شباط. يكتب أحمد لعدة سنوات عن جرائم الحرب والتعصب الإسلامي في بنجلاديش تحت اسم مستعار (المحارب أو المخلب).
كتب المدون حسيب:
واضح لماذا تم قتل (المحارب). كان ملحد متفتح. الهدف الرئيسي للجماعة الإسلامية شق الصف بين المدونين مستخدمين الدين. نجحوا حتى الآن.
كتب المدون نير شاندهاني عن انتشار الزعر بعد اغتيال رجب عند انتشار مدونة مزيفة مليئة بازدراء الأديان ونُسبت للمدون حتى مع أنها أُنشئت بعد وفاته. تم تحميل محتوى المدونة، وطبعه ونشره وتوزيعه للحث على الكراهية ضد المدونين في شاه باح. أطلقت الجماعة الإسلامية وأنصارها التظاهرات في أنحاء البلاد يوم 22 من فبراير/ شباط ضد “المدونين الملحدين” وقُتل أربعة في اشتباكات مع الشرطة.
في هذه الأثناء، تميل الحكومة البنجلاديشية إلى تظاهرات شاه باج حيث أن الجماعة الإسلامية تعد خصماً سياسياً يرغب في تطبيق الشريعة الإسلامية.
مع استمرار المظاهرات وشدتها، تم اختبار تصميم الشباب بمزاعم وتهديدات ضدهم. ويظن المواطنون في بنجلاديش الأقل دراية بالإنترنت أن المدونات يجب أن تحتوي على أشياء ضد الإسلام.
صدر يوم 28 من فبراير/ شباط حكماً بالإعدام على القيادي الإسلامي ديلاور حسين سيد [بالعربية]، مما أسعد المتظاهرين في تقاطع شاه باج، وأدى أيضاً إلى اشتباكات مميته بين الإسلاميين والشرطة في دكا ومناطق أخرى من البلاد. قالت الجماعة الإسلامية أنها ستنتقم من خلال الدعوة إلى إضراب عام في بنجلاديش لمدة 48 ساعة بدءاً من الأحد 3 من مارس/ آذار.
يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.