اليوم مر عام منذ أن تم اعتقال وسجن باسل خرطبيل في دمشق حيث بَقِيَ هناك إلى وقتنا هذا. باسل مطور ويب في مجال تكنولوجيا البرمجيات مفتوحة المصدر، معروف بين وسائط مبرمجي التكنولوجيا المفتوحة بـباسل الصفدي. عمل باسل البالغ من العمر 31 عاما قائدا لمشروع المشاع الإبداعي داخل سوريا، كما ساهم في عدة مشاريع للبرمجة مفتوحة المصدر من بينها موزيلا فايرفوكس وفابريكاتورز.
لم تكن لدى عائلة باسل أي معلومات عن مكانه لشهور. وفي يوليو / تموز 2012 علموا أنه معتقل في قاعدة استخبارات عسكرية بكفر سوسة في دمشق. وحتى وقت قريب لم يتوفر مزيد من المعلومات عن قضيته. وتدور شائعات عن تعذيبه، هتك عرضه، وأشكال أخرى من الانتهاك تثير مخاوف حول مصيره لدى أسرته.
عندما ذاع خبر سجن باسل، بعض رعاة المشاع الإبداعي أطلقوا حملة وموقع ويب #الحرية لباسل وأصبح هذا الموقع منبرا مهما للدفاع عن باسل ومشاركة المعلومات عن قضيته. عمل كل من هيومن رايتس ووتش، منظمة العفو الدولية، الأصوات العالمية، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان ومواقع الشبكة العنكبوتية حول العالم على تسليط الضوء على قضية باسل والمطالبة بإطلاق سراحه.
في نوفمبر / تشرين الثاني، اعتبرت مجلة فورين بوليسي باسل واحدا من أهم مئة مفكر على مستوى العالم، وصنعت حول قضيته هالة من الاهتمام الإعلامي العالمي. ومنذ ذلك الحين تم نقل باسل لسجن مدني في ضواحي دمشق.
صرح أسامة الرفاعي – أحد أقارب باسل – لجريدة تورونتو ستار الكندية أن هيئة فورين بوليسي كان لها دور حاسم في الحفاظ على حياة باسل وتسهيل ترحيله. “لقد كان يُعذب يوميا، لكن كل ذلك قد توقف بعد موقف فورين بوليسي”.
ومنذ ذلك الوقت حصل باسل على حقوق الزيارة وأصبح قادرا على رؤية أسرته. أفراد عائلته يقولون أن صحته البدنية والنفسية في تدهور بسبب احتجازه.
وكان لعمل باسل تأثير قوي في مجتمعات العاملين بالتكنولوجيا مفتوحة المصدر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قال محمد نجم @MoNajem – صديق باسل من بيروت – لدفاع الأصوات العالمية، “المجتمع العربي يفتقد مساهمات باسل. إنه يلهمنا يوميا بآرائه وجهوده من أجل إنترنت مفتوح”.
وكقائد المشاع الإبداعي في سوريا، أنشأ باسل أيضا العديد من العلاقات القوية مع أعضاء الدفاع والمبتكرين في أجزاء أخرى من العالم. جوي إيتو، رئيس مجلس إدارة المشاع الإبداعي السابق ومدير المعمل الإعلامي لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي عمل بالقرب من باسل قبل اعتقاله قال معلقا على الدور الذي يقوم به باسل بوصفه “سفيرا” للثقافة:
Bassel is a dear friend. He has been a tremendously important contributor to Mozilla and Creative Commons. His work to increase access to knowledge and technology in his country is a testament to his love for Syria. He was also a great promoter of Syrian culture. He introduced me to the arts and artists of Syria — this is how I fell in love with Syria.
“باسل صديق عزيز وكان مساهما مهما جدا في موزيلا والمشاع الإبداعي. عمله على تعزيز وزيادة القدرة على الحصول على المعلومات وتطوير التكنولوجيا في سوريا يعد شاهدا قويا على حبه لبلده. ولقد كان باسل داعيا كبيرا للحضارة السورية. لقد عرفني بالفنون السورية والفنانين السوريين، وهكذا أحببت سوريا”.
قالت دوناتيلا ديلا راتا – المنسقة الإقليمية للعالم العربي – لدفاع الأصوات العالمية:
[Bassel] is highly missed in our communities, though not only because of his valuable contribution to openness and sharing. He is a generous person who knows what community work and collaboration mean. I personally miss him as a dear friend and somebody who has always been there to solve problems and help others.
“نفتقد باسل بشدة في أوساط المشاع، ليس فقط بسبب جهوده المهمة من أجل الانفتاح والتبادل الثقافي بل لأنه شخص كريم ويعلم طبيعة العمل الجماعي ومعنى التعاون. أنا شخصيا أفتقده كصديق مقرّب وكشخص كان يتواجد دائما لحل المشكلات ومساعدة الآخرين”
وأشارت تعليقات عديدة لأصدقاء وزملاء آخرين إلى التزام باسل الصارم بمشاركة المعرفة والثقافة وتطوير التقنيات التي تتيح هذا النوع من تبادل المعلومات. أعلنت حديثا منظمة” مؤشر على الرقابة” Index on Censorship عن تصدر اسم باسل على قائمة المرشحين لجوائز الحرية الرقمية، التي تقدمها المنظمة الأسبوع المقبل.
في افتتاحية حديثة لجريدة وول ستريت، أوضح أحد مؤسسي المشاع الإبداعي ونجوم الإنترنت الحر “لورنس ليسيج” Lawrence Lessig التهديد الذي يمثله باسل للحكومة السورية:
Mr. Khartabil isn't a partisan, aligned with one Syrian faction against another. He represents a future, aligned against a totalitarian past….The government wants to shut the free-software, free-culture movement down, in a way that only a totalitarian regime can. Syria won't win this battle in the long term….It, too, will learn that the future cannot be stopped, even if the men and women leading it can be silenced.
السيد خرطبيل ليس حزبيا منحازا لأحد الفصائل السورية ضد أخرى إنما هو يمثل المستقبل ضد ماضٍ دكتاتوري. تسعى الحكومة للقضاء على البرمجيات الحرة وحركة التحرر الثقافي بشكل لا يمكن فعله إلا من نظام شمولي. لن تنتصر الحكومة السورية في هذه المعركة طويلا وسوف تدرك أيضا أن المستقبل لا يمكن منع قدومه حتى لو تم إسكات صوت قادته رجالا أو نساء.
يناشد دفاع الأصوات العالمية القراء أن يدعموا حملة الحرية لباسل #freebassel بزيارة الموقع، وبالتغريد عن قضية باسل على تويتر (#freebassel) أو حضور ندوة عنه.
شكرا لـناصر ودادي لمساهمته في عمل بحوث وتقارير من أجل كتابة هذا المقال.
آخر تغطيات الأصوات العالمية لقضية باسل خرطبيل:
#FastforBassel: Campaign Launched for Syrian Netizen Facing Military Trial
#FreeBassel: Netizen Under Serious Threat
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصّة لثورة سوريا.