- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

قُتلت بروين رحمن، وفقدت أكبر عشوائيّة باكستانيّة “مَلاكها”

التصنيفات: جنوب آسيا, باكستان, النساء والنوع, تطوير, حروب ونزاعات, حرية التعبير, حقوق الإنسان, سياسة, صحافة المواطن

اغتيلت بروين رحمن، أشهر عاملة اجتماعيّة في باكستان، واغتالها مسلحون مجهولون [1] [معظم الروابط بالإنجليزيّة]، وحدث ذلك مع تزايد العنف العرقيّ والطائفيّ والإجراميّ [2] في مدينة كراتشي. قُتلت بروين التي ناهز عمرها 56 عامًا على حدود أورانجي في 13 من مارس/ آذار 2013، وكانت قد عملت في مشروع تنمية أورانجي [3] (بالإنجليزيّة: Orangi Pilot Project)، الذي يعمل على مساعدة المجتمعات الفقيرة، ويُعدّ المشروع أحد أكثر المنظّمات غير الحكوميّة الناجحة في باكستان.

تُعتبر أورانجي أكبر عشوائيّات آسيا حجمًا [4]، ويسكن فيها ما يقارب مليون من سكّان مدينة كراتشي. عملت المعماريّة بروين دون توقف لتوثيق العقارات في العشوائيّة التي لا تتوقف عن النمو، وكذلك كانت تعمل في مناطق أخرى في كراتشي، وذلك لحماية هذه المناطق من مافيا العقارات في المدينة [5]، الذين كانوا يهددونها بالقتل منذ سنوات [6].

بروين رحمن. الصورة من مستخدم تويتر Alexpressed [7]

“بروين رحمن في مكتبها في أورانجي. غيّر عملها حياة نصف مليون شخصٍ. فقدت عشوائيّة أورانجي إحدى أمّهاتها” الصورة من مستخدم تويتر @Alexpressed

في مدونة آلكس برسد [8]، “يوميات باكستانيّ مهموم”، كتب علي ناطق:

Most people know her as the Director of the Orangi Pilot Project but she was more than a mere NGO Director. She and her organisation have left footprints across a wide area of Karachi and have influenced several thousand lives. It will not be unfair to say that she influenced the lives of half a million people or half the population of Orangi in one way or the other. Karachi’s slums and katchi abadis have lost a mother figure.

أغلب الناس يعرفون أنّها مديرة مشروع تنمية أورانجي، لكن كانت أكثر من مجرّد مديرة منظّمة غير حكوميّة. تركا هي ومنظّمتها أثرهما في مناطق كراتشي وأثّرا على حياة الآلاف من الناس. ربّما أثّرت على حياة نصف مليون شخص أو نصف سكّان أورانجي. فقد فقدت عشوائيّات كراتشي أمًّا من أمّهاتها.

من آثار المشروع الناجحة، مشروع الصرف الصحيّ الأكثر نجاحًا في العالم [9]. منذ إنشاء المشروع في عام 1980، ساعد المشروع مليوني شخص [3] في تحسين نظافتهم بتركيب أنابيب المجاري تحت الأرض وتركيب المراحيض الداخليّة في باكستان [10].

يقول ستيف انسكيب، مذيع برنامج Morning Edition على إذاعة NPR الأمريكيّة ومؤلّف كتاب “المدينة العاجلة: الحياة والموت في كراتشي [11]“، الذي يحتوي على مقابلة مع بروين [12]، يقول متذكّرًا على تويتر:

 @NPRInskeep [13]: Outsiders would get a little tense just visiting Orangi, the vast gang-infested zone of Karachi where Rahman cheerfully worked each day.

 @NPRInskeep [13]: الأجانب يشعرون بالقلق بمجّرد زيارة أورانجي، تلك المنطقة المليئة بالعصابات في كراتشي، إلا أن رحمن عملت فيها كلّ يوم بسعادة.

العنف في كراتشي

في اليوم نفسه الذي قُتلت فيها بروين، قُتلوا سبعة أشخاص آخرون في حوادث مماثلة [14] في المدينة. وشعر مستخدمو تويتر الباكستانيون بالأسى الشديد لفقدانهم بروين رحمن. وكتب مدير هيومن رايتس ووتش في باكستان، علي ديان حسن [15] في 14 من مارس/ آذار 2013:

@AliDayan (Ali Dayan Hasan) [16]: Slowly but surely, everyone and everything good in our country is being targeted and killed.#ParveenRehman [17] #Pakistan [18]

@AliDayan (علي ديان حسن) [16]: كل شخص وكل شيء جيد في بلدنا سيتم استهدافه والقضاء عليه مؤكدا ولو ببطء.#ParveenRehman [17] #Pakistan [18]

آخرون كالصحافيين بينه سروار، ومحمد حنيف، وسيريل آلميدا، كتبوا كذلك:

@beenasarwar (beena sarwar) [19]: #ParveenRehman [17] RT @mohammedhanif [20]: this is the saddest thing. And we thought we have seen too much sadness. Can't even muster up anger

@beenasarwar (بينه سروار) [19]:  # ParveenRehman [17] RT @mohammedhanif [20]: هذا يثير الحزن الشديد. وكنّا نعتقد أننا رأينا الحزن كلّه. لا أقدر أن أعبّر عن الغضب من كثرة الحزن.

@cyalm (cyril almeida) [21]: A selfish thought tonight: am sick at the thought of the growing number of ppl in my phone book who have been cut down. Too much death.

@cyalm (سيريل آلميدا) [21]: فكرة أنانيّة الليلة: أشعر بالألم من كثرة معارفي الذين قُتلوا. قد تفشّى القتل.

@BhopalHouse (Faiza S Khan) [22]: I realise, I've known for some time, that no depths to which Pak won't sink. Grateful that I still feel heartbroken. Soon that too will end.

@BhopalHouse (فايزة س خان) [22]: تصورت في وقت أن باكستان لم يفتها منزلق لم تسقط به. الحمد لله أنني لازلت قادرا على الشعور بالحزن، فذلك أيضا سوف ينتهي قريبا.

@AmSayeed (Amima Sayeed) [23]: the negative propaganda against NGOs has led to this: #ParveenRehman [17] shot dead. It is the blind hatred that does'nt see contributions!!

@AmSayeed (أميمة سعيد) [23]: الدعاية ضد المنظّمات غير الحكوميّة أدّت إلى هذا: قُتلت بروين رحمن #ParveenRehman [17]. إنّها الكراهية العمياء التي تعجز عن رؤية أي إسهامات!!

إهداء للعاملة الاجتماعيّة بروين رحمن التي قتلها إرهابيّون في كراتشي، صورة أيوب. حقوق النسخ والنشر لـ Demotix 14/3/2013. [24]

إهداء للعاملة الاجتماعيّة بروين رحمن التي قتلها إرهابيّون في كراتشي، صورة أيوب. حقوق النسخ والنشر لـ Demotix 14/3/2013

معركة بروين ضد مافيا العقارات في كراتشي

قبل أن تشترك بروين في مشروع تنمية أورانجي في عام 1982، عملت مهندسةً معماريّةً. واستمرّت في التدريس في كلّيّات الهندسة المعماريّة خلال السنوات لتخرّج معماريين مسؤولين اجتماعيًا في البلاد. قضت بروين سنوات في توثيق العقارات في أطراف مدينة كراتشي. يقول بعض طلّابها [25] وزملائها أنّها تلقّت تهديدات من المافيا التي تعمل بالاستيلاء على الأراضي الثمينة في المدينة [6]:

Ms Rehman was an ardent compiler of the record of precious lands, which were on the fringes of the city in shape of villages but were speedily vanishing into its vastness because of ever-increasing demand by thousands of families who were shifting to Karachi every year from across the country. She said on record that around 1,500 goths (villages) had been merged into the city since 15 years. Land-grabbers subdivided them into plots and earned billions by their sale.

السيدة رحمن كانت توثّق بحماس الأراضي والعقارات الثمينة، التي كانت قرى عند أطراف المدينة لكنها كانت تختفي بسرعة بسبب نمو المدينة بانتقال الآلاف من العائلات من الريف إلى كراتشي. وقالت أن ما يقارب ألف وخمسمئة قرية اندمجت مع المدينة خلال 15 سنة. والذين يستولون على تلك الأراضي يقسّمونها قطعًا صغيرة ويكسبون المليارات ببيعها.

غرّد فهد ديسمكه عن مقابلته [26] مع بروين رحمن التي فيها تحدثت عن التهديدات الموجهة لها من مافيا العقارات في كراتشي [27]:

@desmukh (Fahad Desmukh) [28]: Parveen Rehman: “We said all that you can do is kill us. What else can you do? We're not afraid of you” #LandMafia [29]

@desmukh (فهد ديسمكه) [28]: بروين رحمن: “قُلنا أن كلّ ما يمكنكم فعله قَتلنا. لا يمكنكم فعل شيءٍ غير ذلك. لا نخشاكم.” #LandMafia #مافيا_العقارات [29]

كتبت SesapZai [30] وهي فنّانة من باكستان على مدوّنتها:

It almost seems to me that people in Pakistan do not want to develop; development is a looming monster that becomes a huge threat as soon as someone tries to push it forward. And rather than supporting and encouraging such brave humanitarians — like Parveen Rehman — who’d dedicated as well as put their lives on the line, to help the poorest in the region live better lives, they are instead murdered. And with them, all hopes and dreams for a better, more economically sufficient future, wither away too.

يبدو وكأن الناس في باكستان لا تريد التنمية؛ فالتنمية وحشٌ يخيفنا ويهددنا كلّما حاول شخص دفعه إلى الأمام. ويمكننا تشجيع ومساعدة هؤلاء الشجعان — مثل بروين رحمن — الذين بذلوا حياتهم لمساعدة أفقر الفقراء في البلاد، لكن بدلاً من ذلك يُقتلون. ويُقتل معهم كلّ الأحلام والآمال لمستقبل أفضل اقتصاديًّا.