أحمد بن جدو: التدوين من أجل التغيير في موريتانيا

مناضل إبن مناضل. والده قضى قبل أن يتعرّف عليه، مخلفّا وراءه أرملة وأطفال تعهدوا أن يكملوا النضال من بعده. هو أيضاً مدوّن غزير الإنتاج، بحيث أصبح صوت بلاده في منصات عدة بما فيها الأصوات العالمية باللغة العربية وشباب الشرق الأوسط وجدلية على سبيل المثال لا الحصر.

هذا دون أن ننسى أن لديه مدونته الخاصة وحساب على موقع تويتر حيث يكتب عن بلده موريتانيا وعن مشاكلها. مؤخراً، اختيرت مدونته أفضل مدوّنة باللغة العربية عبر التصويت الشعبي في مسابقة البوبز (أفضل المدونات) التي تنظمها سنوياً دويتشه فيله الألمانية.

إننا نتحدث عن أحمد بن جدو من موريتانيا. تعرّفوا عليه عن كثب عبر هذا الحوار الذي أجريناه معه قبل أيام قليلة من صدور نتائج البوبز.

 

أحمد أيام كان طفل. الصورة من حساب فيسبوك الخاص به.

أحمد أيام كان طفل. الصورة من حساب فيسبوك الخاص به.

 الأصوات العالمية: أحمد، هل لكّ أن تعرّف نفسك إلى قرائنا؟

أحمد: أنا مدون وناشط موريتاني اكتب من اجل دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المساواة والموطنة واحترام حقوق الإنسان
معارض للنظام العسكري  في بلدي واكره العنصرية والعبودية وكل أشكل استغلال الإنسان لأخوه الإنسان من مواليد مدينة بوتلميت التي تبعد عن العاصمة الموريتانية نواكشوط 150 كلم .

بدأت التدوين في عام 2006 من خلال منصة مكتوب من خلال مدونتي التي تحمل اسم (ياعرب)ثم انتقلت لاحقا إلى منصة البلوجر وذلك مع بداية الربيع العربي حيث فتحت مدونة تحمل اسمي .وقد قررت التدوين بعد أن  تخمرت في دهني  فكرة انه بالتدوين والكتابة وخلق ضجيج على الإنترنت يمكنني ان أساهم في عملية التوعية في بلدي وأن أساعد في فضح النظام العسكري الذي يحكم موريتانيا مند 1978. كذلك لإعجابي بالحركة التدوينية المصرية  .لكن مع تفاعل رواد الإنترنت من خارج موريتانيا  مع نشاطي التدوين بدأت طموحاتي تتوسع حيث أصبحت أسعى إلى التعريف ببلدي ونقل صوت شعبي إلى عالم أكبر .

 

 الأصوات العالمية: كيف بدأ مشوارك مع الأصوات العالمية؟

أحمد: كان انضمامي للأصوات العالمية نقلة نوعية في مشواري التدويني وأظن انه كذلك في مشوار التدوين الموريتاني .فالأصوات العالمية ساعدتني في تحقيق أحد أحلامي وهو التعريف بموريتانيا على الإنترنت حيث أصبحت اكتب عن الأحداث الجارية في بلدي وأسوق ما يكتب المدونين الموريتانيين ليتم ترجمته إلى كل لغات العالم وهو ما جعل أصوات جديدة تتعرف على بلدي المجهول للعالم .كذلك ساعدتني في ربط علاقات مع نشطاء مهمين عبر العالم كان أغلبهم لا يعرف شيء عن موريتانيا وأصبحوا لديهم معلومات عنها وساعدوني في التعريف بها ونقل صوت شعبها المحتج إلى كل بقاع الأرض.

وهذا هو دور الأصوات العالمية وهو إعطاء الفرصة للشعوب التي تقع خارج نطاق التغطية من أجل أن تحكي قصصها وتتشارك مع العالم تجاربها ومعاناتها.

فقبل انضمامي للأصوات العالمية كان للاقتباسات التي يقوم بأخذها بعض كتابها من مدونتي دور مهم في الترويج لها حتى أخدتها الجزيرة الانجليزية مصدرا وكذلك ذكرتها الجارديان ؟

أحمد في قمة الأصوات العالمية التي جرت العام الماضي (2012) في العاصمة الكينية، نيروبي.

أحمد في قمة الأصوات العالمية التي جرت العام الماضي (2012) في العاصمة الكينية، نيروبي.

 

الأصوات العالمية: ماذا يعني التدوين لأحمد؟

أحمد: التدوين بالنسبة هو الوسيط الذي أستطيع من خلاله أن انقل صوت الإنسان الموريتاني إلى العالم واحكي قصة شعبنا وأودي دوري في مشروع التغيير في بلدي .وهو الهواية الأقرب إلى قلبي فقد اصبح جزء من وجداني ومن تفاصيل شخصيتي وحياتي وهو أفضل طريقة للنشر تلائم طريقة تفكيري فأنا ضد كل أنواع الرقابة .

الأصوات العالمية: عدا التدوين، ما هي منصات التواصل الاجتماعي التي تنشط عليها أيضاً؟

أحمد: أنا أنشط على مواقع فيسبوك وتويتر وبنسبة أقل على جوجل + .

فموقع فيسبوك يساعدني في نشر ما اكتب على مدونتي إلى جمهور أكبر خاصة الموريتانيين كذلك يساعدني أنا وبقية النشطاء المطالبين بالديمقراطية في الحشد لوقفاتنا الاحتجاجية التي ننظم فمن خلاله عبئنا لأول خروج للشباب الموريتاني للمطالبة بالدولة المدنية وذلك في 25 فبراير 2011 وما زلنا نحشد به . أما تويتر فيساعدني في نقل احتجاجاتنا إلى عالم أكبر وربط الصلات بنشطاء من بقية البلدان .

أحمد في إحدى التظاهرات في نواكشوط

أحمد في إحدى التظاهرات في نواكشوط

 الأصوات العالمية: كيف تتعاطى السلطات الموريتانية مع المدونين و الناشطين الإلكترونيين؟

أحمد: يتعرض المدونون في موريتانيا وحتى الصحفيون لشتى انواع المضايقات فالشرطة حين تقمع المتظاهرات لا تفرق بين الصحفي والمدون والمحتج وتعتقل الجميع وتنكل به . صحيح أنه لا يوجد مدونون في السجون لكن كل حين يتم توقيف احدهم اثناء تغطيته لحدث ما .

لكن السلطات الموريتانية تحاول دائما قرصنة حسابات النشطاء وكذلك تتعمد إبطاء الإنترنت في موريتانيا بحيث يصعب على الناشط تحميل الفيديو أو حتى ولوج مواقع التواصل الاجتماعي.

 الأصوات العالمية: لقد تم توقيفك شخصياً منذ فترة غير بعيدة. ماذا تخبرنا عن هذه الحادثة؟

أحمد: سبق وتم توقفي مرتين أثناء الاحتجاجات التي ينظم الشباب الموريتاني والتي تعرف بانتفاضة 25 فبراير .فأول توقيف كان في 25 إبريل 2011 حيث كنت أصور قسم الشرطة بعد ان تم اعتقال مجموعة من النشطاء من أصدقائي والمرة الثانية كان يوم11 فبراير 2012 وذلك أثناء مسيرة تطالب برحيل النظام العسكري.لكن تم توقيفي مرة أخرى ولكن ليس في احتجاج ولا بسبب التدوين لكن في حظر تجول غير معلن وغير قانوني حيث رفضت الانصياع له وكتبت عنه على مدونتي وحاولت مع بعض النشطاء أن نخلق حالة من الرفض لحالة الطوارئ التي تقوم بها السلطات في سرية وهو خرق للقانون.

  الأصوات العالمية: مع أن كتاباتك غالباً ما تتمحور حول الشؤون الموريتانية، لكن نلاحظ أنك بين الحين والآخر تتطرّق إلى ما يجري في دولٍ أخرى. لماذا؟

أحمد: صحيح انني موريتاني واكتب غالبا عن واقع بلدي لكن في النهاية انا مواطن عالمي وإنسان يشعر بآلام الآخرين والظلم الذي يتعرضون له وتعجني نضالات كل الشعوب وتجعلني أتفاعل معها واكتب عنها . فأنا كل محتج في العالم يمثلني وكل طالب حق هو اخي وتوأم فكري.

فثورة البحرين ثورتي وكذاك ثورة مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن والمغرب وأنتظر بفارغ الصبر إنتفاضات في بقية بقاع الأرض الملطخة بالدكتاتورية والظلم واعتبر أن الكتابة عن الاخرين واجب فقيم الإنسانية تملي علي ذالك.فأنأ اعيش من اجل حرية الإنسان والفكر .

الأصوات العالمية: على الرغم من ضعف انتشار الإنترنت في موريتانيا، إلا أن حضور بلدك على الشبكة العنكبوتية أمرُ  ملحوظ. أكبر دليل على ذلك ترشيحك أنت وإبن بلدك ناصر ودادي لجوائز البوبز ناهيك عن قيام ناصر بإلقاء خطاب أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما ممثلاً المسلمين في الولايات المتحدة إثر تفجيرات بوسطن. كيف تفسر ذلك؟

أحمد: اعتقد ان ترشيحي انا لجوائز البوبز لهدا العام هو إفراز من إفرازات النشاط الذي بدأ به المدونين الموريتانيين على الانترنت وعملهم المكثف والمستمر ومحاولتهم التواصل ونقل أصواتهم للعالم رغم ضعف الوسائل وعدم انتشار الانترنت بالشكل المطلوب.كذلك ارى اني انضمامي للأصوات العالمية نقل مدونتي لعالم اوسع وعرف بها مجتمع أكبر وهو ما ساعد مدونتي في دخول المنافسة .أيضا كوني جزء من الحراك في موريتانيا والعالم العربي وأحد أصواته وأن مدونتي احدى منابره قد يكون عامل أخر.
اما بخصوص ناصر ودادي فهو شخص استثنائي في كل شيء فلغاته الخمس التي يتحدث وعلاقاته التي صنع طوال سنين ونشاطه المتميز على الشبكة ووقته وجهده الذي يبذل من اجل الدفاع عن الحريات والمظلومين. تجعل وقوفه امام اوباما والحديث باسم المسلمين في أمريكا وترشيحه للبوبز أمر طبيعي وغير مستغرب و ما وصل إليه هو مجهود فردي.فناصر معروف لدي الكثيرين من الذين لا يعرفون أين تقع موريتانيا ولا أي شعب يسكنها .

الأصوات العالمية: أخيراً، لنفترض أنك تغرد على تويتر وأنه عليك ب 140 حرف فقط أن تطلع قرّاء الأصوات العالمية عن بلدك مستخدماً وسم #موريتانيا. ماذا كنت لتقول؟

أحمد: #موريتانيا بلد غني بالموارد قليل السكان متعدد الأعراق.تجري فيه أحداث صراع سرميدي بين المواطنين الحالمين بالديمقراطية والنظام العسكري الفاسد!

جميع الصور في هذا المقال مأخوذة من حساب أحمد على فيسبوك ومنشورة بإذن منه.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.