- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

تنازل ملكي عن العرش في هولندا، وبلجيكا، هل ستكون إسبانيا التالية؟

التصنيفات: أوروبا الغربية, إسبانيا, بلجيكا, تاريخ, سياسة, صحافة المواطن

“سأفشل حتما في القيام بواجباتي ومهامي الملكية على أكمل وجه اذا ما حرصتُ على الاستمرار في أداءها مهما كان الثمن، حتى لو لم أعد أصلح للمنصب”

بهذه الكلمات [1]، أعلن الملك ألبير الثاني [2]، ملك بلجيكا، يوم الثلاثاء 3 يوليو/ تموز 2013 عن نيته في التنازل عن العرش – وهو ما فعلته ملكة هولندا بياتريس أيضا [3] في أبريل/ نيسان الماضي – لصالح نجله الأمير فيليب [4](53 عاما)، وبرر الملك قراره بتقدمه في السن ومشاكله الصحية. وسيبلغ الملك ألبير 80 عاماً في 2014 وهو سنٌ كما ذكر في خطابه [1] “لم يبلغه أسلافي وهم على رأس وظائفهم”، كما خضع الملك لعدة عمليات جراحية [5]، من ضمنها عملية لتوسيع الشرايين التاجية في أبريل/ نيسان 2004.

 

صورة التقطت للملك ألبير وزوجته الملكة باولا أثناء عطلتهما الصيفية. المصدر: Cotilleando forume [6]

صورة التقطت للملك ألبير وزوجته الملكة باولا أثناء عطلتهما الصيفية. المصدر: Cotilleando forume

لكن خلفيات قرار التنازل معروفة للجميع، فالملكية البلجيكية أرهقتها الفضائح مما جعلها بحاجة مّاسة إلى تحديث عاجل. وكانت دلفين بويل، الابنة غير الشرعية للملك ألبير الثاني، رفعت دعوى قضائية [7] في 17 يونيو/ حزيران الماضي في محكمة بروكسل تطالب فيها بإخضاع الملك لاختبار أبوة لإثبات نسبها الملكي، مما أعاد إلى الأذهان قضيتها التي تعاملت معه الأسرة المالكة بأسلوب اعتبره الكثيرون “رجعي عفا عليه الزمن [8]“. لم ينسى البلجيكيون أيضاً فضيحة الأمير لوران، الابن الأصغر للملك ألبير الثاني، الذي تورط في 2007 بـقضية فساد [9]، واتهم باختلاس أموال البحرية البلجيكية، وأنفق جزء منها في تأثيث منزله الجديد. كما قام في 2011 برحلة غير مصرّح بها [10] لجمهورية الكونغو مما تسبب في شطبه من قائمة التشريفات الملكية.

لكن ما بدا أنه القشة الأخيرة كانت فضيحة الضرائب التي تورطت فيها فابيولا، أرملة شقيق الملك. فابيولا [11] التي تنحدر من أصل إسباني، هي أرملة الملك بودوان الأول [12]، شقيق الملك ألبير وسلفه في العرش، والذي توفي بشكل مفاجئ في 1993. الملكة الأرملة فابيولا أنشأت مؤسسة خاصة تهدف من خلالها إلى ضمان حصول ورثتها على 70% من ممتلكاتها بعد وفاتها، وبهذا القرار حاولت تجنب تأدية الضرائب على هذه الأموال. مما دفع الحكومة البلجيكية إلى تخفيض ميزانية المؤسسة الملكية [13] وإجبار جميع أعضاءها على دفع الضرائب.

 

[14]

على اليسار، الأمير لوران مع ابنه. وعلى اليمين، الملكة الأرملة فابيولا. المصدر: The Royalty Chronicles [14]Noblesse et Royautés [15].

النظام الملكي البلجيكي يعدّ واحداً من قلة من الأنظمة التي لا تزال تواجه مشاكل توحيد في بلد جديد نسبياً (أقل من 200 سنة) حيث يزداد الاحتقان بين المجموعات العرقية التي تشكّل الأغلبية في بلجيكا، الفلامنك [16] والوالون [17] يوماً بعد يوم، بسبب تطلعات الفلامنك للاستقلال عن بلجيكا. في ظل هذه الظروف، تثار شكوك حول الأمير فيليب وقدراته القيادية. في 28 سبتمبر/ أيلول 2012، أجرت صحيفة لوسوار البلجيكية حواراً مع مارتين بوكسنت [18]، صحافي ومؤلف كتاب “بلجيكا، ملك بدون بلاد”. حين سئل عما إذا كان الأمير فيليب مستعداً ليصبح ملك البلاد، أجاب:

(…) (…) the almost forty political, economic, cultural and diplomatic responsibles I've talked to [have] great doubts about Philippe's leadership skills to assume Albert's succession in the short term. (…) We have to be clear: no, he is not ready!

(…) التقيت تقريباً أربعين شخصية سياسية، واقتصادية، وثقافية، ودبلوماسية، كلهم لديهم شكوك قوية حول قدرات فيليب القيادية لتولي العرش على المدى القصير. (…) يجب أن نكون واضحين: لا، هو ليس مستعداً !

أو كما قالت Everett Rummage [19] في تويتر:

[20]

فيليب وماتيلدا، ملك وملكة بلجيكا المستقبليين، مع ابنتهما الكبرى اليزابيث. مصدر الصورة: blog Royalty Online

 

@EverettRummage [21]: لا أحد أعرفه في بلجيكا فكّر بالملك كثيراً، لكنهم أجمعوا على أن ابنه أحمق.

ومن فرنسا، شاركت Marjorie [22] بفكرتها الثورية قائلة:

@MarjorieMarje [23]:

je comprends pas la Belgique, moi mon Roi on le décapite !

@MarjorieMarje [23]: لا أفهم ما يحدث بلجيكا، يجب قطع رأس الملك !

في إسبانيا، أطلق تنازل اثنين من ملوك أوروبا عن العرش العنان لتكهنات حول ما اذا كان الملك خوان كارلوس سيقدم على التنازل عن العرش لابنه فيليب

Adrián Vidales [24] و Otis B. Driftwood [25] أشارا الى أوجه التشابه بالقول:

 

@AdriVidales [26]: Parece que el rey de Bélgica va a abdicar por delitos fiscales de parientes y líos de faldas. Se me hace difícil no hacer comparaciones…

@AdriVidales [26]: يبدو أن ملك بلجيكا سيتنازل عن العرش بسبب جرائم التهرب من الضرائب التي تورط بها أقاربه و”متاعب النساء”. يصعب عليّ نوعاً ما ألا أعقد المقارنات بين بلجيكا واسبانيا ….

@obdriftwood [27]: El rey abdica por un escándalo financiero y otro de adulterio. El de Bélgica, no salten antes de tiempo.

@obdriftwood [27]: الملك يتخلى عن العرش بسبب فضيحة مالية، وأخرى تتعلق بعلاقة غير شرعية. أقصد ملك بلجيكا طبعا، لا تتسرع بالقفز من الفرح.

Gerard Sygranyes [28]: تخيل هذه المحادثة في قصر زارزويلا

@GSugranyes [29]:-Papá, papá, el rey de Bél…
-POR QUÉ NO TE CALLAS??

“El rei de Bèlgica abdicarà el 21 juliol”: http://ara.cat/_38923284 [30] [cat]

@GSugranyes [29]: بابا، بابا .. ملك بلجيـ…
– لمَ لا تخرس؟!!

“ملك بلجيكا سيتنازل عن العرش في 21 يوليو http://ara.cat/_38923284  [30]

Morenatti [31] مستخدم آخر على تويتر قال:

@MiguelMorenatti [32]: El rey de Bélgica abdicará hoy, mientras el rey de España sigue pensando que abdicar es una empresa de alquiler de coches.

@MiguelMorenatti [32]: ملك بلجيكا سيتنازل عن العرش اليوم، بينما ملك إسبانيا لا زال يعتقد أن “التنازل عن العرش” يعني شركة لتأجير السيارات. [ملاحظة: كلمة (abdicate) الانجليزية تعني (abdicar) بالإسبانية].

تغريدة Albert Cuesta [33] أظهرت حالة من نفاذ الصبر يبدو أنه مشترك بين غالبية الاسبان:

@albertcuesta [34]: – El rey abdica en favor de su hijo Felipe
– ¡Ya era hora!
– No, el de aquí no. El de Bélgica
– Ah

@albertcuesta [34]: – الملك تنازل عن العرش لابنه فيليب
– حان الوقت لذلك
– لا، ليس الملك هنا. بل الملك في بلجيكا
– آها

يعتقد آخرون أن التغيير يجب أن يكون أعمق من مجرد تسليم العرش، trilobites [35] علّق على مقال [36] نشرته صحيفة الباييس الإسبانية بالقول:

Las monarquías Europeas deben darse cuenta que tienen que dejar de parasitar de sus Estados. Abdicar y marcharse a esos paraísos fiscales que tanto visitan. Y no volver.

حان الوقت لتدرك الأسر المالكة الأوروبية أن عليهم التوقف عن البقاء عالّة على دولهم. يجب عليهم أن يتخلوا عن العرش ويغادروا إلى أحد تلك البلدان التي توّفر لهم ملاذ ضريبي والتي يزورونها غالباً. وألا يعودوا منها أبداً.

على كل حال، سيكون على الشعب البلجيكي أن يتكيّف ويعتاد على ملكهم الجديد، وحتى لو ساءت الأوضاع، فقد أثبت البلجيكيون أنهم قادرون على الاستمرار والتكيّف مع أصعب الظروف [37]، خاصة بعد أن اتضح ما بين عامي 2010 و 2011 أن البلد مرّ بـ589 يوماً بدون حكومة [38]، فيما يعتبر أطول فترة شهدها العالم لدولة بدون حكومة.