- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

الدراجات كحلٍ بديل في شوارع دمشق

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, سوريا, أفكار, النساء والنوع, حروب ونزاعات, صحافة المواطن

نشر هذا مقال عبر شراكة مع موقع سوريا حكاية ما انحكت [1] وترجمته إلى العربية الأصوات العالمية

إن تجولت في شوارع دمشق هذه الأيام، غالبا ما ستلاحظ أحد الشباب أو الشابات على دراجة، إنه الجانب المشرق لانتشار لجان التفتيش في أنحاء المدينة. مما ألهم مجموعة من طلبة وطالبات الجامعات – بالأخص من كلية الهندسة – بدأ حملة صار بدها بسكليت [2].

مشاركين في حملة صار بدها بسكليت. المصدر: سوريا حكاية ما انحكت.

مشاركين في حملة صار بدها بسكليت. المصدر: سوريا حكاية ما انحكت.

في سوريا، عادةً ما اعتبرت الدراجات أحد وسائل تنقل الطبقات الأقل اجتماعيًا ممن لا يمكنهم تحمل نفقات شراء سيارة. كما أن قيادة الدراجات طالما ارتبطت بالذكور دون الإناث. فمن أجل دحض التصنيفات وإيجاد حل للزحام المروري الذي سببته لجان التفتيش، قرر مجموعة من الشباب والفتيات بدأ رحلة حول المدينة لتشجيع الآخرين أن يحذوا حذوهم.

كان هدفهم – نقلًا عن سوريا حكاية ما نحكت – هو تغيير عادات المجتمع والترويج لوسائل تنقل بديلة. وقد اعتمدوا ثقافة ركوب الدراجات كوسيلة جيدة لتوفير الوقود والتقليل من التلوث.

“إنها طريقة لكسر حاجز الخوف من التقاليد التي طالما منعت الكثيرين من قيادة الدراجات. لسنوات، حال بين النساء – خاصة من يرتدين الحجاب – وبين قيادتهن للدراجات، آراء الآخرين وما قد يظنه البعض فيهن.”

أحد المشاركات في الحملة. المصدر: صفحة صار بدها بسكليت على فيسبوك. [3]

أحد المشاركات في الحملة. المصدر: صفحة صار بدها بسكليت على فيسبوك.

كان هدفهم تغيير عادات المجتمع والترويج لوسائل تنقل بديلة. وقد اعتمدوا ثقافة ركوب الدراجات كوسيلة جيدة لتوفير الوقود والتقليل من التلوث.
حتى الآن، يطالب منظمو الحملة كل من يرغب في الانضمام إليهم أن يصف دراجته بجوار سور جامعته كإيماءة رمزية، بما أن الدراجات غير مسموح بها داخل الحرم الجامعي بدمشق.

قوبلت الدعوات بالنجاح، وفي الرابع من اكتوبر / تشرين الأول، احتشد المئات من سائقي الدراجات بداخل الجامعات. لاحقًا قام العديد من المشاركين بنشر صورهم أثناء هذا الحدث، من بينهم العديد من الفتيات وقد روت إحداهن عن هذه التجربة:

أنا أرتدي الحجاب والعباءة، وهذه كان المرة الأولى التي أقود فيها دراجة، أخي هو من شجعني على خوض هذه التجربة. خرجنا سويًا من منزلنا في مشروع دمر، ذهبنا إلى الربوة ثم إلى المزة حيث افترقت أنا وهو. يمكنك القيام بهذا بمفردك، تغلبي على خوفك ولا تقلقي بهذا الشأن، هكذا قال لي قبل أن يتحتم عليه الذهاب في طريق آخر. وهنا بدأت المغامرة. اصطدمت بعدة لجان تفتيش لكن يجب الاعتراف أن جميعهم كانوا في غاية اللطف، حتى أن بعضهم ابتسم ودعا لي. أنصح كل فتاة أن تخوض هذه التجربة. إنه التحرر، قد يكون غريبًا في البداية لكن ستعتدن عليه.

أحد العقبات في طريق نشر ثقافة قيادة الدراجات في سوريا، هي ارتفاع أسعار الدراجات إلى حدٍ ما، مع عدم انخفاضه رغم الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وأيضاً حقيقة أن قيادة المرأة للدراجات لا تزال غير مرحب بها، خصوصاً في الأوساط المحافظة.

لكن على الرغم من ذلك، فمنظمي الحملة مصرون على تخطي هذه العقبات بتحسين الأوضاع داخليًاً وتغير المفاهيم، باستمرارهم في التبديل جنباً إلى جنب.

نشر هذا مقال عبر شراكة مع موقع سوريا حكاية ما انحكت [1] وترجمته إلى العربية الأصوات العالمية