منذ بداية الربيع العربي، أدركت العديد من الأنظمة – من أجل السيطرة على الثورات – أنها بحاجة لبرامج للتلاعب والتحكم وفلترة الإنترنت من أجل تقليل تأثيرها. وهكذا فإن مستخدمي الانترنت والناشطين والصحفيين في منطقة الشرق الأوسط – على الرغم من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بصورة أفضل من ذي قبل – هم الآن أيضًا أكثر من أي وقت مضى ضحايا لقمع الحكومات للتواصل والنشاط عبر الإنترنت. هناك حاجة متزايدة لحماية هوية النشطاء، والبيانات، والشبكة، أثناء النضال من أجل عالم عربي ديمقراطي وخالي من الفساد.
تم مؤخرًا إطلاق منصة جديدة لتوفير الموارد باللغة العربية من خلال ورش العمل على الإنترنت وباللغة العربية: أكاديمية سايبر أرابز.
“هذا المشروع فريد من نوعه لأنه يُمكن النشطاء ومستخدمي الانترنت من المشاركة في دروس على الانترنت والتي من خلالها يوفر الخبراء معلومات نوعية حول قضايا الأمن الرقمي”، يقول مروان حمه خلال مقابلة شخصية.
مروان مدير مشروع معهد الصحافة للحرب والسلام (IWPR)، داعمي الأكاديمية الإلكترونية. وأضاف “ليس عليهم مغادرة منازلهم أو بلدانهم، جميع الدروس باللغة العربية ومفتوحة للجميع، ومجاناً.”
موقع الأكاديمية على الإنترنت التي أطلقت مؤخراً هو جزء من مشروع أكبر سايبر أرابز، والذي يحمل ميزة كونه يتعامل باللغة العربية فقط وهم يأملون في تقديم المشورة بشأن الأمن الرقمي والدفاع والأنشطة التقنية، بما في ذلك:
تدريب شخصي للنشطاء: لمعرفة المزيد عن تهديدات الأمن الرقمي وتقنيات الحد من المخاطر أثناء النشاط؛
دورات الإنترنت: يمكن أن تساعد الناشطين على تعلم أساسيات البيانات، الشبكة، الأمن الرقمي والجوال؛
تدريب المدربين: لأولئك النشطاء الذين يتطلعون لتعليم الآخرين في مجتمعاتهم؛
الموارد على الإنترنت: متاحة لعامة الجمهور.
يقول مروان: “إنه مشروع مثير ونتطلع لبذل قصارى جهدنا للتصدي لتحديات الأمن الرقمي التي يواجهها النشطاء ومستخدمي الانترنت في المنطقة”.
“كانت الاستجابة هائلة. أعلنّا للتو أول ورشة عمل لدينا على الانترنت وفي بضعة أيام فقط تم تسجيل أكثر من 100 مشترك في الدروس”.
المعهد يدعم أولئك الذين في الصفوف الأمامية في الصراع والأزمات في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على التعامل مع المجتمع المدني والحكومات لضمان تحقيق أفضل النتائج من المعلومات.