قام رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لدى جوجل، إريك شميدت، وثلاثة من موظفي الشركة، بزيارة إلى هافانا الأسبوع الفائت ليرموا بثقلهم من أجل إنترنت حر ومفتوح في كوبا. وقد اجتمعوا هناك بطلاب من جامعة علوم المعلومات، والمدونة يوني سانشيز بالإضافة إلى كتاب عاملين في مجلتها الالكترونية 14medio.
وقد وصف شميدت، الذي قام بتوثيق رحلته هذه على حسابيه على تويتر وجوجل بلس، لحظة وصوله قائلًا:
Landing at Havana airport, the first airplane you see is a jet from Angola Airlines. The Cuban people, modern and very well educated define the experience with a warmth that only Latin cultures express: tremendous music, food and entertainment […]
أهبط في مطار هافانا، أول طائرة تمكن رؤيتها هي طائرة تابعة لخطوط أنجولا الجوية. الكوبيون أشخاص عصريون ومتعلمون جدًا ويحددون هذه التجربة بالدفء الذي لا تستطيع سوى حضارات أمريكا اللاتينية بثه: الكثير من الموسيقا، الكثير من الطعام، والكثير من التسلية (….)
وأضاف أنه “إن كانت كوبا تجد نفسها عالقة في خمسينيات القرن الماضي، فإن الإنترنت في كوبا عالق في تسعينياته”:
About 20-25% of Cubans have phone lines but mostly subsidized land lines, and the cell phone infrastructure is very thin. Approximately 3-4% of Cubans have access to the Internet in internet cafes and in certain universities. The Internet is heavily censored and the infrastructure, which we toured, is made out of Chinese components. The “blockade” makes absolutely no sense to US interests: if you wish the country to modernize the best way to do this is to empower the citizens with smart phones (there are almost none today) and encourage freedom of expression and put information tools into the hands of Cubans directly. The result of the “blockade” is that Asian infrastructure will become much harder to displace.
يتمتع حوالي 20-25% من الكوبيين بخطوط هاتفية لكن معظمها خطوط هاتفية أرضية مدعومة، كما أن البنية التحتية للهواتف المحمولة ضعيفة جدًا. أما نسبة الكوبيين الذين يتمكنون من استعمال الإنترنت فلا تتعدى 3-4% وذلك في مقاهي الإنترنت وفي جامعات معينة. الإنترنت عرضة لرقابة شديدة أما البنى التحتية والتي قمنا بمشاهدتها فتتألف بمعظمها من مكونات صينية. إن “الحصار” المفروض لا يخدم أية مصالح أمريكية على الإطلاق: إن أردت لبلد أن يدخل عصر الحداثة فإن أفضل طريقة لفعل ذلك تكون في تمكين مواطنيه بهواتف ذكية (تكاد تكون معدومة اليوم) وتشجيع حرية التعبير ووضع الأدوات المعرفية بيد الكوبيين مباشرة. إن النتيجة التي سيجنيها “الحصار” هي أن استبدال البنية التحتية الآسيوية سيصبح أصعب.
كتب شميدت أن أعظم إنجازَين للثورة هما: “رعاية صحية عالمية ومجانية والأغلبية الواضحة للنساء في المناصب الإدارية والتنفيذية في البلد”.
Almost all the leaders we met with were female, and one joked with us that the Revolution promised equality, the macho men didn’t like it but “they got used to it”, with a broad smile. The least successful part of the Revolution has been economic development (not surprisingly) and it appeared to us a drop off in tourism and recent farm issues have made things somewhat worse in Cuba. The broad topic of conversation in the country is the constant speculation of what the government will do next and what the course and path of liberalization will be.
كان معظم القادة الذين التقينا بهم من النساء، وقد مزحت إحداهن معنا بابتسامة عريضة عن كيف أن الثورة وعدت بالمساواة وكيف أن الرجال الذكوريين لم يعجبهم الأمر “إلا أنهم اعتادوه”. كان أقل نواحي الثورة نجاحًا التطور الاقتصادي (من غير المستغرب) وقد بدا لنا أن تراجعًا في قطاع السياحة وبعض المشاكل المتعلقة بالمزارع التي حصلت مؤخرًا جعلا الأمور في كوبا أسوأ نوعًا ما. إن الموضوع الشائع للحديث في البلد هو التكهن المستمر عما ستفعله الحكومة تاليًا وعن مسار التحرير القادم.
أما فيما يتعلق بترتيبات السفر فقد أضاف شميدت:
Travel to the country is controlled by an US office called [Office of Foreign Assets Control] and under our license we were not permitted to do anything except business meetings where our hotel room had to be less than $100 per night and total expenses per diem of $188.00. Not surprisingly there are many $99 hotel rooms in Havana. These policies defy reason: there are dozens of countries we call our allies and we are free to travel to that present much worse threats and concerns to the US than Cuba does in this decade.
يتحكم مكتٌب يدعى (مكتب رقابة الأملاك الخارجية) في الولايات المتحدة بالسفر إلى كوبا، وبحسب رخصتنا لم يكن مسموحًا لنا القيام بأي شيء سوى اجتماعات العمل وكان يجب ألا يزيد الإيجار اليومي لغرفتنا في الفندق عن مئة دولار أمريكي في حين يجب ألا يتعدى مجمل نفقاتنا اليومية 188 دولار. وبالتالي لم يكن من المستغرب إيجاد العديد من الغرف بتسع وتسعين دولارًا في هافانا. تتحدى هذه السياسات المنطق: إذ أن هنالك العديد من الدول التي نسميها حليفتنا والتي يمكن السفر إليها بسهولة ولكنها في الحقيقة تمثل تهديدًا للولايات المتحدة أسوأ بكثير من تلك التي تمثله كوبا في وقتنا الحالي بل وفي أثناء هذا العقد.
بيّن شميدت في نوفمبر من العام الماضي في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال بأن زيارة كوبا كانت إحدى أولوياته.
وقد وصل شميدت إلى كوبا في وقت كان فيه الجدل على توفر الإنترنت على الجزيرة قد اشتد بشكل ملحوظ. وقبل بضعة أسابيع نشر المدون الكوبي نورجي رودريجز عريضًة على موقع Change.org يدعو فيها إلى “توفير إنترنت بأسعار معقولة للشعب الكوبي”، قام ما يزيد عن أربعمئة كوبي داخل كوبا وخارجها بتوقيعها. قبل ذلك قامت السلطات الكوبية بتفكيك ما يزيد عن أربع شبكات واي فاي غير رسمية في أحياء مختلفة من هافانا وسيينفويجوس.
تُعد الخدمات التي تحجبها جوجل عن مستخدمي الإنترنت الكوبيين واحدة من أكثر النقاط إثارة للجدل فيما يخص العلاقة بين جوجل وكوبا. فمثلًا ما تزال خدمة تور بيلدر، وهي إحدى خدمات جوجل الجديدة التي ما تزال في الطور التجريبي، محجوبة عن الكوبيين وذلك كجزٍء من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا. وقد قامت جوجل في السابق بحجب كل من خرائط جوجل، وجوجل ديسك توب سيرتش، وجوجل تول بار، وجوجل أناليتكس، وجوجل كود سيرتش.
يرى شميدت بأن الحصار فكرة سيئة ويلخص اعتقاده هذا قائلًا:
The information restrictions make even less sense when you find out that Cuba imports a great deal of food from the US as compassionate trade. The food imports to Cuba are important but so is importation of tools to Cuba for the development of a knowledge economy.
حين ترى الكمية الكبيرة من الأطعمة التي تستوردها كوبا من الولايات المتحدة تحت ظل نوع من التجارة الرحيمة، تجد أن تقييد الوصول إلى المعلومات غير منطقي. إن واردات الطعام إلى كوبا مهمة جدًا ولكن يساويها بالأهمية استيراد الأدوات التي تمكن كوبا من بناء اقتصاد معرفي.