تأكيدات حول قيام القوات الإسرائيلية باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة

Abdul Rahman tells journalist Max Blumenthal that Israeli troops forced the Wahadans to stay home before bombing their house. (Photo by Max Blumenthal)

يحكي عبد الرحمن للصحافي ماكس بلومنتال قيام القوات الإسرائيلية بإرغام عائلة الوحداني على البقاء داخل بيتهم قبل قصفهم له. (صورة منشورة على حساب الصحفي على تويتر في 27 أغسطس/آب)

كل الروابط باللغة الإنجليزية

تفيد كثير من الادعاءات الرسمية الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة في غزة بأن حماس تقوم باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية. الآن، تتهم مجموعة من الصحافيين المستقلين ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة إسرائيل باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية.

في 26 أغسطس/آب اتفقت إسرائيل والفصائل الفلسطينية على وقف دائم لإطلاق النار مما وضع حدًا لسبعة أسابيع من الدمار والقتل الكارثي في غزة.

قُتل على الأقل 2137 شخصًا بينهم 577 طفلًا وجرح 10870 شخصًا منذ قيام إسرائيل بشن هجوم واسع في 8 يوليو/تموز أطلقت عليه اسم “الجرف الصامد” ضد الخط الساحلي ذي 40 كيلومترًا.

تعتبر العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة هي الثالثة من نوعها في الأعوام الستة الأخيرة. حيث يساهم الحصار القاسي الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في الوقت الذي تعتبر فيه مجموعة من دول العالم والأمم المتحدة هذه الأراضي محتلة من طرف إسرائيل.

حسب الأمم المتحدة، 72 في المائة من القتلى الفلسطينيين جراء العملية الإسرائيلية هم من المدنيين. وثلث الأطفال الجرحى مجبرين على العيش بعجز دائم. فيما نزح ثلث مجموع سكان غزة، أي أكثر من 520 ألف شخص، منهم 280 ألف شخص لجأوا للمدارس التابعة للأمم المتحدة.

قام الصحفي الأمريكي ماكس بلومنتال عند عودته إلى غزة بعد وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، باستجواب عدد من سكان غزة. وهذا هو تقريره لـ AlterNet.

يقول محمد أبو سعيد أن الجنود الإسرائيليين استعملوه كدرع بشري في الوقت الذي كانوا يطلقون النار فيه على جيرانه.

هناك حادثة معينة تستحق الذكر:

Mahmoud said the Israeli troops dragged him back into his house, blindfolded him and wrapped him in a blanket on the floor as they began to blow holes in the walls to use as makeshift sniper slits — what US troops in Afghanistan called “murder holes.” Then the soldiers stripped Mahmoud to his underwear, handcuffed him, slammed him against a wall and began to beat him. With an M-16 at his back, they forced him to stand in front of open windows as they hunted his fleeing neighbors, sniping directly beside him at virtually anything that moved. When they were not using him as a human shield, Mahmoud said, the soldiers left him alone in the room with an unleashed army dog who was periodically ordered to attack him.

يقول محمود أن القوات الإسرائيلية سحبته إلى داخل منزله، وهو معصوب العينين وملفوفًا ببطانية على الأرض بينما كانوا يقومون بعمل حفر على الجدار ليستعملها  القناصة مؤقتا – ما أطلقت عليه القوات الأمريكية في أفغانستان اسم “حفر الموت” -. بعد ذلك قام الجنود بترك محمود في ملابسه الداخلية، وقيدوه مع الحائط وبدأوا بضربه. وأجبروه على الوقوف أمام النوافذ المفتوحة بوضع بندقية M-16 خلف ظهره بينما كانوا يطلقون النار على جيرانه الذين كانوا يفرون، مستهدفين بشكل أساس كل شيء يتحرك وذلك من خلف ظهره. ويقول محمود أن الجنود تركوه وحيدًا في غرفة برفقة كلب للجيش كان معهم حيث كانوا يأمرونه بين الفينة والأخرى بمهاجمته.

نشرت المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الطفل – فرع فلسطين، تقريرا عن قصة أحمد أبو رضا ذو 17 ربيعًا، من مدينة خزاعة، الذي أكد بدوره استعماله كدرع بشري. لكن لم يقف حد استعمال الدروع البشرية في مجزرة خزاعة عند أبو رضا. فالأمر يتكرر عبر شهادتين، جمعهما الموقع الإخباري الأمريكي–اليهودي Mondoweiss. الأولى لرجل يبلغ من العمر 32 عامًا والثانية لرجل يبلغ من العمر 56 عامًا من خزاعة.

وجمعت أيضًا منظمة المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان شهادات لغزاويين يؤكدون من خلالها استعمالهم كدروع بشرية. يشرح الرجل من خلال قصته أدناه كيف قتل والده:

“My father made a step forward, came closer and spoke to them in Hebrew. And said: we are a peaceful people, we love peace. He kept repeating it in Arabic several times. We love peace. My father was an elderly man and holds a Spanish traveling document. My dad made one step forward, hardly a step on the stairs. As he put his foot on the step, he was shot twice in the heart.”

“قام والدي بخطوة إلى الأمام، واقترب منهم وتحدث معهم بالعبرية. قائلاً: نحن أناس مسالمون، نحب السلام. ضل يكرر ذلك بالعربية مرات عدة. نحب السلام. لقد كان والدي رجلا كبيرًا في السن وكان يحمل وثيقة سفر إسبانية. قام والدي بخطوة إلى الأمام، مجرد خطوة على الدرج. عندما وضع قدمه على الدرج، أطلقوا عليه النار مرتين في القلب.”

قبل ذلك، أخده الجنود برفقة ثلاثة أطفال لاستعمالهم كدروع بشرية:

“They ordered us to take off our clothes and tied our hands up. They took us to one of the rooms and used us as shields, making us stand at the windows as if we were looking outside. I was at one window and three children from my family at another. The soldiers then began firing around us.”

“أمرونا بخلع ملابسنا وربط أيدينا. أخدونا الى إحدى الغرف واستعملونا كدروع بشرية، بجعلنا نقف أمام النوافذ كما لو كنا ننظر للخارج. لقد كنت على نافذة بينما كان ثلاثة أطفال من عائلتي على نافذة أخرى. بدأ الجنود بعد ذلك بإطلاق النار من خلف ظهورنا.”

ومن الضروري الإشارة إلى أن استعمال الفلسطينيين كدروع بشرية ليس عملاً إسرائيلياً جديداً. في عام 2002، أشارت كل من المنظمات الغير الحكومية الدولية والإسرائيلية إلى استعمال الفلسطينيين كدروع بشرية من طرف إسرائيل. وشجبت كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش هذا الفعل خلال معركة جنين كجزء من عملية “الدرع الواقي” الإسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية. وأشارت عام 2006 المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية لحقوق الإنسان B’TSelem  على وجه خاص إلى حادث في بيت حانون استعمل فيه ستة مدنيين، بينهم قاصران، كدروع بشرية:

After seizing control of the buildings, the soldiers held six residents, two of them minors, on the staircases of the two buildings, at the entrance to rooms in which the soldiers positioned themselves, for some twelve hours.

بعد السيطرة على المباني، احتجز الجنود ستة من قاطنيها، اثنان منهم قاصران، على درج بنائين، عند مدخل الغرف حيث تمركز الجنود لاثني عشرة ساعة تقريباً.

اعترفت قوات الدفاع الإسرائيلية باستعمال الفلسطينيين كدروع بشرية 1200 مرة على الأقل خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005). ورغم حظر هذا الفعل من طرف المحكمة العليا الإسرائيلية في 2005، إلا أنه استعمل في حرب غزة عام 2008-2009 (عملية الرصاص المنصهر). وأدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة  بعد الحرب قيام إسرائيل باستعمال الفلسطينيين كدروع بشرية.

تم اتهام إسرائيل من قبل المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية Breaking the Silence (كسر الصمت)، المكونة من جنود حاليين ومتقاعدين تابعين لقوات الدفاع الإسرائيلية التي جمعت قصصاً من تجاربها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة الى منظمة العفو الدولية، بأنها مازالت تستعمل الفلسطينيين كدروع بشرية، وتجبرهم على البقاء داخل منازلهم. ويجبر الجنود الإسرائيليون المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك الأطفال، بعد احتلال منازلهم على البقاء داخل إحدى غرفها بينما يستعملون باقي الغرف كمواقع عسكرية.

وكان مجلس حقوق الطفل التابع للأمم المتحدة، قد أدان إسرائيل عام 2013 “باستمرار استخدام الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية وكمخبرين”.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.