دعى إربعة بحرينيين منتسبين لميليشيات داعش الشعب البحريني لحمل السلاح والإنضمام إلى معركة ضد حكم “الطغاة” في المملكة المتمثل بعائلة خليفة السنية التي تحكم أغلبية شيعية في شريط فيديو علي يوتيوب والذي انتشر بقوة مؤخرًا على مواقع التواصل الإجتماعية.
داعش باتت الآن تسيطر على ثلث الأراضي السورية وربع مساحة العراق، قد أطلقت العنان للفوضى والرعب أينما حلت. واستطاعت استقطاب آلاف الشبان من جميع أنحاء العالم من الذين تم تلقينهم أيديولوجيتاتها المتطرفة التي فاقت تنظيم القاعدة في صيتها الوحشي السيء.
أحد الذين ظهروا في الفيديو كان الملازم محمد عيسى البنعلي، الذي قامت الأصوات العالمية مسبقًا هذا العام بتغطية خبر فراره من الخدمة في قوات الدفاع البحرينية. وظهر إلى جانبه ثلاثة آخرين بأسمائهم المستعارة “أبو لادن البحريني” و “أبو الفداء السلامي” و”قسّورة البحيريني”.
محمد (أبو عيسى) تخرج من أكاديمية الشرطة عام ٢٠١٣ وكان من المفترض أن يكون أحد حراس السجون سيئة الصيت في البحرين التي مورست فيها أساليب التعذيب المنهجي منذ العام ٢٠١١، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا جاء فيه أنه أُقيل من وظيفته في وقت سابق هذا الشهر بسبب تغيبه عن الخدمة. ووفقًا لتقارير على انه منتسب للتنظيم منذ أربعة أشهر خلت.
محمد ينحدر من عائلة بحرينية مشهورة، قبيلة بنعلي، التي لها ارتباط وثيق بعائلة آل خليفة الحاكمة. إبن عمه تركي البنعلي الذي اتخذ لنفسه اسمًا مستعارًا، أبو سفيان السلامي (السلامي، إشارة إلى قبيلة السليم في المملكة) هو من الدعاة الكبار لتنظيم داعش، ألقي القبض عليه عدت مرات وأفرج عنه من قبل في البحرين.
في الفيديو التالي، يمكنك ملاحظته يقود الإحتجاج أمام السفارة الأمريكية في البحرين، هذا الإحتجاج لم تفرقه السلطات على غير عادتها مع باقي الإحتجاجات. وتستطيع أن تجد كتبه في المكتبات في كل أنحاء البحرين في بلد تحجب المئات من المواقع المعارضة للحكومة هناك.
انتماء البنعلي لداعش بدأ منذ فترة طويلة، ففي مايو / أيار، نشر معلومات عن مقتل إبن عم آخر له في صفوف داعش.
تأكيد خبر مقتل بحريني في صفوف داعش من عائلة البنعلي (البسيتين) واسمه علي يوسف #المحرق #البحرين #العراق #Bahrain pic.twitter.com/sCBcEFeOqx
— Bahrain Voice (@bhvoice) May 19, 2014
الفيديو الواسع الإنتشار ركز على أربعة نقاط:
- دعوة القوات المسلحة للإنشقاق.
- دعوة السنيين للجهاد في سوريا والعراق.
- دعوة السنيين لرفض العمل مع الشيعة في القطاع العام والخاص في البحرين
- دعا لمقاطعة الإنتخابات المقبلة
يرى الكثيرون أن الحكومة البحرينية تمادت في غض الطرف عن صعود نبرة المتعاطفين مع داعش في البلاد. أرسل الناشط البارز في مجال حقوق الإنسان نبيل رجب بكلماته واضحة:
many #Bahrain men who joined #terrorism & #ISIS came from security institutions and those institutions were the first ideological incubator
— Nabeel Rajab (@NABEELRAJAB) September 28, 2014
إن كثير من البحرينيين الذين انضموا لجماعة داعش الإرهابية قدموا من المؤسسات الأمنية، تلك المؤسسات التي تعتبر الحاضن الأيديولوجي الأول.
غالبية الشعب البحريني من الشيعة وهم يشكون من التهميش على مدى عقود تحت حكم العائلة السنية الحاكمة. وفي “استجابة للإنتفاضة الشعبية في فبراير / شباط ٢٠١١ لم يكن رد نظام الحكم في البحرين عنيفًا فقط بل تعداه إلى تشجيع التجييش الطائفي في مسعى لتقسيم الحركة الشعبية وحشد الدعم المحلي والإقليمي للحملة”، كتب مارك لينش في مجلة فورين بوليسي.
في حين أن مملكة البحرين قد أنضمت إلى التحالف الدولي في غاراته الجوية على تنظيم داعش في العراق وسوريا، إلا أن بيئة التفرقة داخل البلد ما كانت لتكون أسوأ. يشرح السيد رجب:
Terrorism laws in #Bahrain & #Gulf were not used against #terrorists or #ISIS but againist #human_rights defenders & prisoners of conscience
— Nabeel Rajab (@NABEELRAJAB) September 27, 2014
لم تُستخدم قوانين مكافحة الإرهاب في البحرين ودول الخليج في مواجهة الإرهابيين أو داعش، لكنها استخدمت ضد المدافعين عن حقوق الإنسان وسجناء الرأي.
الآن، هذا الفيديو قد انتشر وفيه رسالة واضحة وعالية النبرة ولابد أن هناك دوائر ستتلقفه في البحرين، دعونا ننتظر ونرى كيف سيتعامل النظام مع هذا التصعيد الجديد لإرهابيين حقيقيين من ناس ينتمون إلى صفوفه ومن نفس طائفته.
تهديد داعش ضد البحرين يتزامن مع رسائل مشابهة للدول المجاورة التي غضت الطرف أيضًا عن هذه المجموعة سامحةً لها بالنمو وبالتفاقم على أراضيها. غرد المدون الموريتاني ناصر ودادي مضيفًا:
Top #ISIS acct “Green light has given to move the battle to capitals of Saudi, UAE, Qatar, Jordan, Bahrain” #serious pic.twitter.com/oZu0ZfYCS6
— weddady (@weddady) September 24, 2014
حساب لداعش: “أعطينا الضوء الأخضر للقتال في عواصم السعودية والإمارات وقطر والأردن والبحرين”. pic.twitter.com/oZu0ZfYCS6