- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

هل أحببت كأس العالم 2014؟ هذا ليس حال البرازيليين

التصنيفات: أمريكا اللاتينية, أوروجواي, الأرجنتين, البرازيل, المكسيك, بيرو, فنزويلا, كولومبيا, احتجاج, رياضة, صحافة المواطن
GermanyChampion

ألمانيا بطلة كأس العالم 2014 في البرازيل، بعد المباراة النهائية في استاد ماراكانا. الصورة من قبل himanisdas [1] على فليكر.

عندما استضافت البرازيل نهائيات كأس العالم [2] في يونيو/حزيران 2014، لم يكن الحدث فقط للرياضة الأكثر شعبية، ولكن أيضا موجة من الاضطرابات الاجتماعية. إذا أخذنا بالاعتبار الإنفاق الضخم وأداء المنتخب الوطني المفجع، فإن للبرازيليين أسباباً كافيا ليشعروا بالانزعاج.

تركز وسائل الإعلام الرئيسية في العالم غالباً على مزاج احتفالي في البرازيل خلال المباريات، ولكن هذا فقط جزء من القصة. على الرغم من التجذر الثقافي عميق لكرة القدم في البلاد فإن استضافة كأس العالم كان بالفعل مشروع مثير للجدل في البرازيل والذي قد يعتبر غير مسؤول اجتماعيًا. كانت المخاوف الرئيسية حول الإنفاق الحكومي. تنظيم البطولة كان مكلفا جدًا، وبطبيعة الحال، فإن الأموال التي أنفقت على الاستعدادات استنزفت الموارد المخصصة للعديد من القضايا الملحة الأخرى في البرازيل. بفضل كأس العالم، شهدت البرازيل زيادة في الاحتجاجات والإضرابات والبطالة.

في يونيو/حزيران عام 2014، وصف مدونو (التل) “كأس العالم المزعجة [3]” في البرازيل موضحين المزاج المتعكر عمومًا في البلاد كرد فعل على سوء إدارة الحكومة:

The cost of new stadiums and the accompanying infrastructure have certainly created jobs, but they have also redirected scarce funds away from such basic needs as education, healthcare and better transit. The $11 billion being spent to prepare for the games is not registering with citizens. More than half of people polled in April said that the games would bring more harm than good. And the Rousseff government's campaign promises of a new social contract have faded almost as quickly as the ebullience of having won the rights to host the Cup itself.

بالتأكيد إن تكلفة الملاعب الجديدة والبنية التحتية المرافقة خلقت فرص عمل، ولكنهم أيضاً أعادوا توجيه الأموال الشحيحة بعيدًا عن الاحتياجات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والمواصلات. 11 مليار التي أنفقت للتحضير للمباريات لم يتم تسجيلها للمواطنين. وقال أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع من الناس في أبريل/نيسان أن الألعاب ستضر أكثر مما تنفع. والوعود الانتخابية لحكومة روسيف لعقد اجتماعي جديد قد تلاشى تقريبًا بالسرعة والحماسة بعد أن فازت بحقوق استضافة الكأس نفسها.

كتب انطونيو خيمينيز بارصة في صحيفة الباييس (الوطن) أن المظاهرات ألقت بظلالها [4] على كأس العالم في البرازيل، مما يدل على عدم وجود الدعم الجماهيري للبطولة. البلاد لديها مشاكل أكثر أهمية، كما يقول.

Yo no estoy en contra de la Copa, señor. Pero sí en contra del dinero que se ha empleado en la Copa y que se podrá haber gastado en otras cosas, como salud, educación y transportes.

أنا لست ضد كأس العالم، يا سيدي، ولكن أنا ضد الاموال التي استخدمت لنهائيات كأس العالم التي كان يمكن إنفاقها على أشياء أخرى، مثل الصحة والتعليم والنقل. 

صرفت البرازيل مبلغاً ضخماً من المال العام حقاً. وخلصت [5] مجلة الأرجنتينية مؤخراً أن اللجنة المنظمة لكأس العالم البرازيل استثمرت نحو 12 مليار دولار أمريكي في أكبر مبلغ يتم صرفه على التحضيرات في تاريخ البطولة.

Nunca antes se erogaron tantos billetes para las canchas que albergarán los encuentros de la Copa. [..] Brasil será el eje del mundo durante 30 días. La Copa está en marcha y las sensaciones cambiarán, quizá con los resultados.

لم يحدث من قبل توزيع عدد ضخم لتذاكر المباريات التي تستضيف مباريات كأس العالم. البرازيل محور أنظار العالم لمدة 30 يوماً. كأس العالم يحدث بالفعل وستتغير المشاعر، ربما مع النتائج.

تعاظمت كثافة الاحتجاجات بقرب حدث كأس العالم، مع المسيرات الأكثر أهمية التي تحدث في المدن الكبرى مثل ريو دي جانيرو وساو باولو، وريسيفي. وفقاً لصحيفة الباييس [6]، اجتاحت مظاهرات حاشدة البرازيل في وقت مبكر خلال المباريات، على الرغم من قرار الحكومة إلغاء زيادة تعرفة النقل العام التي لم تحظى بشعبية.

A diferencia del lunes (17 de junio de 2013), cuando en todas las protestas se escuchó un reclamo preciso y concreto en boca de la mayoría, esta vez no surgió ningún elemento unificador, ningún cántico que primara sobre todos los demás. La corrupción, el exceso de gastos en el Mundial de 2014, la educación, la salud… Todas esas cuestiones se reflejaban en las cartulinas de los manifestantes. Pero ninguna reinó sobre la otra.

على خلاف احتجاجات يوم الإثنين (17 يونيو/حزيران 2013) عندما أعرب المحتجون عن شكاوى محددة، لم يعلن مطلب موحد للتظاهرة الجديدة. الفساد، والتعليم، والصحة، والإسراف في الانفاق على كأس العالم – حمل المتظاهرون لافتات لمعالجة كل شيء. ولم تعلن أي قضية كأولوية.

في حين أن الوضع الاجتماعي هدأ بعد بداية كأس العالم، انتهى الاضطراب بالهزيمة المذلة للبرازيل أمام ألمانيا في 8 يوليو/تموز. استخدم مستخدمو تويتر الوسم #BrasilEliminado [7] (البرازيل خارج التصفية) للتركيز على الهزيمة. وبعد يوم من الخسارة، ذكر البرازيلي مارسيو بنتو سانتوس على تويتر لأعمال شغب [8] في ساو باولو، ورحب مازحاً بالمزيد من الاضطرابات الاجتماعية:

فلتبدأ الاحتجاجات … 

في فنزويلا، كان لمستخدمو تويتر نفس الفكرة:

على أعمال الشغل أن تبدأ الآن.

بالفعل، لم تكن الفكاهة السوداء سوى ردة فعل غير مألوفة على الإنترنت لهزيمة البرازيل:

قيل أن البرازيل اشترت كأس النصر ودفعت ثمنها، ولكن أعتقد أن عرض الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف لم يكن جيداً.

يتسائل الصحفي البيروفي بيدرو كانيلو على مدونة يوم 11 يوليو/تموز بالإسبانية “كيف يكون يوم خروج البرازيل من كأس العالم؟ [16]” وقال رداً على سؤاله أن ريو دي جانيرو أصبحت فارغة بين عشية وضحاها، واستبدلت جوها الكرنفالي بالشعور بالخزي. لم يشهد كانيلو أي عنف في الشوارع، لكنه كشف عن إمكانية اضطراب كامن:

No hay desmanes, tampoco protestas, solo tristeza y nostalgia en Brasil. Hay que cuidarse igual, caminar seguro por las calles iluminadas y con resguardo, y tampoco salir innecesariamente por la noche. Un dolido hincha brasileño con tragos encima puede reaccionar mal ante la mínima preocupación. Nos despide triste el país más alegre del mundo.

لا يوجد أي انتهاك أو احتجاجات في البرازيل، فقط حزن والحنين إلى الماضي. مع ذلك، يجب على المرء أن يكون حذراً. ابقى في الشوارع المضاءة وعدم الخروج ليلاً دون داع. بعد بضع المشروبات، البرازيلي المستاء قد يتصرف بطريقة خاطئة. نحن نشارك حزن هذا البلد الأكثر البهجة في العالم.

عندما يتعلق الأمر بمواجهة الاضطرابات الاجتماعية أثناء استضافة كأس العالم، فإن تجربة البرازيل قضية فريدة من نوعها. عمل فريقهم الوطني لكسب الكأس للمرة السادسة، ولكن الأشياء انتهت بشكل مختلف. في نواح كثيرة، كأس العالم 2014 ليست سوى أحدث طبعة من أكبر بطولة لكرة القدم التي غالباً ما ينتشر الاضطراب الاجتماعي في الأماكن التي تزورها وخاصة في أمريكا اللاتينية.