ما الذي يجلب الأمل لليمنيين؟

Yemen-Sanaa

إحدى المظاهرات المناهضة لجماعة الحوثي في صنعاء، في الخامس والعشرين من فبراير / شباط 2015. تصوير محمد العماد، مستخدمة بإذن.

ما الذي يجلب الأمل لليمنيين؟

لعل هذا السؤال ليس في محله في وقت تشهد فيه البلاد تدهور غير مسبوق أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا. ولعل النقاش عن الإحساس بالأمل يبدو خارج سياق الموضوع.

لا شك أن فسحة الأمل ضاقت باليمنيين القاطنين في شمال وغرب البلاد، في المناطق التي سقطت بشكل تام في قبضة سلطة جماعة الحوثي منذ صيف العام الماضي، وهم من تم استهداف منازلهم وقراهم على يد جماعات مسلحة متفرقة.

الحكم الحوثي (وهو حكم مليشيات) ظهر بعد عملية سياسية أشركت جميع الأطراف السياسية اليمنية حدثت تحت إطار سميّ بمؤتمر الحوار الوطني، الذي كان يعقد في فندق الموفمبيك في صنعاء (مارس / آذار 2013 – يناير / كانون الثاني 2014). كان من المفترض أن ينقل هذا الحوار البلاد الى بر الأمان، ولكن تم إجهاض العملية السياسية إلى الحوار الذي يحدث اليوم، حوار القوة.

بحسب بلقيس اللهبي، الناشطة الحقوقية اليمنية وعضوة سابقة في مؤتمر الحوار الوطني. وذلك خلال لقاء لها على قناة اليمن اليوم في الشهر الماضي:

الحوار الأكثر جدية هو الذي يحدث الآن، حوار القوة. وحوار الموفمبيك الجديد امتداد لتهدئة وضع، وللوجود على نفس الطاولة لضمان تقاسم المكتسبات. لكن ما يحدث على أرض الواقع، ما يحدثه الدبابة والكلاشينكوف هو الحوار الحقيقي.

في ظل شبه مفاوضات السلام الجارية بين الأطراف السياسية في اليمن، تحت فصول النزاعات المسلحة المتقطعة ومعدلات مرتفعة لانتهاكات حقوق الإنسان، صار الواقع في اليمن أكثر تعقيدًا. اليمن اليوم منقسم بين سلطتين لا تعترف إحداهما بالأخرى. من جهة هناك انقلاب جماعة الحوثي وإعلان صنعاء مركز لسلطتهم ومن جهة أخرى هناك هروب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن ليؤسس فيما بعد عاصمة بديلة مؤقتة للبلاد. والخوف اليوم هو ان هذا الانقسام سوف يفجر الوضع إيذانًا بنشوب حرب أهلية تقسم اليمن إلى ما هو أبعد.

بالرغم من كل تلك المعطيات، لا يزال هناك من يتشبث بالأمل في انفراج الأزمة. عبر متابعاتي لعدد من الناشطين\ات والإعلاميين\ات الذين لم يستسلموا بعد، ولم يتوقفوا عن نشر الأمل والتفاؤل، سألتهم ‘ما الذي يجلب لهم الأمل؟’ ترد على ذلك الباحثة والحقوقية وميض شاكر وتقول:

“تنامي قوتنا مصدره نحن، الناس غير المرئيين. يعني، كلما زاد سوء النخب السياسية، زادت معه أفضلية أو جمال المقاومين، وزادت معه ثقتنا بأنفسنا بأننا أصحاب الحق والمرجعية الأخلاقية، وهذا ما تؤكده رؤية الاخرين (العامة) لنا يومًا تلو الآخر.”

ذك الإحساس بالجلدّ لا يعني بأن هناك حالة إنكار بأن شبح الحرب حقيقي. صرح لي الصحفي أمين دبوان بأن الأمل صعب في الوقت الراهن:

“أشعر أن فرص الحرب أكثر من فرص السلام، وبأن اليمنيين يفوتون الفرص أمام الموت. أرى أنه ما زال الأمل بالحوار والعقل والتنازلات ممكنة.”

الصورة قاتمة أيضًا بالنسبة للناشطة الحقوقية فاطمة الأغبري، ولكن مازال للأمل مجال عندها:

“في ظل العقول المتحجرة والقصر في فهم العمل السياسي، لا اتأمل بمستقبل جيد للوطن، فمن جهة النظام السابق موجود وبقوة، يدًا بيد مع الحوثيين، وهناك أيضًا خطر تنظيم القاعدة من جهة. الأمل الذي أشعر به مصدره أولئك الشباب الذين أخرج معهم لشارع من ينشدون دولة عادلة.”

وعندما سألت الصحفي شادي ياسين عما إذا كان يشعر بالأمل فكتب لي:

“نحاول التشبث بالأمل ومع ذلك تتضاعف محنتنا. الواقع السياسي والأمني في بلدي لا يبشر بخير ويدفعنا كثيرًا إلى التوجس واعتبار فكرة “الأمل” مجرد أضغاث أحلام. مع ذلك، لي أمل عميق كغيري من اليمنيين بالسلام.”

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.