كانت الأربع سنين الماضية لأم بحرينية كابوس بدون نهاية، حيث ذهب زوجها لشراء السجائر والحليب، وفجأة حكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهم وصفتها بالملفقة. وليست وحدها في هذه المأساة، فالمئات من العائلات في البحرين يعانون من هذا الكابوس منذ قيام المظاهرات الداعية إلى الديموقراطية، مع بدء الربيع العربي.
شهدت البحرين [2] انتشار هذه المظاهرات في العام 2011، وتابعتها حملة قمعية حكومية لا زالت تضرب بيد من حديد في المملكة الصغيرة. بدأ القمع قبل أربع سنوات، وما زالت حملات الاعتقال مستمرة حتى اليوم.
يستمر جهود النشطاء البحرينيين في إقامة الحملات ضد القمع الحكومي. أنشأ الملك اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق [3]، والتي وجدت ممارسات تعذيب منهجية [4] واعتقالات عشوائية، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط الدائم للعنف في الاعتقالات التي تقوم بها السلطات البحرينية. ويستمر انتقاد المنظمات الدولية [5] للنظام القضائي البحريني بشكل قوي وواضح.
من ضمن المعقلين في السادس عشر من مارس / آذار 2011 الحائز على الميدالية الذهبية في الجيوجوتسو البرازيلي محمد ميرزا. تغرد زوجته معصومة مهدي [6] في الذكرى الرابعة لاعتقاله القصة كلها، كيف ذهب لشراء السجائر والحليب ولم يعد أبدًا لبيته.
تسرد معصومة القصة في 28 تغريدة، وهي قصة تتكرر كثيرًا جدًا في كل البحرين. وصل عدد المعتقلين في البحرين لأكثر من أربعة آلاف بعد بدء حملة القمع الحكومية، والتي بدأت في السادس عشر من مارس / آذار 2011، مع إعلان حالة السلامة الوطنية، والتي شهدت رعبًا يشيب له الولدان كما تشير القصة أدناه.
ويعتبر هذا البطل واحد من كثير من الرياضيين [7] الذين استهدفتهم الدولة ولفقت ضدهم التهم، في جزء من الحملة ضد الرياضيين الشيعة، ومن ضمنهم أيضًا أفضل لاعب كرة القدم في تاريخ البحرين علاء حبيل وأخيه محمد حبيل.
يعرض هذا الفيديو، من بطولة تايلاند التي قامت في العام 2008، محمد ميرزا في مباراة نصف النهائي التي فاز فيها.
بدأت معاناة محمد ميرزا في السادس عشر من مارس / آذار 2011، حيث كانت آخر ليلة تراه فيها زوجته حرًا. تبدأ زوجته هنا في التغريد:
“المساء الأخير”..16 مارس #بحرين#سجن_جو_المركزي #الاسرى_في_خطر [8] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [9]
تتذكر زوجته هذا اليوم:
مساء 16 مارس من العام 2011، كان المساء الأخير الذي يقضيه الرياضي محمد ميرزا (أبو جبرائيل) بين أهله، زوجته وطفله وكذلك والدته وأشقاءه
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [10]
المساء الأخير الذي ينام فيه تحت سقف بيته! لتبدأ معه فصول من حكاية كتبت حروفها من مساءات ألف ليلة وليلة
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [11]
انقلبت حياتها في الساعات الطويلة بعد هذه الليلة:
يوم 16 مارس، كان فاصلا، مأساويا.. وجنونيا، ففي لحظة ما ستبدأ القصة التي لازالت فصولها تكتب لغاية اليوم، وبحروف من الألم والقسوة!#بحرين [12]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [13]
27 نوفمبر 2008 تزوج محمد ميرزا، وبعد سنة وسبعة أشهر رزق بولده (جبرائيل)..يتبع#البحرين #سجن_جو#الاسرى_في_خطر
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [14]
فتكون الحسبة الدقيقة لعمر وجوده مع زوجته سنتان وأربعة أشهر ومع ولده ثمانية أشهر فقط.. وبعدها تغير كل شيء..!#Bahrain [15] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [16]
في هذا اليوم، غادر محمد ميرزا المنزل لشراء السجائر والحليب لابنه:
يوم 16 مارس 2011، خرج من منزله ليشتري علبة سجائر لنفسه وعلبة حليب لجبرائيل،#Bahrain [15] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [17]
فتوقف الزمن حوله عند نقطة تفتيش انتزعته في لحظة فارقة من حياته لتودعه في غيابة المجهول! #Bahrain [15] #الاسرى_في_خطر [8]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [18]
ماذا لو لم يقرر محمد ميرزا في تلك اللحظة من ذلك اليوم البائس أن يخرج من بيته لشراء علبة سجائر، وعلبة حليب؟ #Bahrain [15] #الاسرى_في_خطر [8]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [19]
أكانت نقطة التفتيش ستختاره ليكون ضحيتها في واحدة من أغرب القضايا..!#Bahrain [15] #14Feb [20] #سجن_جو [21]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [22]
تكمل زوجته وصف اليوم:
في 16 مارس 2011، اختفى محمد ميرزا، لا أحد يعلم أين تنقل بعد حاجز نقطة التفتيش؟ #Bahrain [15] #الاسرى_في_خطر [8] #14Feb [20] #سجن_جو [21] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [23]
كان خارجا لمشوار قصير، لكنه تأخر كثيرا..لتشتغل محركات الخوف والهلع في محيط أسرته.. #بحرين#14Feb #الاسرى_في_خطر [8] #سجن_جو [21] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [24]
لتشتغل محركات الخوف والهلع في محيط أسرته.. لم تفلح كل الاتصالات التي أجريت بحثا عنه في بيان إجابة لسؤال مُر..أين محمد ميرزا؟ #bahraim [25]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [26]
كانت قصص الاختفاء كثيرة في أيام فترة السلامة الوطنية:
وكعادة تلك الأيام، ليس فيها إلا قصص الاختفاء الغامضة.. والإحجام الوقح عن البيان..!#سجن_جو [21] #14Feb [20] #Bahrain [15]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [27]
تحرك أهله في كل اتجاه، قصدوا كل زاوية يمكن أن تضعهم أمام صورة واضحة..أين محمد؟ #سجن_جو [21] #14Feb [20] #Bahrain [15]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [28]
في تلك الإثناء، كان أبو جبرائيل يُنقل من مركز توقيف لآخر، ويتحول جسده إلى لعبة تستقبل بصمات الجلادين.#سجن_جو [21] #14Feb [20] #Bahrain [15]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [29]
كتب على محمد ميرزا سيرة الكعب الدائر من مركز شرطة الخميس لمركز شرطة النعيم،لمركز شرطة دوار 17 في مدينة حمد، للحوض الجاف، #Bahrain [15] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [30]
إلى معتقل القرين قبل بدء محاكمته العسكرية.. ليستقر أخيرا في سجن جو المركزي#Bahrain #14Feb [20] #سجن_جو [21] #الاسرى_في_خطر [8] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [31]
رحلة شاقة، لرجل خرج من منزله في اللحظة الخاطئة فقط ليشتري علبة سجائر.. وعلبة حليب!#البحرين [32] #سجن_جو#14feb يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [33]
تستمر زوجته في وصف المحكمة الهزلية التي اضطرت عائلته لتحملها:
وما بين مارس 2011 لغاية مايو 2011، أعدت مسرحيات المحاكمات العسكرية، ولفقت لمحمد ميرزا وشباب آخرين تهمة مثيرة للسخرية (اختطاف رجل أمن مسلح)
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [34]
في جلسة الثانية من مهزلة المحاكمة العسكرية، حكم على محمد ومن معه في القضية بالسجن 20 سنة، ثم خُفض الحكم إلى 15 سنة في الإستئناف#14feb يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [35]
كانت أحكام قضائية عبثية، لا تستند على دليل واحد، سوى الاعترافات المنتزعة تحت وطأة التعذيب#14feb #Bahrain [15] #سجن_جو [21] الاسرى_في_خطر
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [36]
ومع قدوم لجنة تقصي الحقائق، وتحويل ملفات القضايا للقضاء المدني#bahrain #14feb [37] #الاسرى_في_خطر [8] #سجن_جو [21] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [38]
اعتمدت كل المراحل السابقة للتقاضي برغم أن أهم ما شككت فيه لجنة تقصي الحقائق #bahrain [39] #الاسرى_في_خطر [8] #14feb [37] يتبع
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [40]
في القضاء المدني، تم تبرئة جميع المتهمين في قضية الخطف، بإستثناء رجل واحد، هو محمد ميرزا، فتم الحكم عليه بالسجن 10 أعوام#bahrain
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [41]
وتنهي معصومة حكايتها:
مضى على كل ذلك أربعة أعوام كاملة، هي أطول من عمر حياته الزوجية الفعلية التي لم تزد على عامين وأربعة أشهر#bahrain #الاسرى_في_خطر [8]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [42]
وكل ذلك كتب، في لحظة فاصلة حين قرر أن يخرج من منزله ليشتري علبتين فقط، احداهما علبة سجائر.. والأخرى علبة حليب#Bahrain #14feb [37]
— msmahdi (@masoomamahdi) March 15, 2015 [43]