نُشر هذا المقال والتقريرالتّقرير الإذاعي بقلم آري دانيال عن العالم في كلمات ظهر في الأصل على بري نقطة اورغ (PRI.org) في 5 فبراير/شباط 2015، وأعُيد نشره كجزء من اتفاقية مشاركة المحتوى.
حسب الخبراء، “اه” و”امم” وحوش مختلفة نوعاً ما. يقول مارك ليبرمان، وهو لغوي في جامعة بنسلفانيا: “يبدو أن الأمر هو أن “امم” تشير بشكل عام إلى وقفة أطول أو أكثر أهمية من “آه”. على الأقل هذا ما كان يعتقده.
قام ليبرمان بدراسة هذا المسمّى”التوقفات المُعبأة” لمدة عقد تقريبًا، وقال إنّه توصل إلى اكتشاف غريب إلى حد ما.
يقول:” مع تقدم الأمريكيين في السّن، يستخدمون اه “uh” أكثر”. “وفي كل عُمر، يستخدم الرّجال اه “uh” أكثر من النّساء”.
إذا نظرتم إلى “امم،” العكس تماماً هو الصّحيح. يقول الشباب “امم” في كثير من الأحيان أكثر من كبارالسّن. بغض النظر عن العُمر، تقول النساء “امم” أكثر من الرجال. لا أحد، ولا حتى اللّغويين، كانوا يتوقعون هذه النتيجة؛ حتى درسوا هذه التّلَعثُمات، ظنوا أنه كان أكثر حول مقدار الوقت الذي يتلعثم فيه المتحدث أكثر من الهوية الجنسانية.
في أواخر الصيف الماضي، حضر ليبرمان مؤتمر في جرونينجن في هولندا. خلال استراحة لتناول القهوة، كان ليبرمان يتحدث مع مجموعة صغيرة من الباحثين. طرح استنتاجاته حول الاختلافات العمرية والجنسانية المتعلقة بـ امم”um” و”اه”-“uh”، مما دفع المجموعة للبحث عن هذا النمط خارج اللغة الإنجليزية الأمريكية. قاموا بفحص الإنجليزية البريطانية والاسكتلندية والألمانية والدنماركية والهولندية والنرويجية.
النتيجة، يقول لغوي جامعة جرونينجن مارتين ويليينغ (Martijn Wieling)، أن “في جميع الحالات، نجد نفس الشّيء”. تمامًا مثل الأمريكيين الذين قام مارك ليبرمان بتحليلهم، قالت النساء والشباب امم “um” أكثر من اه “uh”.
خلاصة ويلينغ هي أننا نشهد تغييرًا متقدمًا في اللغة، “وأن النساء والشباب يقودون التغيير”.
مستقبل “امم”
هذا النمط من النساء والشباب الذي يقودنا إلى الأمام هو نمطي لمعظم التغيرات اللغوية. ولكن لماذا “امم” مستقبلنا، عَبر قارّتين على الأقل وخمس لغات جرمانية؟ لا يزال لغزًا مُحيرًا
جوزيف فروهوالد، وهو لغوي اجتماعي في جامعة أدنبورغ، يوافق على أن “امم” و “اه” يمكن أن تستخدم بشكل مُختلفٍ قليلاً. ولكن بقدر ما هو قلق، فهي تعادل الى حدٍ كبير.
“عندما يكون لديك خياران، يمكنك البدء في استخدام واحد أكثر تَواترًا وربما استبدال واحد آخر بحيث لم يعد خيارًا”، كما يقول. “فلماذا ‘امم؟’ هي مجرد واحدة من هذه الأشياء. هناك دائمًا قليلاً من العشوائية للوضع برمته”.
بشكل عشوائي، يعني بها أننا لا نعرف لماذا التغييرات مثل هذه في الاستخدام تحدث، أو متى سيكون الآخرالمقبل. يعترف فروهوالد (Fruehwald) أن اللّغويين رهيبون في التنبؤ بالمستقبل — أسوأ من خبراء الأرصاد الجوية! اللّغة، كما يقول، أكثر فوضوية من الطقس.
أما عن كيفية قفز مثل هذا الاتجاه اللغوي من لغة إلى أخرى، يقول فروهوالد (Fruehwald) “هناك بعض الحالات الموثقة لهذا النوع من الأشياء التي تحدث، وعادة حيث يمكن للناس التحدث باللغتين واستعارة سيمات الواحدة وتطبيقها على الأخرى”.
اللغة الإنجليزية هي الأكثر احتمالاً للتأثير على اللغات الأخرى، لكننا ما زلنا لا نعرف ما إذا كان هذا هو الواقع ما يحدث مع “امم”. هناك حاجة إلى المزيد من البحوث والمزيد من اللغويين.
بالنسبة لمستقبل “امم” و”اه” قد تتذبذب من حيث شعبيتها، أو ربما سنشهد إنقراض “اه” من معجمنا.
هل سيفتقد فروهوالد (Fruehwald) “اه؟”. “ليس لدي اتصال عاطفي قوي حقاً إلى أي من هذه”، يعترف. “على الرّغم من أن يعتمد على تركبتي السكانية العمرية، أنا على الأرجح الأكثر استخدامًا “امم”. لذا ربّما هذا هو المكان الذي يجب أن أرمي فيه ولائي”.
نشرة العالم في كلمات على فيسبوك واي تيونز.
يضيف باتريك كوكس (Patrick Cox): في نشرة هذه الحلقة أيضًا، محادثة مع مايكل إيرارد (Michael Erard)، محرر شوا فاير ومؤلف كتاب “امم…: زلات، العثرات والأخطاء اللفظية، وماذا تعني”.