سُجن لبنانيان لنشرهما تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
في الـ6 من أكتوبر/تشرين الأول 2015 أُطلق سراح الناشط السياسي ميشال الدويهي بعدما اعُتقل لتسعة أيام بسبب تعليق على فيسبوك. في هذا التعليق، انتقد دويهي ما وصفه بالمعاملة الخاصة للهارب من العدالة السلفي أحمد الأسير خلال اعتقاله. فكان رجل الدّين اللّبناني أحمد الأسير قد اعتُقل في مطار بيروت الدّولي في الـ15 من أغسطس/آب بعدما كان مختفيًا لمدة سنتين. وقد اختبأ الأسير بعدما أسس ميليشيا مسلّحة في صيدا في جنوب لبنان وأمر رجاله بإطلاق النّار على حواجز الجيش اللّبنانيّ في يونيو/حزيران 2013. حاول الأسير أن يهرب إلى نيجيريا عبر القاهرة مُستخدمًا أوراق تعريف فلسطينيّة مزوّرة. وانتقد العديد من النّاشطين “تدليل” الأسير خلال اعتقاله خلافًا لما يتعرّض إليه النّاشطون أحيانًا من ضرب.
اعتقل مكتب الأمن العام وهوالهيئة الحكوميّة الرسمية في هذه المسألة الدويهي واتهمه بالتّحريض على الطائفية والتشهير وتشويه السمعة. وهذه الاتهامات عينها التّي أدّت إلى الحكم على الصحفي محمّد نزّال من جريدة الأخبار إذ حُكم على نزّال بالسّجن لمدة ستة أشهر وغرامة قيمتها 633 دولار أميركي.
وبالرغم من الإفراج عن الدويهي إلا أّنه اتُّهم بموجب المادّة 386 من القانون الجزائي اللبناني الذي يجرم تشهير الرئيس والمسؤولين الحكوميين والأفراد وتشويه سمعتهم. بيد أنّه تم استبدال هذه الفترة بالأيام التسعة التّي كان قد قضاها في السجن وغرامة قيمتها 200 دولار أميركي.
من جهة أخرى أطلق مستخدو تويتر الهاشتاغ #FreeMichelDouaihy (أطلقوا سراح ميشال الدويهي) للتّوعية حول هذا الموضوع. كما استخدم مناصروه المادّة 13 من الدّستور اللّبناني الّذي يضمن حرية التعبير وحرية الصحافة “ضمن الحدود الّتي يسنها القانون”. فقانون الصحافة اللبناني الحالي (الذي تم سنه في العام 1962) لا يقدّم أي حماية صريحة وواضحة للصحافيين أو المدونين. وبالإضافة الى الحملة على الإنترنت تظاهر أهل الدويهي وأصدقاؤه في مسقط رأسه في زغرتا في شمال لبنان.
بالصور.. اعتصام في زغرتا احتجاجا على اعتقال #ميشال_الدويهي – #الحريه_لميشال_الدويهي http://t.co/QZt55GZmCp pic.twitter.com/gj14cIgw3A
— IMLebanonNews (@Imlebanonnews) October 5, 2015
في العام 2009 تم اعتقال واستجواب وتهديد أكثر من 15 مدون أو ناشط في لبنان بسبب ما كتبوه على الإنترنت. وغرّد محمد نجم وهو لبناني مناصر لحقوق الإنسان والمؤسس المشارك لموقع تبادل الإعلام الإجتماعي بيانًا يدعم فيه ميشال الدويهي:
لا أعرف ميشال، لكن لكل شخص الحرية بالكتابة والتعبير عن رأيه ان كان على الفيسبوك او اي وسيلة أخرى. #الحريه_لميشال_الدويهي #بيروت
— Mohamad محمد (@monajem) October 4, 2015
وغردت الصحافية لارا صقر:
اليوم ميشال الدويهي، بكرا مين؟ #الحرية_لميشال_الدويهي — Lara Sakr (@larasaker) October 4, 2015
في حالة مشابهة لما حصل للدويهي تم الحكم غيابيًا على محمّد نزّال بالسجن لمدة 6 أشهر وغرامة قيمتها 633 دولار أميركي على تعليق نشره على فيسبوك منذ عامين. وكان هذا التعليق يحتوي على الجملة التي اعتبرت أساسًا للتشهير: #القضاء_وصرمايتي_سوا. وغرّد نزال:
أخبرتني المحامية اليوم أن محكمة الجزاء في بيروت أصدرت بحقي حكمها.. غيابياً.. والذي قضى بسجني 6 أشهر. ماشي يا بني آدمين :) .
— Mohammad Nazzal (@Nazzal_Mohammad) October 5, 2015
وبذلك عبر الصحافيون والمدنيون في لبنان والشرق الأوسط عن دعمهم لنزال على مواقع التواصل الاجتماعي:
أنا لست صحافية، وبغض النظر عن موافقتي أو رفضي للعبارة التي أوردها الزميل محمد نزال، أرفض تكميم الأفواه، وأطالب بإسقاط الدعوى المرفوعة عليه. وأؤكد على حريته الكاملة في التعبير عن رأيه، من دون تعريضه لأي ملاحقة أو سجن. فإذا كان هاشتاغ #القضاء_وصرمايتي_سوا عقابه السجن، فلنسجن كلنا معاً. #كلنا_محمد_نزال #القضاء_مش_قدر #مع_حرية_التعبير
كما غرد الصّحافي رامز القاضي بيانًا تمت مشاركته بكثافة:
أنا صحافي/ة، أرفض تكميم الأفواه، وأطالب بإسقاط الدعوى المرفوعة على الزميل محمد نزال. من الممكن أنني أرفض ومن… http://t.co/6qSEYvTOSZ — رامز القاضي (@ramezelkadi) October 7, 2015
كما نشر الصّحافي غسان سعود بيانًا على صفحته على فيسبوك يدعم فيه نزال الذي وصفه بالصحافي الّذي لم يرضَ برشوة أو مساومة. كما أشار السّعود إلى أنّ هذا الهجوم على نزّال يتعدى مهاجمة حرية التعبير فهذا هجوم شخصي على نزال والشخصية الصحافية التي يمثلها ضمن لعبة سياسية محكمة:
محمد نزال صحافي لم يرتشي يوماً، ولو بكرافات أو كارت حفلة فنية أو حسم هون أو هونيك..محمد نزال صحافي لم يكتب يوماً مقال ت…
Posted by Ghassan Saoud on Wednesday, October 7, 2015