موريتانيا: الحمى النزيفية ترعب المواطنين

صورة لغلق باب أحد المستشفيات أمام المواطنين، نشرتها الناشطة مليكة محمد لمين على فيسبوك

صورة لغلق باب أحد المستشفيات أمام المواطنين، نشرتها الناشطة مليكة محمد لمين على فيسبوك

أظهرت وثيقة مسربة أرسلتها  وزارة الصحة الموريتانية لمنظمة الصحة العالمية وفاة 8 مواطنين موريتانيين بسبب حمى الوادي المتصدع النزيفية، وأن هذه الحمى سجل تواجدها في 13 مقاطعة، اثنتين منها في نواكشوط، وقد أتت هذه المعلومات بعد أن ثار جدل كبير في موريتانيا حول حمى نزيفية تفشت في المواطنين، حيث ظلت وزارة الصحة تنكر وجودها وتتهم المتحدثين عنها بتهويل الأمر والاستتغلال السياسي، وهو ما جعل النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي يتهمون وزارة الصحة والحكومة بمغالطة الشارع، وقد أطلقوا  هاشتاغ #بلد_ينزف كنوع من الضغط على الحكومة للتحرك بجدية لمساعدة المواطنين المنكوبين بالحمى وتوعية المواطنين  بخطورتها، وقد أخذ زخمًا كبيرًا على الشبكة، وقال الناشط الموريتاني يحي اللود:

” بعد ثلاث ساعات علي إطلاق وسم ‫#‏بلد_ينزف تفاعل غير مسبوق و تفاصيل من مختلف مناطق الوطن عن حالة وبائية تجتاح البلد و تحاول السلطات بكل السبل التغطية عليها.”.

صورة تظهر المستنقعات في نواكشوط، نشرتها صفحة جمعية الارادة على فيسبوك

صورة تظهر المستنقعات في نواكشوط، نشرتها صفحة جمعية الارادة على فيسبوك

وكان  نشاط المدونين والنشطاء قد فرض على الحكومة الخروج عن صمتها، حيث أدلى وزير الصحة عبر التلفزيون الرسمي بخبر أربعة وفيات بسبب حمى الوادي المتصدع لكن أكد أن الوضع تحت السيطرة، وهو ما استفز النشطاء على الشبكة، حيث كثفوا نشاطهم وطالبوا بإقالته والاعتراف بالكارثة والتعامل بشفافية معها، وقد انتقد الدكتور عبد الله ولد بيان رئيس المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان، كلام الوزير وتبريره للواقع:

” تبرير وزير الصحة لوفاة أربعة مواطنين حتى الآن بكون أحدهما له سابقة إصابة بالتهاب الكبد و آخر بإصابة كلوية، تبرير سيّء من الناحية الطبية على الأقل، إن أغفلنا الناحية الأخلاقية.

فمع أن ولد جلفون لم يستطع تحديد “سوابق” المواطنيْن الآخريْن -رحمهما الله-، إلا أنه يجهل بهذا التبرير، أو يتجاهل، كون أول ضحايا الأوبئة هم عادة من أصحاب الوضعيات المناعية الخاصة: ككبار السن و أصحاب الأمراض المزمنة و الأطفال و الحوامل..، و غيرهم.

فهذا تبرير سيّء، طبياً و أخلاقياً”

وقد قام النشطاء على الشبكة بتداول صور وفيدوهات للوضع المزري للمستشفيات الموريتانية واكتظاظها بالمرضى المصابين بالحمى النزيفية، وتحدث أطباء عن وجود حالات بحمى الضنك و حمى القرم – كونغو النزيفية، وقد اشتكى بعض الصحفيين من حالة التعتيم، وقد قالت مديرة مكتب قناة الجزيرة في نواكشوط زينب منت أربيه:

” نحتاج معرفة طبيعة الحمى التي يتحدث عنها المواطنون وعن طرق انتقالها و أسبابها و طرق الوقاية منها

نود لقاء اللجنة التي تم الحديث عنها في البيان و التعرف على طبيعة عملها و المعلومات المتوفرة لديها

نود مرافقة طاقم طبي لزيارة أحد المستشفيات للوقوف على حالات الحمى التي يتم الحديث عنها والتي لم تستدعي عزل المريض و أطلق عليها من أصيبوا بها و تماثلوا للشفاء في ظل غياب المعلومات حمى الضنك

نحتاج معلومات دقيقة كلما استدعت الضرورة ذلك إذ لا نريد أن نبني أخبارنا عَل التخمينات و التأويلات ووجهات النظر

فكلما غابت المعلومات الرسمية ارتفعت أسهم الشائعات و زاد منسوب القلق”

وهنا ردود أفعال أخرى

لم يقتصر نشاط المدونين والنشطاء على العالم الافتراضي، فقد نظم مجموعة من النشطاء الموريتانيين  صباح يوم الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الصحة في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، وذلك للتنديد بتعاملها الفاتر مع الحمى النزيفية المنتشرة في موريتانيا هذه الأيام والتي خلفت العديد من الضحايا.

هذه الحالة ليست جديدة على موريتانيا، ففي نفس الفترة من العام الماضي عانى الموريتانيون من تفشي حمى الضنك. ومن الجدير بالذكر أن العاصمة الموريتانية نواكشوط تعاني من انتشار المستنقعات، بسبب غياب الصرف الصحي وهو ما ينتج عنه انتشار البعوض  الناقل للأمراض في أرجائها، خاصة الحمَّيات.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.