أقفلت العديد من المعاهد والجامعات والمراكز التعليمية أبوابها خلال الحرب الدائرة منذ 26 مارس/آذار 2015 في اليمن مما اضطر الكثير من الطلاب عدم مواصلة تعليمهم لاسيما بعد ارتفاع ثمن وسائل المواصلات العامة وفقدان بعض الناس لوظائفهم. لكن شباب يمنيين اختاروا وسيلة التواصل الاجتماعي واتساب لتكون منفذ لهم لمواصلة التعلم والاستفادة في ظل ظروف الحرب.
قامت كاتبة الأصوات العالمية بالتواصل مع بعض من أعضاء هذه المجموعات عبر واتساب والبعض الآخر بشكل شخصي خلال الفترة أكتوبر/تشرين الأول 2015 وههنا بعض القصص الناجحة.
بدرية البعداني مشرفة في طيران السعيدة تقوم بإدارة خمس مجموعات تعليمية على تطبيق واتساب (تعلم الخط، التصميم، التسويق، تعلم اللغة الفرنسية، الرسم). تقول بدرية:
بدأت أول فكرة بإنشاء مجموعات تعليمية تحب الرسم فأنشئت مجموعة لتستفيد من هواة الرسم الآخرون. من هذه المجموعة أتت فكرة إنشاء مجموعات تعليمية أخرى.
من وجهة نظرها، أن التعليم على واتساب ليس بالكافي، ولكن نتيجة لظروف البلد يعتبر بداية مشوار للتعلم ويساعد الطلاب على البحث والتعمق فيما بعد فيما تعلموه لاسيما أنه مجاني للجميع للذين يملكون (أو لا) القدرة لشراء الكتب للاستفادة من معلومات إضافية.
قام أحمد الوصابي بإنشاء مجموعة تعلم اللغة الفرنسية والتي تعمل بدرية البعداني على إدارتها. يقول أحمد:
ما دفعني لإنشاء هذه المجموعة هو العمل التطوعي، في العمل التطوعي نستفيد ونفيد الآخرين أولًا قبل كل شيء. اخترت اللغة الفرنسية كونها تخصصي الجامعي، فمن جانب نأخذ خبره في التعليم ومن جانب آخر نمارس اللغة.
ويرى أحمد تطبيق واتساب كوسيلة جيدة في مثل هذه الظروف ولاسيما أنه يتيح الاتصال وإرسال واستقبال المستندات.
منصور حزام أيضًا يساعد أحمد في نفس المجموعة كونه طالب لغة فرنسية في جامعة تعز التي أغلقت أبوابها بسبب الحرب في مدينة تعز اليمنية.
يقول منصور:
أنا طالب لغة فرنسية، فمن الطبيعي أن أسعى لتقويتها والمحافظة عليها. كما يقال أن أفضل طريقة هي التدريس كي لا ننسى ما تعلمناه، ومن وجهة نظري فإن تطبيق واتساب غير مناسب كوسيلة للتعليم عن بعد لأننا نجد صعوبات كثيرة، لكنه مجد نوعًا ما في ظل الحرب ويعتبر أفضل وسيلة متاحة للجميع.
في الوقت نفسه يقوم أيضًا فهمي المنصوب رئيس قسم التصميم (الجرافيك) في قناة اليمن اليوم وماحضرا في جامعة أزال لمواد الجرافيك بتدريس التصميم على واتساب. يقول فهمي:
مادفعني لتدريس التصميم هو شيء واحد، هو أنني يوماً كنت ابحث عن معلومات تفيدني في هذا المجال عند أناس يمتهنونها لكنهم احتكروها لأنفسهم. ولهذا كما كنت أنا محتاج للتصميم الآن، هناك من يحتاجون من يدلهم على المعلومات.
أما بالنسبة لواتساب، فمن وجهة نظري أرى أنه يقدم مساحة لا بأس لعرض المعلومات وليس من ناحية تدريسية، لأن التدريس بحاجة متابعة ومشاهدة واختبارات وليس النظر للجوال فقط. لكنه يقدم خدمة جميلة في تعليم بعض المفاهيم والبرامج التي نعتبرها خفيفة وكذلك قد يضع الشخص المهتم على الطريق الصحيح.
يعمل ماجد الهمداني أيضًا مدرسًا للرسم في أحد مجموعات واتساب. يقول ماجد:
ماجعلني أعطي دروس في الرسم هو أوقات الفراغ والضيق بسبب أوضاع البلد، أنا لست متعاد على أوقات فراغ طويلة لأنني دومًا مشغول، لذلك قررت أن استغل وقت فراغي بشيء أكسب منه المعروف لاسيما أنني لم أجد عمل أكسب منه مالاً في الوقت الراهن، الحمدلله فإن دعوات الطلاب تجعلني لا أحتاج أحد والله سيرزقني من مصادر أخرى.
يرى ماجد أن كل شيء في عصر التكنولوجيا يعتبر سلاح ذو حدين والذكي هو الذي يستطيع استغلال ذلك لما يفيده سواء كان تطبيق واتساب أو فيسبوك أو أي برامج تواصل أخرى ولكن يعتبر واتساب أفضل لأن تكلفته بسيطة ويمكن التعامل معه بسهولة عبر العالم من مكان واحد.
تحدث مالك الباركي، أحد طلاب هذه المجموعات التعليمية، عن استفادته من هذه المجموعات. يقول مالك:
استفدت من مجموعة الرسم بأشياء جديدة في الرسم كالأساسيات والالوان وأنواع الكراسات المستخدمة في الرسم واستخدامات الفرشات والأقمشة وتعرفت على رسومات فنانيين جدد.