- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

“كيف لا نخاف من أن يكون ذلك مصيرنا غدًا؟” ردود غاضبة بعد رجم فتاة أفغانية

التصنيفات: آسيا الوسطى والقوقاز, أفغانستان, احتجاج, النساء والنوع, حروب ونزاعات, سياسة, صحافة المواطن

لقطة شاشة من شريط إذاعة أوروبا الحرة المصور الذي يظهر رجم شابة حتى الموت.

تحذير: قد يحتوي هذا المقال على بعض الصور المؤلمة

تمّ رجم شابة أفغانية حتى الموت في فيروزكو عاصمة ولاية غور بعد اتّهامها بالزّنى في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول. ويظهر شريط مصوّر [1] قصير من إذاعة أوروبا الحرة شابة تُدعى رخشانه وهي مدفونة في التّراب حتى عنقها وتصرخ فيما يرمي عليها بعض الرجال الحجارة وهم يقولون: لا الله إلّا الله. (اللّقطات مزعجة جدًا).

وبعد عمليّة الرجم التي تمت في 25 من أكتوبر/ تشرين الأول، أعلم رئيس شرطة ولاية غور طلوع نيوز [2] أنّ رخشانه أُرغمت على الزواج برجل يكبرها سنًّا وتمّ رجمها حتى الموت بعد القبض عليها محاولة الفرار مع رجل آخر من ولاية غور.

بالإضافة إلى ذلك أعلنت محافظة الولاية سيما جويندا، وهي واحدة من إمرأتين فقط تسلّمتا منصب محافط في أفغانستان، أنّ عائلة رخشانه أرغمتها على الزواج.

وأضافت: ” إن عقاب الرجل الذي حاول الفرار معها كان متساهلًا جدًا ولم يتعرّض لأيّ أذى. هذه ليس أوّل حادثة من نوعها في هذه المنطقة ولن تكون الأخيرة”.

رجم شابة أفغانية تدعى رخشانه ذات 19 عامًا يذكّرنا بقول أفغاني قديم: ” وُجدت المرأة إمّا للمنزل إمّا للقبر.”

من جهة أخرى حمّل مسؤول محلي محمّد زمان عزيمي طالبان [4] مسؤوليّة الحادثة إذ تتحّكم طالبان بالقرية حيث وقعت الحادثة.

وأدّعت الصحيفة المحليّة “8 صبح [5]” أنّ رجل الدين موالله يوسف هو الذي أعطى الأمر برجم رخشانه إذ كان طلب منها الزواج من أخيه رغم رفضها المستمرّ لذلك.

وأضاف المتحدّث باسم محافظة الولاية عبد الحي خاطيبي أنّ رفض رخشانه للارتباط بأخ يوسف كان السّبب الرئيسي لرجمها.

وبحسب بحث أجرته “8 صبح [6]” كانت رخشانه فتاة جميلة ولم تتخطى الصف الدراسي السادس. وكانت هذه محاولتها الثانية للفرار من منزلها هربًا من زواج مدبّر.

في المرة الأولى هربت مع رجل كان يعجبها يُدعى محمّد نابي وذلك بعد أشهر قليلة بعدما أجبرتها عائلتها على الزواج من رجل محلي ثري.

بيد أنّه لم يكن أمامها أيّ خيار عدا العودة إلى القرية بعدما هدّدت عائلة زوجها عائلة نابي واحتجزتهم رهائن. وحين عادت لم يعد زوجها مهتمًّا بها وتزوّج شقيقة نابي عوضًا عنها.

ولكن على الرغم من ذلك منع الشيوخ المحليون رخشانه ونابي من الزواج.

واستمرّت أيّام رخشانه السوداء. فعرض رجل يبلغ 55 عامًا مبلغًا كبيرًا من المال على والدها للزواج منها. و على الرغم من رفضها وتهديدها بالفرار مجدّدًا إلّا أنّه وافق على العرض.

نفّذت حينها رخشانه تهديدها وفرّت هذه المرّة مع غول محمّد ابن رجل نافذ في القرية. وفي حين رُجمت رخشانه حتى الموت حصل غول على عقوبة 100 جلدة وأُرسل إلى منزله.

بعدها دعا الرئيس أشرف غاني الرجم بالعمل غير الإسلامي والمجرم وأمر بإجراء تحقيق دقيق ومعمّق بالحادثة.

Ashraf Ghani

بيان الرئيس الذي أمر به فتح تحقيق بحادثة الرجم

علاوةً على ذلك، أدان [7]البرلمانيون هذه الحادثة. وأضافت فوزية كوفي وهي مرشحة من باداخشان فشلت في الترشّح للرئاسة [8]عام 2014: “هذه ثاني أفظع جريمة في تاريخ الإنسانية نشهدنا منذ أن تسلّمت الحكومة الجديدة الحكم”. وفي أوائل شهر مارس / آذار الماضي ضربت حشود غاضبة شابة تُدعى فرخندا وأحرقوها [9] بعدما اتُّهمت زورًا بحرق القرآن الكريم.

حين تشاهد فيديو رجم رخشانه تكره نفسك كرجل. وتبدأ بكره نفسك كإنسان

وأدّى هذا الفيديو ومدّته دقيقتين، التقطه أحد شهود العيان بهاتفه المحمول، إلى موجة من الانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك أثارت هذه الحادثة مشاعر سخط ضدّ السياسيين الخاملين والمتشدّدين دينيًا.

وعلّق أحد مستخدمي فيسبوك على فيديو أدان فيه البرلمانيون عمليّة الرجم قائلًا:

You useless politicians just keep talking as always. Shame on you all.

يا لكم من سياسيين عديمي النفع. تابعوا الكلام كالعادة… عار عليكم

وصادفت أخبار رجم رخشانه المروعة مع فوز مريم منصف في الانتخابات النيابية في كندا. أصبحت منصف، وهي لاجئة وُلدت في أفغانستان، اليوم وزيرة المؤسّسات الديموقراطية في مجلس الوزراء الشاب والمتنوّع تحت رئاسة رئيس الوزراء جاستن ترودو.

بالإضافة إلى ذلك قارن مستخدو مواقع التواصل الاجتماعي حياة من كلّ من هاتين الامرأتين وذلك احتجاجًا على ارتفاع نسبة العنف الجسدي في عهد ما بعد حكم طالبان.

mr

صورة رخشانه

Afghan Women

تحتجّ نساء كابول على مقتل رخشنه

حاولت مجموعة من النساء الحصول على العدالة من أجل رخشانه. وفي السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني نشرن بيانًا طالبن به الحكومة إجراء تحقيق جدّي وتحديد الأشخاص الذين سمحوا برجمها.

إلّا أنّ العديد اعتبر هذه الأفعال غير مُجدية.

وأدّى مقتل كلّ من فارخندا ورخشانه إلى تساؤل العديد من الأفغانيات حول ما إذا كانت هناك من ضمانات لحياتهنّ في أفغانستان ناهيك عن الحريّات.

 

رُجمت شابة تُدعى رخشانه حتّى الموت في أفغانستان. كيف لا نخاف من أن يكون ذلك مصيرنا غدًا؟

وعلّق [15] أحد مستخدمي فيسبوك:

How on earth can someone pick up a stone and throw it at a woman half buried in the ground? How can you live with yourself after doing that?

كيف يمكن لأحد أن يأتي بحجر ويرمي به على امرأة نصفها مدفونًا في الرمل؟ كيف يمكن لأيّ أحد أن يعيش مع نفسه بعد ذلك؟

لا ينصّ القانون الجزائي الأفغاني على الرجم حتّى الموت. بيد أنّه في العام 2013 حاول بعض المتشدّدين الدينيين في مجلس الشعب تشريعه.

ولكن لحسن حظّ الأفغانيّات أجبرت الضغوط الدولية الرئيس السابق حميد كرزاي على رفض هذا الاقتراح واستبداله بأحكام حول “الاحتجاز المطوّل” لمعاقبة الزنى.