- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

اغتيال الإعلامي السوري ناجي الجرف في تركيا بعد فضحه لجرائم داعش في حلب

التصنيفات: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, تركيا, سوريا, الإعلام والصحافة, النشاط الرقمي, حجب, حروب ونزاعات, حرية التعبير, صحافة المواطن, أدفوكس
المخرج والإعلامي ناجي الجرف هو المواطن الرقمي الرابع المشارك مع مجموعة الناشطين "الرقة تذبح بصمت" الذي يتم اغتياله [1]

المخرج والإعلامي ناجي الجرف هو المواطن الرقمي الرابع المشارك مع مجموعة الناشطين “الرقة تذبح بصمت” الذي يتم اغتياله

اغتيل المخرج والإعلامي السوري ناجي الجرف في وضح النهار في مدينة غازي عينتاب التركية القريبة من الحدود السورية وذلك في 27 ديسمبر / كانون الأول 2015. ويُعتقد أن اغتيال الجرف، 38 عامًا، يأتي انتقامًا من الفيلم الوثائقي الذي كان الجرف قد نشره مؤخرًا والذي وثق فيه جرائم داعش في حلب.

وقد تم إعلان الخبر البارحة من قبل المجموعة الحائزة على عدة جوائز “الرقة تُذبح بصمت [2]“، وهي مجموعة من المواطنين الصحفيين السوريين الناشطين تعمل على فضح الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش من قلب ما يُسمى عاصمته، مدينة الرقة السورية، متحديًة بذلك الصورة المرعبة والدموية التي يعمل التنظيم على ترويجها لنفسه.

وبحسب “الرقة تُذبح بصمت” فإن اغتيال الجرف تم بمسدٍس كاتٍم للصوت:

إن مخرجنا ناجي الجرف، أب لطفلتين، قد اغتيل اليوم بمسدس كاتم للصوت في غازي عنتاب.

وأفادت  [5]الصحيفة الالكترونية السورية زمان الوصل بأن الجرف قد اغتيل برصاصة في الرأس أُطلقت من مسدس كاتم للصوت أمام مبنى يضم مكاتب لمنظمات غير حكومية سورية. وبحسب الناشط السوري شكيب الجابري فإن فيلمه الوثائقي هو ما جعل الجرف هدفًا للقتل:

إن عمله حول أعمال داعش في حلب هو أحد أسباب اغتيال ناجي الجرف اليوم في غازي عنتاب. أقل ما يمكنكم فعله هو مشاهدة الفيلم.

ويوثق الفيلم البالغة مدته 24 دقيقة [8] والذي نُشر على يوتيوب، جرائم داعش في حلب بما تضمنته من خطف وقتل المسعفين في 2013 و 2014، وهي مشاهد كان الجرف قد صورها أثناء تواجده هناك. وقد حظي الفيلم الذي نُشر على قناة الجرف على يوتيوب منذ أسبوع بمشاهدات فاقت 22,000 مشاهدة.

وأفادت [9]لجنة حماية الصحفيين بأن الفيلم قد عُرض أيضًا على قناة العربية الفضائية، وجذب 12 مليون مُشاهِد وعشرات الآلاف من التعليقات على صفحة العربية على فيسبوك [10] بحسب ما أفادت [11]القناة.

ويُذكر عن الجرف عمله في تدريب [12] أعضاء مجموعة “الرقة تُذبح بصمت” والتي فازت بجائزة حرية الصحافة الدولية 2015 [13]التي تمنحها لجنة حماية الصحفيين وذلك لشجاعة المجموعة في تغطية الأخبار في سوريا. بالإضافة لذلك فقد كان الجرف رئيس تحرير حنطة [14]وهي مجلة الكترونية شهرية مستقلة تُعنى بشؤون السوريين. وكان الجرف قد أنجز أيضًا فيلمًا وثائقيًا عن نشاطات وأعمال “الرقة تُذبح بصمت”.

وقد تعرض ما لا يقل عن ثلاثة صحفيين أخرين مرتبطين “بالرقة تُذبح بصمت” للقتل، ففي 16 ديسمبر / كانون الأول 2015 اغتيل [15]أحمد محمد الموسى من قبل مقنعين في إدلب في الشمال الغربي لسوريا. وفي أكتوبر / تشرين الأول 2015 تعرض كل من إبراهيم عبد القادر [16]، عضو آخر من “الرقة تُذبح بصمت”، وزميله الصحفي فارس حمادي للقتل [17]على يد مسلحي داعش وذلك في أورفه في الجنوب الشرقي لتركيا. وفي مايو / أيار 2014 اختُطف المعتز بالله إبراهيم [18] وقتل أيضًا على يد داعش.

وقد وجهت مجموعة “الرقة تُذبح بصمت” أصابع الاتهام لداعش في اغتيال الجرف عبر سلسلة من التغريدات:

داعش يقول بأنه سيغزو روما ويسيطر على العالم لكنه خائف من مجموعة من الناشطين السلميين. يا له من تنظيم هش.

إذا كانت الدولة الإسلامية في العراق والشام خائفة من مجموعة من الناشطين السلميين فإنه من المحتم سقوط هذه الدولة اليوم أو غدًا.

يقاتلوننا بالرصاص ولكننا نقاتلهم بالكلمات. ونرى بأن كل كلمة من كلماتنا توازي رصاصة من رصاصاتهم.

وطالبت [9]لجنة حماية الصحفيين السلطات التركية بحماية الصحفيين السوريين الذين فروا إلى تركيا وبالإمساك بقاتلي الجرف.

من الجدير بالذكر بأن وسائط الإعلام تستقي الكثير من مجموعة “الرقة تُذبح بصمت” التي تقدم تقارير من الأرض حول الفظائع التي يرتكبها كل من داعش وقوات النظام السوري بالإضافة إلى الهجمات الجوية لقوات التحالف التي تستهدف المدنيين. وقد تعرضت المجموعة التي تأسست في أبريل / نيسان 2014 للتهديد من قبل داعش لفضحها جرائمه ووحشيته وكشفها أمام العالم وإظهار مقاومة أهل الرقة لحكم داعش الجائر.

لمتابعة “الرقة تُذبح بصمت” يمكن متابعة صفحتهم على فيسبوك [25]وحسابهم على تويتر [26]ومدونتهم [2]ولجميعها الآلاف من المتابعين.

تصنف [27]منظمة مراسلون بلا حدود سوريا ضمن الأسوأ في مجال الاعتداء على حرية التعبير، إذ تحتل سوريا المرتبة رقم 176 من ضمن 179 بلدًا وضعتها المنظمة على قائمتها العالمية لحرية الصحافة. فمنذ مارس / آذار 2011 قُتل 50 صحفي في سوريا، وسُجن ثمانية، في حين اعتُقل 17 من المواطنين الرقميين وقُتل 141 من ممارسي صحافة المواطن والمواطنين الرقميين.