- Global Voices الأصوات العالمية - https://ar.globalvoices.org -

مجتمعات أوتومِي-ناذو الأصلية في المكسيك تمارس حكمها الذاتي للدفاع عن أراضيها

التصنيفات: أمريكا اللاتينية, المكسيك, أصالة, بيئة, حكم, صحافة المواطن

Votación como en Cherán elección asamblea comunal Huitzizilapan_Aldabi Olvera

على غرار شيران، ميشوواكان، و زاپاتيستا كاراكولاس [القواقع الزاپاتية] في شياپاس، مارس مجتمع ناتو في هوِيتْزِيزيلاپان سيادته و صوت لخيار تكوين مجلس محلي خاص به. الصورة : من ماس دي 131 [أكثر من 131]

كانت هويتزيزيلابان تسمى في القديم نْدَاتْ، ومعناها “المدينة الكبيرة”. تضم حاليًا 12 من مجتمعات أوتومي-ناذو الأصلية التي تعيش في المنطقة بين المدينتين الكبيرتين مكسيكو و تُولوكا.

في فبراير/شباط 2015، نظَّم شعبها نفسه للدفاع عن غاباته وآلت هذه الحركة في نهاية الأمر لانتخاب نوابهم دون تأثير من أي حزب في 7 ديسمبر/كانون الأول من نفس السنة.

في ذلك اليوم، انتظر السكان الأصليون قدوم المكلف بالدعاوى الزراعية، وهو ممثل السلطة المخولة منح النفوذ للمجالس المشَكلة على أراض مملوكة جماعيًا في المكسيك.

لكن الممثل لم يأت مبررًا غيابه بحادث.

في نفس الوقت، غادر المكان أعضاء من اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان [1] حيث دعاهم الكوموناروس (مصطلح مكسيكي يطلق على أعضاء المجتمع التضامني الزراعي ) لتوثيق الاجتماع.

كل هذا لم يمنع أعضاء هذا المجتمع الأصلي من ممارسة حقوقهم حسب اتفاقية 169 لمنظمة العمل الدولية [2]، الدستور المكسيكي، والتشريع الزراعي.

عن طريق التصويت برفع الأيدي، قاموا خلال الإجتماع باختيار “مرشحي الشعب” بالإجماع.

ومع ذلك، يقول شعب ناذُو إنهم وجدو انفسهم مجبرين على مواجهة جمعية جديدة عمل الممثل الزراعي على تأسيسها دون أساس قانوني في 18 يناير/كانون الثاني 2016.

يخشى الناذو أن تقوم الحكومة المحلية والحزب الثوري المؤسساتي [3] الموالي للحكومة بفرض سلطة أخرى موازية بدل السلطة التي انتخبها الشعب.

ولهذا قرروا بذل الجهود لتعزيز تصويتهم.

قال أبونديو ريفارا أحد القادة المحليين: نسعى للتنظيم ونعمل على زيارة جميع الكوموناروس حتى نحقق الفوز مرة أخرى.

في بيان صادر في 12 يناير/كانون الثاني انتقد الكوموناروس السلطات السابقة في المدينة، التي كان لها روابط مع الحزب الثوري المؤسساتي، لأنها سلمت 2000 بيسو مكسيكي لكل شخص لإقناع الناس بعدم دعم “مرشحي الشعب” المختارين.

“سَعْيُنا حثيث من أجل مزيد من الوعي”. هذا ما أكده السبد ريفيرا. وقد نجحوا في ذلك، في 18 يناير/كانون الثاني فازوا من جديد.

أعدت الحكومة الاتحادية منذ 2003 سجلات للكوموناروس في المراكز الزراعية والبلدية في كامل البلاد.

يوجد في هويتزيزيلابان 904 كوموناروس، الذين يتخذون القررات المتعلقة بالأرض. منذاك الحين، فرضت السلطات البلدية جميع أنواع المشاريع، دون أي استشارة مسبقة للشعب.

كان القصد من حركة سنة 2014 ومن تكوين فريق من المرشحين من الاجتماعات المفتوحة المنعقدة في المدينة هو تلافي الدمار البيئي وحماية كيان أراضي شعب هوِيتْزِيزيلابان.

جاء في أولى كلمات المفوضية الجديدة بمجرد انتخابها في ديسمبر/كانون الأول:

Todos sabemos la gran problemática del núcleo comunal, tendremos que cuidar nuestro territorio, nuestra agua y nuestro bosque y atender otros problemas. Me parece que tengamos en cuenta a los que los que están afuera y en casa que son ciudadanos de San Lorenzo. Que abramos el padrón para que se puedan registrar”.

يعرف الجميع المصاعب الشاقة التي تواجه مجتمعنا، علينا العناية بأرضنا ومياهنا وغابتنا، علاوة على معالجة المسائل الأخرى. يبدو لي أن علينا ألا ننسى أولئك المواطنين من سان لورنزو، سواء مازالوا في مكانهم أو غادروا. فلنمنحْهم الفرصة للتصويت.

وذهب أحد الكوموناروس الآخرين أبعد من ذلك قائلًا:

Voy a luchar para que abran las puertas, que se abra la autonomía del pueblo. Más allá de abrir el padrón, abrir las puertas del pueblo y recuperar la autonomía que hace quince años poseía, porque jóvenes y niños tienen derecho a decidir en tierras y bosque y que ya no venga la Procuraduría Agraria a mandarnos”.

سأكافح من أجل الحكم الذاتي للشعب، وليس فقط من أجل فرصة التصويت. سأفتح الأبواب للشعب وأستعيد الحكم الذاتي الذي كان لنا منذ 15 عامًا. لأن لأبناءنا حق تقرير مصير أرضهم وغابتهم، دون وصاية من الممثل الحكومي الزراعي.

 الأمر الرئاسي

مثل جيرانها، كسوشيكووتلا وأيوتوكسكو، تواجه هوِيتْزِيزيلابان مشروع بناء الطريق السريع تولوكا-ناوكابان، في عقد مع شركة يملكها خوان أرماندو هينوجوزا [4]، أحد رجال الأعمال الأكثر حظوة عند حكومة الرئيس المكسيكي انريكي بانيا نيتو.

بداية 2015 وافق لويس انريكي دورانتس، مفوض المدينة السابق وعضو الحزب الثوري المؤسساتي [3]، على “مخطط لاستغلال الغابة”، دون إعلام الشعب.

وبعد بضعة شهور، صباح يوم 5 يوليو/تموز، اعتصم الشبان والشابات من هوِيتْزِيزيلابان في مبنى المجلس البلدي، وأشعلوا النار لمشاهدة اجتماع كان دورانتس خطط فيه لتسليم أرض السكان للحكومة المحلية في لارْما من خلال آلية تسمى “فك الاندماج” .

في ذلك الصباح، دقت أجراس الكنيسة قريبًا من مكاتب المجلس، واستجاب مئات من السكان  للنداء لطرد ألف شرطي من مدينتهم.

كان النساء والشباب و الأطفال في هوِيتْزِيزيلابان قد تعرفوا على السكان الأصليين من كل أنحاء البلاد، وأيضًا على بعض أسر الثلاثة والأربعين طالبا من معهد أيُوتْزينابا للمعلمين في ولاية غيريرو المفقودين للآن.

تقدمت قضيتهم بطلب أوامر حماية ضد مرسوم مصادرة على أرضهم الذي أمر به الرئيس بانيا نيتو في مارس/آذار 2014، بالإضافة لذلك أصدروا صحيفة جماعية وكتبوا على جدران المدينة كتابات مثل “نحن كوموناروس” و “هنا قد تسَلم الشعب مهامه” .

الغابة الثمينة

إن الغابات التي يدافع عنها كسوشيكووتلا وهوِيتْزِيزيلابان معترف بها من حكومة المكسيك بصفتها “محميات غابات ومياه في الحوض الجنوبي للنهر”.

وتصنف المساحة المقدرة بـ 105844 هكتار تحت اسم منتزه زمبوالا لابوفا للسياحة البيئية والترفيهية، ويُعرف بمنتزه أوتومي-مكسيكا.

يصر پانيا نيتو والحاكم إروفيال أفيلا على بناء طريق سريع طوله 39 كم خلال هذه الغابة، مما سيقسمها عمليًا إلى شطرين. أعلن أفيلا أن المشروع سينجز في 2016.

عند انتخابه في 7 ديسمبر/كانون الأول، طرح مفوض الشعب الجديد سؤالاً: “لما نهتم بأمر الغابة؟”

ثم أجاب السؤالَ قائلاً: “لأنها الرئة التي يتنفس منها سهل تولوكا وسهل مكسيكو. إن المسألة تتعلق بالمحافظة عليها للأجيال القادمة. لنعمل على رفع مستوى الوعي”.