
دير القدّيس إيليّا، في الموصل-العراق، الدير الأقدم في العراق. الصورة عن ويكيبيديا كومنز، مستخدمة وفق GFDL
دُمر الدّير الأقدم في العراق، دير مار إيليّا، من قبل داعش، حسب الأخبار المنشورة في 20 يناير/ كانون الثاني. الدّير المعروف بدير القدّيس إيليّا بُني في العام 595 للميلاد، ويقع في نينوى جنوب الموصل. حيث تتحصّن فيه الميليشيات المسلحة. ومع أنّه في حالة خراب كامل، فما زال الحجّاج المسيحيون يقصدون المعبد الحجري، والذي يتألف من حرم ومصلّى، وتحيط به ينابيع مياهٍ معدنيّة. صور الأقمار الصناعيّة المنشورة من قبل وكالة الأنباء الأمريكية المشتركة، والتي نشرت القصة، أظهرت الحطام حيث كان البناء قائمًا في السّابق.
قامت محررة الصور الفوتوغرافيّة في الوكالة للشرق الأوسط، مايا الجيروزو، المتواجدة في القاهرة، بنشر صورة دون تاريخ كانت قد أُخذت لدير مار إيليّا قبل تدميره، وغردت:
I can't describe the feeling of standing in a place that is no longer there https://t.co/coZAGeGfzc pic.twitter.com/Y4ndF3q4f2
— Maya Alleruzzo مايا (@mayaalleruzzo) January 20, 2016
لا أستطيع وصف إحساسي وأنا أقف في مكانٍ لم يعد له وجود.
وقد عبّر آخرون عن انزعاجهم واستنكارهم لهذا الفعل: غرّد فوزي شنغالي، من العراق:
تنظيم #داعش يفجر دير مار ايليا اقدم دير في العراق بني ما قبل الاسلام ذبحوا البشر ودمروا الحجر وعاثوا في الارض فسادا #الدوله_الإسلاميه !!!
— Fawzi Shingali (@FawziShingali) January 20, 20
بعد أن احتلّت داعش الشّريط الحدودي بين العراق وسوريا، كانت في حالة من الهوس من أجل محو كلّ معالم “الرّدة” التي تصادفها. محطِمةً مواقع أثريةٍ من بينها نينوى، نمرود، والحضر والتي كانت مصنفةً لتدرج على قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو العالمية.
تعتبر داعش عبادة القدّيسين من أفعال “الرّدة” كما وتعتبر جميع أولئك الذين لا يشاركونها فكرها الإسلامي المتعصّب “زنادقة”.
10 مواقع أثريّةٍ مدمرةٍ من قبل داعش وأهميتها.
جيمس نويس، من المملكة المتحدة، يدعو المجتمع الدولي “لإعادة التفكير” في استراتيجيته لحماية هذه المواقع الأثرية الهامة، وخاصةً لأن الإتفاقيات العالمية غير كافيةٍ لتأمين حمايتها.
شرح جيمس وجهة نظره عبر سلسلةٍ من التغريدات:
Once again, events like the razing of Deir Mar Elia demonstrate the ineffectiveness of the international response to heritage destruction.
— James Noyes (@JRANoyes) January 20, 2016
مرةً أخرى، حوادث كتدمير دير مار إيليّا تُظهر عدم كفاءة الردود الدوليّة إزاء تدمير التراث العالمي.
UNESCO conventions don't help places like Deir Mar Elia. They are treaties which depend on peace, and are often ignored by signatories.
— James Noyes (@JRANoyes) January 20, 2016
اتفاقيات منظمة اليونسكو لا تساعد أماكن كدير مار إيليّا. فهي تتناول معاهدات السّلام، وغالبًا ما يتم تجاهلها من قبل الموقعين عليها.
The use of a heritage site by a state's or an occupier's troops is a technical violation of the Hague Convention: an act of non-compliance.
— James Noyes (@JRANoyes) January 20, 2016
استخدام التراث الإنساني من قبل دولةٍ ما أو قوّات عسكريّة، يشكّل انتهاكًا فعليًّا لإتفاقيّة لاهاي، ومثال على التنصل منها.
And then we have the issue of groups operating today (like IS) who denounce the very premise of cultural heritage and universal value.
— James Noyes (@JRANoyes) January 20, 2016
وأيضًا، لدينا قضّية المجموعات الناشطة حاليًّا كداعش، التي تُدين فرضيّة وجود تراثٍ ثقافيٍّ وقيمٍ عالميّة.
And so we might ask: faced with both non-compliance and non-recognition, how can Hague conventions really save places like Deir Mar Elia?
— James Noyes (@JRANoyes) January 20, 2016
وهكذا، يمكننا طرح التساؤل التالي: كيف يمكن أن تحمي اتفاقية لاهاي، أمام هذا التنصل وعدم الاعتراف، مواقعًا أثريّة كدير مار إيليّا؟
Surely there needs to be rethinking about how, in today's climate, the international community protects important cultural heritage sites.
— James Noyes (@JRANoyes) January 20, 2016
هناك حاجةٌ ملحّة لإعادة التفكير، في هذا المناخ الحالي، حول إمكانيّة المجتمع الدولي حماية المواقع المهمّة التي تُعدّ إرثًا حضاريًّا.
في فبراير/ شباط من العام الماضي، أحرقت داعش مكتبة الموصل، مُتلفتةً مئات الآلاف من الكتب والمخطوطات التي يعود تاريخ بعضها إلى مايقارب 800 عام.
الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وقعت تحت سيطرة الميليشيات المسلحة في يونيو/أيار من عام 2014، وهي حاليًّا تحت سيطرة هذه الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة الذي يقاتل في سوريا أيضًا.