تنظيم داعش يدمّر دير مار إيليّا، الدير الأقدم في العراق

Saint Elijah's Monastery, Mosul, Iraq - the oldest Christian monastery in Iraq. Photograph by Doug, on Wikimedia Commons, used under GFDL

دير القدّيس إيليّا، في الموصل-العراق، الدير الأقدم في العراق. الصورة عن ويكيبيديا كومنز، مستخدمة وفق GFDL

دُمر الدّير الأقدم في العراق، دير مار إيليّا، من قبل داعش، حسب الأخبار المنشورة في 20 يناير/ كانون الثاني. الدّير المعروف بدير القدّيس إيليّا بُني في العام 595 للميلاد، ويقع في نينوى جنوب الموصل. حيث تتحصّن فيه الميليشيات المسلحة. ومع أنّه في حالة خراب كامل، فما زال الحجّاج المسيحيون يقصدون المعبد الحجري، والذي يتألف من حرم ومصلّى، وتحيط به ينابيع مياهٍ معدنيّة. صور الأقمار الصناعيّة المنشورة من قبل وكالة الأنباء الأمريكية المشتركة، والتي نشرت القصة، أظهرت الحطام حيث كان البناء قائمًا في السّابق.

قامت محررة الصور الفوتوغرافيّة في الوكالة للشرق الأوسط، مايا الجيروزو، المتواجدة في القاهرة، بنشر صورة دون تاريخ كانت قد أُخذت لدير مار إيليّا قبل تدميره، وغردت:

لا أستطيع وصف إحساسي وأنا أقف في مكانٍ لم يعد له وجود.

وقد عبّر آخرون عن انزعاجهم واستنكارهم لهذا الفعل: غرّد فوزي شنغالي، من العراق:

بعد أن احتلّت داعش الشّريط الحدودي بين العراق وسوريا، كانت في حالة من الهوس من أجل محو كلّ معالم “الرّدة” التي تصادفها. محطِمةً مواقع أثريةٍ من بينها نينوى، نمرود، والحضر والتي كانت مصنفةً لتدرج على قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو العالمية.

تعتبر داعش عبادة القدّيسين من أفعال “الرّدة” كما وتعتبر جميع أولئك الذين لا يشاركونها فكرها الإسلامي المتعصّب “زنادقة”.

10 مواقع أثريّةٍ مدمرةٍ من قبل داعش وأهميتها.

جيمس نويس، من المملكة المتحدة، يدعو المجتمع الدولي “لإعادة التفكير” في استراتيجيته لحماية هذه المواقع الأثرية الهامة، وخاصةً لأن الإتفاقيات العالمية غير كافيةٍ لتأمين حمايتها.

شرح جيمس وجهة نظره عبر سلسلةٍ من التغريدات:

مرةً أخرى، حوادث كتدمير دير مار إيليّا تُظهر عدم كفاءة الردود الدوليّة إزاء تدمير التراث العالمي.

اتفاقيات منظمة اليونسكو لا تساعد أماكن كدير مار إيليّا. فهي تتناول معاهدات السّلام، وغالبًا ما يتم تجاهلها من قبل الموقعين عليها.

استخدام التراث الإنساني من قبل دولةٍ ما أو قوّات عسكريّة، يشكّل انتهاكًا فعليًّا لإتفاقيّة لاهاي، ومثال على التنصل منها.

وأيضًا، لدينا قضّية المجموعات الناشطة حاليًّا كداعش، التي تُدين فرضيّة وجود تراثٍ ثقافيٍّ وقيمٍ عالميّة.

وهكذا، يمكننا طرح التساؤل التالي: كيف يمكن أن تحمي اتفاقية لاهاي، أمام هذا التنصل وعدم الاعتراف، مواقعًا أثريّة كدير مار إيليّا؟

هناك حاجةٌ ملحّة لإعادة التفكير، في هذا المناخ الحالي، حول إمكانيّة المجتمع الدولي حماية المواقع المهمّة التي تُعدّ إرثًا حضاريًّا.

في فبراير/ شباط من العام الماضي، أحرقت داعش مكتبة الموصل، مُتلفتةً مئات الآلاف من الكتب والمخطوطات التي يعود تاريخ بعضها إلى مايقارب 800 عام.
الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وقعت تحت سيطرة الميليشيات المسلحة في يونيو/أيار من عام 2014، وهي حاليًّا تحت سيطرة هذه الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة الذي يقاتل في سوريا أيضًا.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.