إطلاق سراح السجناء السياسيين هو مطلب المصريين في العيد الخامس لثورة 25 يناير

A protest in Tahrir Square in June 2012. Photograph by Mosa'ab Elshamy from his flickr account. Used under (CC BY-NC-SA 2.0)

اعتصام في ساحة تحرير في يونيو/ حزيران 2012. (تمّ استخدام الصورة نقلًا عن موقع مصاعب الهاشمي على فليكر بموجب رخصة المشاع الإبداعي.

خمس سنوات خلت عندما نزل الشعب المصري إلى الشارع يطالب بلقمة العيش والحرية والعدالة الإجتماعية. لا يزال العديد يتذكّرون ثورة 25 يناير على أنّها مثالًا للسعادة العارمة حين تمّ كسر “حاجز الخوف” وحين تابع المصريون ومعهم الملايين من حول العالم بحماس ما آمنوا بأنّه عصر جديد للدولة وللحركات الشعبية في العالم.

إلّا أنّه بعد متابعة المصريين على شبكات التواصل الإجتماعي، لا شكّ في أنّ هذه الذكرى حلوة ومُرة. فلا يزال العديد منهم يؤمنون بمبادئ الثورة الأساسية ويرفضون التخلي عن الروح الثورية أو حتى يعتبرون أنّ #Jan25 أي 25 يناير قد فشلت. فيما اختار آخرون روح الفكاهة المصرية المعتادة للاستهزاء بالرئيس عبد الفتاح السيسي وقوى الأمن وحتى الثورة نفسها.

وفي خضم روح الإصلاح والذكرى، ذكر موقع مدى مصر أنّه تمّ اعتقال 150 ناشطًا على الأقل من المعارضة خلال الاحتفال بذكرى 25 يناير. وشمل المعتقلون 78 من الأخوان المسلمين من الجيزة ومدير صفحة “الاشتراكيون الثوريون” على فيسبوك  محمد عصام، 24 عامًا. بالإضافة إلى ذلك لم تنشر الحكومة رقم هويات الأشخاص الذين اعتقلوا أو أسمائهم.

لقد تابعتُ هاشتاغ #النظام_خايف_من و#الحرية_للجدعان وقرأت ما قاله بعض الأشخاص لتذكّر السجناء السياسيين والاحتفال بذكرى الثورة هذا العام. ويمكن ترجمة كلمة “جدعان” وهي جمع “جدع” أو شجاع ولكنها تعني أيضًا مُحترم وأمين ونبيل وقد استُخدمت هنا لوصف السجناء السياسيين.

علاوةً على ذلك أخبرتني الصحافية نورا يونس وهي رئيسة تحرير المنصة أنّ الهاشتاغ هو قولبة مختلفة للمثل المصري السجن للجدعان أي “السجن هو للباسلين” وهي إشارة لقساوة السجن. وهذا يسلط الضوء على واقع أنّ معظم الأشخاص وراء القضبان هم سجناء رأي. ومنذ بضعة أعوام أُطلقت صفحة على فيسبوك لنشر الأخبار حول السجناء السياسيين. وبذلك اختار المؤسسون أن يعكسوا القول الشائع ليصبح الحرية للجدعان.

اعتُمد الهاشتاغ #الحرية_للجدعان للإشارة للسجناء السياسيين. ومن جهة أخرى، أطلق الساخر المصري باسم يوسف الهاشتاغ  #افتكروهم وكرّس حسابه على تويتر للكتابة عن السجناء لمدة 3 أيّام لأكثر من 6 ملايين متابع.

وعلى تويتر كتب @journaliso: 

بحسب المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وصل عدد السجناء السياسيين ومن بينهم سجناء الرأي إلى 41 ألف شخص. وفي أواخر شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي عفا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن 100 سجين. بيد أنّ المنظمات الإنسانية ومنها منظمة العفو الدولية حذّرت من التالي: “يجب ألّا ينخدع المجتمع الدولي بالإصلاحات غير الجدية للرئيس عبد الفتاح السيسي ووعوده الفارغة“. ورغم إطلاق سراح صحافيين من قناة الجزيرة وناشطين آخرين حذّرت منظمة العفو الدولية من أنّ هذه الأماكن ستُشغل مجددًا.

“Most of those pardoned by President Abdel Fattah al-Sisi should never have been locked up in the first place because they were peacefully exercising their rights to freedom of expression and assembly. But given the authorities’ intolerance of peaceful dissent, the space vacated in prison cells by those freed in the pardon will be filled up again all too soon,” said Said Boumedouha, Deputy Middle East and North Africa Director at Amnesty International.

يقول سعيد بومدوحة، نائب مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “لم يجدر سجن معظم الأشخاص الذين عفا عنهم الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنهم كانوا يمارسون حقهم بالتعبير عن رأيهم وحقهم بالتجمع بسلمية. ولكن نظرًا لتعصّب السلطات ووقوفها ضدّ المعارضين السلميين لا شكّ في أنّ الزنزانات التي أصبحت فارغةً بعد إطلاق سراح السجناء ستمتلئ مجددًا”.

يُلاحظ أنه في كلّ عام وخلال هذه الأوقات يصدر عفو رئاسي عن المجرمين المسجونين. وغالبًا ما تسبقه حملات عديدة إذ يأمل البعض بلفت انتباه الرأي العام إلى من وراء القضبان. أُعلن عن عدد المُعفى عنهم هذا العام وقالت بعض المصادر أنّهم سيكونون من “المجرمين” المسجونين. بيد أنّ العديد من السجناء السياسيين أصبحوا وراء القضبان بعدما لُفّقت لهم اتهامات جنائية.

وبالفعل أعلن عاملون في مجال حقوق الإنسان ومحامون يعملون في الدفاع عن السجناء السياسيين أنّ عملهم يبدو لهم “عديم الجدوى” في بعض الأوقات. ووصل قمع الحقوق المدنية وحقوق الإنسان في مصر إلى مستويات غير مسبوقة ويشير الجو العام إلى أنّ ما من أحد بأمان بما فيهم مناصري حقوق الإنسان أو حقوق السجناء. وقصة طاهر مختار مثال عن ذلك، كان مختار طبيبًا يقدّم العلاج للسجناء ويوثّق حالات التعذيب داخل السجون إذ كان عضوًا في لجنة حريات نقابة الأطباء. اعتُقل مختار واتُّهم مع آخرين بممارسة العنف والاعتداء على قوى الأمن وهو اتّهام أصبح شائعًا في ظلّ الأجواء السياسية في مصر.

فسّرت نور لطفي لماذا يجب زيادة الوعي حول ما يحصل في هذه السجون:

من بين سجناء الرأي أيضًا، محمود محمد الذي اعتُقل في 25 يناير/كانون الثاني 2014 خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة بعد شهر من عيده الثامن عشر. هو أصغر سجين في مصر، وتمّ اعتقاله لارتدائه قميص مرسوم عليها “وطن بلا تعذيب”.

في هذه المناسبة تمّ تذكّر سجناء آخرين منهم الناشطين البارزين ماهينور المصري وعلاء عبد الفتاح. وأرسلت المصري رسالة تحدي من زنزانتها تزن فيها تفاؤلها عبر تعداد الأخطاء والدروس التي تعلّمتها من الثورة. وقالت عن السجن السياسي:

[…] there is no individual salvation, and that desperation and the attempts to escape to the outside or the inside will not help us make our day better. When we only saw ourselves and started calling for freedom only for those we know, and did not move for freedom for the all people (for example, in prisons there are not only thousands of innocent political prisoners, but also thousands of citizens who have been framed, or fell in debt or are serving time instead of others, because of the economic system of the state, and many other cases) if we allow the regime to separate us from the street and from our goals, then they have won the last round.

[…] ليس من خلاص فردي، أن اليأس ومحاولة الهروب للخارج أو الداخل لن تساعدنا على جعل يومنا أفضل، وعندما نظرنا فقط لأنفسنا وأصبحنا نطالب بالحرية لمن نعرفهم فقط، ولم نتحرك من أجل حرية الشعب ككل (مثلا في السجون هناك ليس فقط آلاف السياسيين المظلومين، ولكن آلاف المواطنين تم تلفيق قضايا لهم أو أصبحوا غارقين في الديون بسبب النظام الاقتصادي للدولة، وقضايا أخرى كثيرة)، وأنه هكذا أعطينا فرصة للنظام لفصلنا عن الشارع وعن أهدافنا، فحقق في آخر جولات انتصارًا.

تتوفر الترجمة الكاملة لرسالة المصري على صفحة فيسبوك الحرية لماهينور.

وأشارت ماهينور لا تزال هناك وجوه وأسماء غير مُعلن عنها من بين 41 ألف سجين سياسي. وحملة “الحرية للجدعان” التي أطلقت هاشتاغ يجسّد قضيّتها أعلنت أنّها تناضل للسجناء السياسيين والناشطين البارزين والشخصيات العامة بالإضافة إلى الأشخاص غير المعروفين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.

تمزج هذه الحملة بين حملات التوعية على الإنترنت والتنظيم على الأرض. وذكرت الحملة على صفحتها على فيسبوك أنّها أُطلقت بعيد الذكرى الثالث للثورة حين اعتُقل قرابة ألف شخص خلال الاحتفالات. وشملت الاعتقالات الناشطين السياسيين بالإضافة إلى العديد من الأشخاص الذين اعتقلوا تعسفيًّا ومن بينهم العديد من الأطفال. ونشر بعض الأشخاص وجوه الأشخاص المعتقلة بالإضافة إلى أسماءهم والظروف التي عانوا منها خلال سجهنم.

هذه هي قصصهم:

لمزيد من تغريدات موقع ميدان يمكن العثور عليها هنا.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.